هجوم متطرّف على موكب عسكري جنوب غرب إيران

قُتل ما لا يقل عن 29 شخصا، بينهم أطفال، في هجوم متطرّف على موكب عسكري جنوب غرب إيران، والذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه وكذلك جماعة انفصالية.

أطفالٌ مِن بين القتلى
أطلق 4 مهاجمين متنكرين في هيئة أفراد عسكريين النار من وراء منصة المشاهدة خلال العرض في منطقة الأهواز، أثناء إحياء ذكرى الحرب التي استمرت 8 أعوام مع العراق في الثمانينات.

وذكرت وكالات الأنباء أن أعضاء من الحرس الثوري الإيراني، وجنود من الجيش، بالإضافة إلى مدنيين، بينهم أطفال، كانوا من بين الضحايا.

وقع الهجوم في عاصمة إقليم خوزستان الغني بالنفط والذي يعدّ موطنا للأقلية العربية في البلاد، والذي كان مسرحا للاحتجاجات المتكررة على التحديات البيئية والمظالم الاقتصادية خلال الأشهر الأخيرة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" عن مصدر "مجهول" لم تذكر اسمه قوله إن 24 شخصا على الأقل قتلوا، وإن 53 آخرين نقلوا إلى المستشفى، وبعضهم في حالة حرجة، وقالت وكالات إن ثلاثة من المهاجمين قتلوا في الموقع بينما توفي أحد في وقت لاحق بالمستشفى.

 

 

وأظهرت صور التقطت في أعقاب الهجوم جنودا يحملون أطفالا جرحى بعيدا عن الموقع، وأظهرت صورة التقطتها وكالة أنباء (إسنا) شبه الرسمية جنديا يحمل فتى مصابا مات في ما بعد، واتضح أن اسمه محمد طه غدامي، وقال والده: "لقد حضر طه البالغ من العمر 4 أعوام لمشاهدة العرض العسكري، وكان من المفترض أن يذهب إلى الحضانة غدا، لكنه قتل أمام عيني بأبشع الطرق"، مضيفا أن زوجته عولجت في المستشفى من إصابات.

وشُوهد جنود آخرون يقومون بحماية الأطفال على الأرض من هجمات أخرى محتملة، وقتل أحد المحاربين القدامى من حرب إيران والعراق في الثمانينات على كرسيه المتحرك، وكان أحد الصحافيين أيضا من بين القتلى.

جماعة انفصالية تتبنّى الهجوم
أعلنت جماعة انفصالية قومية عربية تدعى الحركة الوطنية العربية الديمقراطية في الأهواز مسؤوليتها عن الهجوم، وقال المتحدث باسم المنظمة ياكوب هور لشبكة التلفزيون الإيرانية الدولية ومقرها لندن، إن الهجوم كان يستهدف "الحرس الثوري والقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية"، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، قتل أحمد مولا نيسي، وهو انفصالي إيراني عربي يبلغ من العمر 52 عاما، في لاهاي، وكان يشتبه في أنها عملية قتل سياسي لكن المسؤولين لم يلوموا الدولة الإيرانية حتى الآن.

ودعا سفير إيران لدى المملكة المتحدة، حميد بينيدج، هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية أوفكوم للتحقيق مع شركة "إيران إنترناشونال" والتي يملكها مواطن سعودي من أجل بثها حوار مع زعيم الجماعة المعارضو، وقال: "بثت إيران إنترناشونال مقابلة مع المتحدث باسم المجموعة التي تقف وراء الهجوم المتطرف الذي وقع اليوم في الأهواز.. نحن ندين هذا العمل الشنيع وسنتابع رسميا مع أوفكوم للتحقيق فيه كعمل في دعم للتطرف والعنف"، وقالت إيران إنترناشيونال إن قرارها يتماشى مع واجباتها المهنية لإعلام الجماهير.

وأعلن "داعش" مسؤوليته عن الهجوم على العرض العسكري، وفي هذه الأثناء، أشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى المتنافسين الإقليميين، والتي اتهمتهم طهران لسنوات عديدة بمساعدة الجماعات الانفصالية.

 

 

أصابع الاتهام تُشير إلى السعودية وإسرائيل
وقال الحرس الثوري إن المهاجمين كانوا منتسبين إلى جماعة متطرفة تدعمها المملكة العربية السعودية، وقال المتحدث رامزان شريف إن "الأشخاص الذين أطلقوا النار على الناس والقوات المسلحة أثناء العرض مرتبطون بمجموعة أحوازية تدعمها المملكة العربية السعودية".
وقال أبوالفضل شيكارشي، المتحدث باسم الجيش الإيراني، إن الهجوم لم يكن من مسؤولية "داعش"، وإنما المتطرفون الذين زعم أنهم كانوا مدربين ومنظمين من قبل "دولتين خليبيتين مرتبطتين بالولايات المتحدة ووكالة الموساد الإسرائيلية".

وقال السفير البريطاني في إيران، روب ماكايير، عبر "تويتر" "أينما يكن يجب أن تتم إدانة التطرف.. كل تعازينا لأسر الضحايا".