وحدات من الجيش السوري

أعلنت الرئاسة التركية، الثلاثاء، في تحدٍّ واضح للعالم، أن أنقرة ستواصل عمليتها في سوريا مع أو بدون دعم العالم، ونددت تركيا في بيان لها بالاتفاق بين النظام السوري والقوات الكردية، حيث أعلن مدير التواصل في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون لوكالة "فرانس برس": "سنواصل قتال المجموعات الإرهابية، وداعش من بينها، إن قبل العالم بذلك أم لم يقبل".

في حين، وصف ألكسندر لافرينتييف، مبعوث الرئاسة الروسية (الكرملين) إلى سوريا، الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا بأنه "غير مقبول"، موضحًا أن موسكو لم توافق على هذه العملية مسبقاً، كما أكد لافرينتييف أن روسيا توسطت في اتفاق بين النظام السوري والقوى الكردية، مما سمح بدخول قوات النظام منطقة يسيطر عليها الأكراد.

وأضاف المبعوث في تصريحات للصحافيين، أن المحادثات بين الأكراد والنظام السوري جرت في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وأماكن أخرى.

هجوم غير مقبول
وكان وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، أدان الاثنين بشدّة الهجوم العسكري "غير المقبول" الذي تشنّه تركيا ضد الفصائل الكردية في شمال شرقي سوريا، معتبراً أنه أسفر عن "إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين" المنتمين إلى داعش.
وقال إسبر في بيان إن واشنطن ستطلب من حلف شمال الأطلسي اتخاذ "إجراءات" ضد تركيا بسبب "تقويضها" المهمّة الدوليّة لمكافحة داعش".

قسد تنتظر تفاهماً هشاً
يخيم الهدوء الحذر على مدينة منبج ومعظم المدن السورية الواقعة شرق نهر الفرات رغم تواصل الاشتباكات على أطراف مدينتي تل أبيض ورأس العين بين الجيش التركي والمسلّحين السوريين الموالين له من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى.

ولم يتوقف القصف الجوي التركي على رأس العين وتل أبيض حتى الساعة رغم مطالبة واشنطن أنقرة بوقفٍ فوري لإطلاق النار الاثنين، وتبدو أوضاع النازحين الذين خرجوا من هاتين المدينتين "سيئة" وسط تعليق المنظمات الإغاثية الدولية لأنشطتها في المنطقة.

واستقر معظم نازحي رأس العين في القامشلي والحسكة في المدارس ولدى أقربائهم، لكن نازحي تل أبيض بقوا في العراء في الريف الجنوبي من مدينة كوباني مع نازحي المدينة الأخيرة، حيث يتخوف السكان من معظم "الأطراف العسكرية والسياسية" التي قد تسيطر على المنطقة بالتزامن مع وجود أنباءٍ عن "تفاهم هشّ" تنتظر قوات "سوريا الديمقراطية" إتمامه مع روسيا ويقضي بدخول قوات الأسد إلى كامل الشريط الحدودي مع تركيا.

أقرأ أيضًا:

ميليشيات موالية لطهران تشن هجومًا على قوات سورية الديمقراطية

اتفاق هش مع النظام
لكن قوات النظام استقرت بالقرب من نهر الفرات جنوب مدينة كوباني ولم تدخل المدينة، رغم أن مسؤولاً كردياً من "هيئة الدفاع" قال إن "هذه القوات ستدخل المدينة خلال ساعات".

ووصلت قوات النظام بالفعل إلى منبج مع قواتٍ روسية تسيّر دورياتٍ على خطوط التماس بين مقاتلين مدعومين من واشنطن وآخرين تدعمهم أنقرة في ريف المدينة، بينما انسحبت منها قوات أميركية، وهو أمر تكرر في بلدتي تل تمر وعين عيسى الّتي دخلتها قوات النظام وخرج منها المقاتلون الأميركيون مع آلياتهم.

وفي هذا السياق، قالت مصادر من قوات "سوريا الديمقراطية" إننا "لم نوقع بعد على هذا التفاهم". وأضافت "سننتظر أن يكمل وفدنا السياسي بنود هذا التفاهم مع الروس"، مشيراً إلى أن " التفاهم المذكور سيسمح بدخول قوات النظام السوري إلى كامل المناطق الحدودية مع تركيا شريطة ألا تدخل مراكز المدن".

كما لفتت إلى أن "الروس هم الطرف الأساسي وهم الذين يفاوضون بدلاً من نظام الرئيس السوري بشار الأسد".
وتابعت المصادر "بموجب هذا التفاهم ستبقى "الإدارة الذاتية" كما هي، لن يدخل جيش النظام مراكز المدن وقد يكون هناك مراكز سيادية تشبه المربع الأمني الذي تسيطر عليه قوات الأسد منذ سنوات في مركز مدينتي القامشلي والحسكة".

وحاولت قوات "سوريا الديمقراطية" من خلال هذا "التفاهم" مع الجانب الروسي، وقف الهجوم التركي، لاسيما أن أنقرة تقول إنها لا تعارض وجود قوات النظام على حدودها الجنوبية.

مخاوف من النظام والأتراك والفصائل المسلحة
لكن ما الذي سيحصل للسكان الذين يعيشون في هذه المناطق المهددة بدخول قوات النظام أو الجيش التركي والمسلحين المدعومين منه إليها؟، ورداً على هذا السؤال، قال حسام القسّ، وهو ناشط حقوقي سرياني من بلدة ديريك (المالكية) الواقعة على المثلث الحدودي السوري العراقي التركي إن "هناك مخاوف لدينا من كل الأطراف التي قد تسيطر على المنطقة".
وأضاف في مقابلة مع "العربية.نت": "نخشى انتقام قوات النظام من معارضيه، ومن الجيش التركي والمتطرّفين الذين يقاتلون معه"، لافتاً إلى أن "تجربة عفرين لا تزال أمامنا".

وتابع: "نخاف أيضاً من اعتقالات الأسد لمعارضيه. كما نخاف من انتهاكات الجيش التركي ومتطرّفيه، ونخشى حصول انتهاكات واسعة النطاق على أساس عرقي"، كما لفت الناشط الحقوقي إلى أن "السكان هنا يخشون سيطرة هؤلاء على المنطقة، لذا قد يكون النزوح خيار معظمهم".

التحالف الدولي خارج منبج
وفي سياق متصل قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إن قواته غادرت مدينة منبج بشمال سوريا، اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن قوات النظام دخلت المدينة.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل، ميليس بي. كاجينز على "تويتر" إن القوات الأميركية "تنفذ انسحاباً مخططاً له من شمال شرقي سوريا. نحن خارج منبج".

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قوات النظام السوري سيطرت سيطرة كاملة على منبج، فيما أعلنت الشرطة العسكرية الروسية أنها تقوم بدوريات على خط التماس بين الجيش التركي وقوات النظام بشمال سوريا.

محور جديد
وأمس الاثنين، أعلنت الفصائل السورية الموالية لتركيا، أنها بدأت معركة منبج في سوريا. وقالت في بيان على صفحتها على تليغرام، إنها "انطلقت لفتح محور جديد بهدف تحرير مدينة منبج ومحيطها من قوات سوريا الديمقراطية، ضمن العملية العسكرية التركية" في شمال سوريا، التي انطلقت الأربعاء الماضي، وتقع منبج على بعد ثلاثين كيلومتراً من الحدود التركية. وسبق أن انتشرت وحدات من النظام في كانون الأول/ديسمبر على تخومها بناء على طلب كردي أيضاً لردع هجوم لوحت تركيا بشنه آنذاك، إلا أن وجودهاً كان "رمزياً"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

منبج في قبضة النظام السوري
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن قوات النظام السوري سيطرت سيطرة كاملة على منبج، فيما أعلنت الشرطة العسكرية الروسية أنها تقوم بدوريات على خط التماس بين الجيش التركي وقوات النظام بشمال سوريا، حيث أفادت مصادر مطلعة بأن القوات الأميركية انسحبت من قواعدهم الـ3 في منبج.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أعلن في وقت سابق الثلاثاء، عن سعي بلاده لتفادي حصول أي اشتباك بين القوات التركية وقوات النظام السوري في سوريا، حيث قال بوغدانوف للصحافيين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية: "نأمل في ألا تحدث هناك أي اشتباكات.. على العكس، تجري اتصالات من أجل وضع طرق لمعالجة القضية وفقاً لأحكام ومبادئ القانون الدولي، وأخذاً في الاعتبار المصالح المشروعة لكافة الأطراف المعنية".

ن جانبها أعلنت وزارة الدفاع التركية، مقتل جندي تركي وإصابة 8 بعد هجوم بالمورتر شنته قوات كردية من منبج السورية، مضيفة أنه أمكن "تحييد" 15 مقاتلا كرديا على الأقل ردا على ذلك.
كذلك ذكرت قنوات إعلام النظام السوري الرسمية، أن وحدات من الجيش السوري انتشرت في مدينة منبج بالشمال، بالتزامن مع استمرار انسحاب قوات التحالف من المدينة. وأذاع التلفزيون لقطات لمجموعات قال إنهم من سكان منبج يحتفلون بقدوم القوات النظامية.

بدء معركة منبج
وأمس الاثنين، أعلنت الفصائل السورية الموالية لتركيا، أنها بدأت معركة منبج في سوريا. وقالت في بيان على صفحتها على تليغرام، إنها "انطلقت لفتح محور جديد بهدف تحرير مدينة منبج ومحيطها من قوات سوريا الديمقراطية ضمن العملية العسكرية التركية" في شمال سوريا، التي انطلقت الأربعاء الماضي.
أما منبج فتقع على بعد ثلاثين كيلومتراً من الحدود التركية. وسبق أن انتشرت وحدات من النظام في كانون الأول/ديسمبر على تخومها بناء على طلب كردي أيضاً لردع هجوم لوحت تركيا بشنه آنذاك، إلا أن وجودها كان "رمزياً"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لا خلاف مع روسيا
يذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان أعلن في وقت سابق الاثنين، أن القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها ستدخل منبج وكوباني دون مشاكل، وذلك مع اقتراب قوات النظام السوري نحو بلدات في الشمال السوري، في ظل تأكيد الأكراد على عقد اتفاق مع النظام يقضي بدخوله منبج وعين العرب (كوباني).
وردا على سؤال بشأن انتشار قوات النظام السوري على الحدود، قال أردوغان إنه "لا يعتقد أنه ستكون هناك مشاكل في كوباني وإن بوتين أبدى نهجا إيجابيا". وأضاف" "لا خلاف مع روسيا بشأن منبج السورية". وعن الاتفاقيات التي عقدت بين الأكراد ودمشق، قال: "هناك الكثير من الشائعات، ويبدو أنه لن تحدث مشكلة في عين العرب (كوباني)".

أردوغان يتهم الجيش السوري بقتل أحد جنوده:
ومن ناحية أخرى أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن القصف من جهة مدينة منبج السورية، الذي أودى بحياة جندي تركي جاء من قبل الجيش السوري، وقال أردوغان للصحفيين بعد زيارته لأذربيجان، اليوم الثلاثاء، تعليقا على مقتل الجندي، إن "ذلك نتيجة قصف مدفعية النظام (السوري). وكان هناك قصف مكثف ردا على ذلك. وجعلنا النظام يدفع ثمنا باهظا مقابل ذلك".
يذكر أن جنديا تركيا قتل وأصيب 8 آخرون بجروح في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، جراء القصف المدفعي على القوات التركية، الذي جاء من جهة مدينة منبج بشمال سورية، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، عن "تحييد" 611 من عناصر الوحدات الكردية منذ بدء عملية "نبع السلام" بشمال سوريا.


خيارات بديلة لمقاتلات "إف-35" الأمريكية
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لدى تركيا خيارات بديلة لمقاتلات "إف-35" الأمريكية، وأن أنقرة تلقت عروضا في هذا الخصوص، ولم يكشف أردوغان عن تفاصيل العروض لشراء الطائرات التي تلقتها أنقرة.
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة أنهت مشاركة تركيا في البرنامج الخاص بمقاتلاتها الحديثة "إف-35" في يوليو الماضي، ردا على شراء تركيا لأنظمة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي.
واعتبرت الولايات المتحدة أن الأنظمة الروسية غير منسجمة مع أنظمة حلف الناتو، وأنها تشكل خطرا على مقاتلات "إف-35".
من جانبها، أعلنت تركيا أنها ستبحث عن خيارات بديلة عقب تخلي الولايات المتحدة عن تسليم المقاتلات لتركيا وإنهاء تدريب طياريها على استخدامها.

الطيران التركي يقصف "رأس العين"
أفاد المكتب الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، اليوم الثلاثاء، بأن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات "قسد" وقوات الجيش التركي والقوات الموالية لها في مدينة رأس العين، حيث قال المركز الإعلامي في بيان، إن محاولات الجيش التركي مستمرة للتقدم في رأس العين.

وأضاف أن "قوات سوريا الديمقراطية" تصدت لجميع محاولات التقدم وتمكنت من قتل 59 مسلحا من القوات الموالية للجيش التركي، وتدمير عدد من الآليات والسيارات العسكرية، وكانت وكالة "أهوار" قد تحدثت في وقت سابق مساء اليوم عن قصف نفذته الطائرات الحربية التابعة للجيش التركي على رأس العين.

من جهتها، أفادت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، بأن 6 مدنيين قتلوا وأصيب 15 آخرون في هجمات لتنظيم "ي ب ك - بي كا كا" استهدفت مناطق سكنية بمنطقة عملية "درع الفرات" شمالي سورية.

وأشارت الوكالة إلى أن التنظيم استهدف قرى ميرزه، وتل علي، وشعيب، التابعة لبلدة الغندورة بمنطقة جرابلس الخاضعة لقوات المعارضة، مبينة أن المسلحين استخدموا صواريخ موجهة حراريا، والقصف المدفعي، والأربعاء 9 أكتوبر أطلق الجيش التركي، بمشاركة "الجيش الوطني السوري"، عملية "نبع السلام" العسكرية في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من المسلحين الأكراتد وعناصر "داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وقد يهمك أيضًا:

تركيا تطالب واشنطن بطرد الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية

قوات سورية الديمقراطية تردّ على خيارَي بشار الأسد