طالب المتظاهرون الرئيس روبرت موجابى فى زمبابوى بالانسحاب من بعد التدخل العسكرى

تجمع عشرات الآلاف في عاصمة زيمبابوي، هراري، السبت، في مسيرات تطالب الرئيس روبرت موغابي، بالتخلي عن السلطة، بعد أيام من وضعه تحت الإقامة الجبرية، حيث عانق المحتجون جنود الجيش في الشوارع، ومن المشاهد التي لم يكن من الممكن تصورها قبل أشهر، سار الناس جنبًا إلى جنب مع أفراد الجيش والذين كانوا يركبون الدبابات، مرحبين بالجيش الذي يعتقدون أنه سيخولهم للتخلص من حكم موغابي، الذي استغرق 37 عامًا.

وقال نايغل موكوينا، طالب العلوم السياسية في جامعة زيمبابوي، ويبلغ من العمر 24 عامًا: "إننا ضحية موغابي لفترة طويلة، يجب أن يرحل وكذلك حاشيته"، وأخذ بعض المتظاهرين صورًا "سيلفي" مع الجيش، حيث الاحتفال بالتحول الذي طرأ على البلاد بعد وضع الرئيس البالغ من العمر 93 عامًا، تحت الإقامة الجبرية، وهو أقدم زعماء أفريقيا.

وكتب بريغنيف مالابا، محرر مساعد في صحيفة "زيمبابوي" المستقلة، على موقع "تويتر" في الساعات الأولى من المسيرة: "مرت عقود ولم يحدث شيئًا، ثم فجأة تمر أيام يحدث فيها أشياء كان من المفترض أن تحدث في تلك العقود، تعيش زيمبابوي هذه اللحظة، والمشاهد مذهلة هنا في هراري".

من ناحية أخرى، وبالنسبة لبعض الأفارقة، لا يزال موغابي بطلًا قوميًا، ورمزًا للنضال للتخلص من الحكم الاستعماري القديم، ولكنه أيضًا عرف كونه ديكتاتورًا، فهو مشهور باللجوء إلى العنف للاحتفاظ بالسلطة وإدارة اقتصاد البلاد.

ووضع الجيش موغابي قيد الإقامة الجبرية يوم الأربعاء الماضي، ما أنهى فعليًا حكمه الطويل، ولكن سمح له بالظهور علنًا يوم الجمعة؛ لحضور حفل تخرج جامعي، وسعى الجيش إلى القيام بهذا العمل كمحاولة لتخليص الرئيس من الجرائم التي تلحق أضرارًا اقتصادية بالبلاد، ولم تظهر زوجته، يوم الأربعاء، ويعتقد العديد أن إظهارها للغناء الفاحش كان سببًا في سقوط زوجها.

وفي مساء يوم الجمعة الماضي، أوصى غالبية زعماء حزب موغابي "زانو" التي تسيطر على البلاد من الاستقلال في عام 1980، بطرده، وفقًا لما ذكرته قناة "  ZBC" التابعة للدولة، قائلين في بيان "شاهد الكثير منا كأعضاء حزب وحكومة بكل الألم ما حدث من تخيض لممتلكات البلاد وسيطرة عدد قليل من المتسللين الذين لديهم تاريخ خائن ومشكوك فيه لدى شعب زيمبابوي، ومن المواضح أن البلاد كانت تسير في الطريق الخطأ".

وخرج الآلاف صباح السبت، يرددون عبارات "يكفي يكفي"، ويحملون علامات تطالب برحيل موغابي، إلا أن باتريك زواو ابن شقيق السيد موغابي، قال لـ"رويتر"، إن الرئيس وزوجته مستعدان للموت من أجل ما هو صحيح، وليس لديه نية للتنحي من أجل إضفاء الشرعية على الانقلاب العسكري".

ويمكن لنهاية حكم السيد موغابي أن تطلق العنان لأزمة في القارة الأفريقية، حيث دفع الرئيس الجنوب أفريقي، جاكوب زوما، بدبلوماسيين إلى زيمبابوي لمحاولة نزع فتيل الأزمة، وأكد، أن بلاده ملتزمة بدعم شعب زيمبابوي، وأضاف أنه متفائل بحذر بأن الوضع يمكن حله وديًا.

والآن، أصبح إمرسون منانغاجوا، 75 عامًا، نائب رئيس زيمبابوي، في الصدارة ليصبح الزعيم الجديد للبلاد، ويقول المراقبون إنه يشارك بعض سمات موغابي: إنه جائع للسلطة والفساد والقمع، ولقبه"التمساح".