الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي

رحَّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الاميركي دونالد ترامب بمصافحة دافئة قبل اجتماع الزعيمين في باريس أمس الخميس. وأكدت حفاوة استقبال الرئيس الفرنسي على نية ماكرون التودد من نظيره الأميركي بعد دعوته إلى باريس بمناسبة العيد الوطني الفرنسي أو "يوم الباستيل" الذي يحتفل به الفرنسيون اليوم في 14 تموز/ يوليو.

وعلى الرغم من أن ماكرون وترامب يختلفان حول موضوع تغير المناخ بعد انسحاب الولايات المتحدة من "اتفاق باريس" بشأن الاحترار العالمي، فإن الرئيس الفرنسي يعتقد أن لديه فرصة ليصبح حليف واشنطن في أوروبا. ويقول مساعدوه إن باريس في وضع جيد للعب دور الميسر مع تراجع بريطانيا من الساحة العالمية للتصدي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومع أنجيلا ميركل التي تستعد للانتخابات الألمانية في سبتمبر/أيلول المقبل.

وفي مقابلة مع الصحف الإقليمية الفرنسية والألمانية، قال ماكرون: "لدينا نقطة التقاء ضرورية؛ وهي مكافحة الإرهاب. فالولايات المتحدة، هي أول شريك لنا من الناحية الاستخباراتية، ومن حيث التعاون العسكري المشترك ضد الإرهاب. ولهذا دعوت دونالد ترامب لزيارة باريس ".

ووصل ترامب، برفقة زوجته ميلانيا ، إلى باريس على متن طائرة "إير فورس وان" بحثا عن فرصة للابتعاد عن التحقيقات الجارية في واشنطن حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومع ذلك، سيواجه الرئيس الأميركي أسئلة حول تورط دونالد ترامب الابن، مع محامية روسية يبدو أنه واعد بالمعلومات المستوحاة من الكرملين والتي يمكن أن تضر بحملة هيلاري كلينتون. ويرغب ترامب، الذي أدان هذه القضية ووصفها بأنها "اعظم مطاردة ساحرة في التاريخ السياسي"، في ان تعزز زيارته لباريس وضعه الرئاسي.

وكانت الذريعة الرسمية لهذه الزيارة الذكرى المئوية لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى. وكان الهدف الثانوي من الزيارة رغبة ماكرون في إنشاء علاقة خاصة مع الولايات المتحدة. وتقول وسائل الإعلام الأميركية إن ماكرون قدم عرضه لزيارة ترامب إلى باريس ووعد بتقديم عرض عسكري فخم في "يوم الباستيل" من النوع الذي حاول ان يقدمه ترامب لكنه فشل في التمسك به في واشنطن. وقد قبل الرئيس الاميركي خلال 48 ساعة.

وقد اتسم اجتماع القادة في قمة الناتو في بروكسل في أيار / مايو بمصافحة قوية وصفها ماكرون بأنها "لحظة من الحقيقة" بعد أن "سحق أصابع" الرئيس ترامب. واليوم، كانت المصافحة أكثر ودية، حيث ابتسم الرجلان قبل تقبيل زوجتيهما بعضهما البعض على الخدين.

ثم زار الزعيمان مقابر نابليون بونابرت ومارشال فرديناند فوخ الجنرال الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى. وكان من المقرر بعد ذلك إجراء محادثات في قصر الإليزيه قبل تناول الطعام مع زوجتيهما في مطعم "جول فيرن" الذي يحمل نجمة "ميشلان" في برج "ايفل".