لندن ـ سليم كرم
شنَّ رئيس الخزانة البريطاينة السابق اللورد ماكفرسون، هجومًا على أسلوب تعامل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، محذرًا من أنّ البلاد تفتقر إلى "القيادة". واتهم اللورد ماكفرسون رئيسة الوزراء بالفشل في إعداد الجمهور لـ"الحلول الوسط والمفاضلات" التي لا مفر منها والتي غالبًا ما يُوصف بأنه منهجها في "الحصول على الأسلوبين في نفس الوقت".
وأكد رئيس الخزانة السابق في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بُثت أمس الأحد، عدم وجود موارد في الحكومة البريطانية للقيام بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وحذر من أن رفع "رأس المال العام لا يمكن دون رفع الضرائب أو خفض الإنفاق"، في حين أشار إلى أنّ الخزينة نصحت بعدم بناء طريق "أتش أس 2 " عالي السرعة للسكك الحديدية.
وحول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال ماكفرسون: "إنني أشعر بالقلق بشأن كيفية تسخير موارد الحكومة ونشرها دعما لنهجها". وأضاف: "أشعر بحماس أن هذا هو المجال الذي يحتاج الى القيادة. يحتاج إلى شخص ما يتحدث مع الشعب البريطاني حول التنازلات والمفاضلات التي يتعين القيام بها. ومن المؤسف أن هذا لم يحدث ببساطة ".
وفي ما يتعلق بقيمة الـ1 في المائة من الأجور، وهو ما اقترحته رئاسة الوزراء، فسوف يتم تخفيفه في خريف هذا العام - قال ماكفرسون: "إنّ معدل الدخل العام ليس مستداما على المدى الطويل، لذا فإنّ الحكومة بحاجة إلى إيجاد طريقة للخروج من هذه السياسة" . وأضاف: "من ناحية أخرى، فإن ذلك سيكلف الكثير من المال". وقد تسأل عن الضرائب التي ستناقشها، والإنفاق الذي سوف تقطعه؟".
وحول طريق "إتش إس 2" ، دعا إلى إنفاق مليارات على تحسين السكك الحديدية الشمالية بدلًا من تلك الطريق، قائلًا: "كان قرارًا سياسيًا، وأعتقد أنه سيكون من غير المناسب بالنسبة لي الكشف عن مشورة الخزينة بشأن هذه القضية".
ويُعد اللورد ماكفرسون أحدث موظف حكومي يُهاجم استراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي استقال السير ايفان روجرز سفير بريطانيا لدى الاتحاد الاوروبي بعد أنّ حذر من ان التوصل الى اتفاق تجاري جديد قد يستغرق عقدًا من الزمن. كما استقال وزيران من الحكومة مما يشير الى إحباط واضح من عدم إحراز تقدم، وهما؛ اللورد بريغيز (بريكسيت) و لورد مارك لان برايس (التجارة الدولية).
وفي برنامج "The Westminster Hour programme"، الذي نتم بثه على راديو "بي بي سي 4" في الساعة 10 مساء الاحد، قال المستشار العمالي السابق أليستير دارلينغ إنه يعتقد أن التحطم المالي والتقشف "مهد الطريق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وقال لورد دارلينغ: "نحن نعيش في عالم أكثر قتامة، وأكثر ميلًا إلى الحمائية والقومية، وبالتالي كانت له تداعيات سياسية هائلة للغاية".
واضاف: "واذا فشلت بريطانيا في تقديم التنازلات اللازمة للتوصل الى اتفاق تجاري مقبول مع الاتحاد الأوروبي فإننا سنقوم بشطب عقد آخر وستكون مأساة ".وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الخزينة غير مهيأة، أقر اللورد ماكفرسون: "أعتقد أن هذا تقييم عادل. لذا يجب أن أتحمل نصيبًا من المسؤولية عن ذلك. لقد كان لدينا ما يقرب من 15 عاما من النمو دون انقطاع. وأضاف: لذلك من الانصاف القول ان الخزانة، مثل بنك انجلترا، ومثل هيئة الخدمات المالية، لم يكن لديها الموارد في المكان الصحيح عندما تم استخدامها في شركة "نورثرن روك" المصرفية.