الدمام ـ سعيد الغامدي
تلتئم الأحد، في السعودية القمة العربية الـ29 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسط حضور كبير للقادة والزعماء العرب. ويتزامن انعقاد القمة مع تطورات متسارعة في عدد من الملفات الشائكة في الدول العربية، ما يكسبها أهمية إضافية فضلًا عن كونها تكتسبها من ثقل ملفات أخرى مطروحة.
واستعدت السعودية للقمة منذ أعلنت استضافتها بطلب من دولة الإمارات خلال قمة البحر الميت في عمان العام الماضي، وأجّلت عقدها إلى منتصف نيسان/ أبريل، نظرًا إلى ارتباطات وظروف قادة عرب، كانت بينها الانتخابات الرئاسية المصرية.
ولاحظ مراقبون في الظهران "جنوب الدمام"، حيث تعقد القمة في "مركز الملك عبدالعزيز للثقافة"، أن الملف السوري يضغط بشدة في أروقة القمة، خصوصًا بعد الضربات الأميركية- البريطانية- الفرنسية لأهداف في سورية.
وتتباين المواقف من الضربات، فقد حمّلت السعودية النظام السوري المسؤولية لأن الضربات "جاءت ردًا على استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية المحرّمة دوليًا ضد المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء، استمرارًا لجرائمه البشعة التي يرتكبها منذ أعوام ضد الشعب السوري الشقيق".
وقالت مصادر مطلعة إن القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات القمة كما هو مقرر، حيث ستعيد القمة التأكيد على السلام كخيار إستراتيجي وعلى مبادرة السلام العربية كإحدى أهم المرجعيات، وستجدّد الرفض القاطع لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وستشدّد على دعم المقدسيين وتندّد بالتصرفات الإسرائيلية ضد "مسيرة العودة" السلمية، كما ستبحث القمة في التدخل الإيراني في الشأن العربي ودعم طهران ميليشيات الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي تطلقها على السعودية.
وتشهد القمة مشاركات من رؤساء منظمات دولية على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وتفقّد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، السبت، مقر انعقاد القمة في مركز "إثراء" في الظهران، وصرّح الناطق الرسمي باسمه الوزير المفوّض محمود عفيفي، بأن أبو الغيط أطّلع من المسؤولين عن المركز على الترتيبات المتخذة لاستضافة القمة، وحرص على الإشادة بالمستوى المتميز للتحضير للقمة من أجل ضمان نجاحها