حركة "طالبان"

أعلن مسؤولون أفغان عن انتهاء حصار أكبر فنادق العاصمة كابول، الأحد، بعد 12 ساعة من المواجهة مع المسلحين، وتمكنت قوات الأمن من قتل المسلحين الأربع، ولكن الحصار خلف خمسة قتلى مدنيين، واحتجاز أكثر من 100 نزيل، ونشر الرعب في العاصمة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نجيب دانش، إن كل السملحين المتورطين في الهجوم على فندق الإنتركونتنتال قد قتلوا، وسيطرت قوات الأمن على طوابق الفندق كافة، وبينما صرح السيد دانش أن المسلحين بلغ عددهم ثلاثة، نشرت الوزارة أنهم أربعة، وأضاف دانش، أن من بين القتلى الخمسة قتلى المدنيين، رجل أجنبي.

وعلى الرغم من إعلان إنتهاء القتال، قال مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في كابول إن هناك أصوات لتبادل إطلاق النار وتفجيرات، والتي يقول مسؤولو الأمن أنها عملية تطهير.
ولفت السيد دانش إلى وجود ستة جرحى بينهم ثلاثة من قوات الأمن، والذين دخلوا في اشتباك مع المسلحين في الليل، وكان هناك أكثر من 100 نزيل مختبأون في غرف الفندق، واستخدم بعضهم الهاتف لتوديع أحبتهم، أو لطلب المساعدة، مضيفا أنه تم إنقاذ 160 شخص، من بينهم 41 أجنبيًا، لم يعلن عن جنسياتهم.
وعادة ما تعلن بسرعة حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجمات، حيث نشرت بيانا تعلن في مسؤوليتها عن الهجوم بعد 14 ساعة من بدء الهجوم على الفندق، ويقول مسؤولون أفغان إن وكالة المخابرات الأفغانية تمتلك تقارير تفيد بأن شبكة حقاني، الذراع المسلح لطالبان، هي من خطط للهجوم المسلح.

ومن جانبه، قال جافيد فيصل، المتحدث باسم الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية، على موقع تويتر " نفذت شبكة حقاني ومقرها باكستان الهجوم"، واقتحم المسلحون الحاملين للبنادق والأسلحة الفندق، أمس في حوالي الساعة التاسعة، بعدما فجروا جزءا من الفندق وأشعلوا النيران، وكانت معظم غرف الفندق مشغولة، حيث حوالي 100 نزيل، لحضور مؤتمر لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويأتي الهجوم وسط تصاعد العنف في البلاد، ففي الشمال عند مقاطعة بلخ، والتي تعد مركزا للخلاف السياسي مع الحكومة المركزية، قُتل على الأقل 18 شخصا في هجوم تبنته حركة طالبان، السبت، ومعظم الضحايا من قوات الشرطة.

وقال محافظ مقاطعة شولغارا سراج الدين عابد، والتي كان بها موقع الهجوم، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن رجال الشرطة تعرضوا للتسمم قبل الهجوم، ولكن القضية ما تزال قيد التحقيق.
وحلقت طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار فوق الفندق، أثناء اختباء النزلاء بداخله، والعديد منهم أختبأوا تحت الأسرة وفي الحمامات، وأظهرت لقطات تلفزيونية أن النزلاء حاولوا الخروج من النوافذ وتسلق الجدران، باستخدام الأحبال.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها فندق شهير للهجوم، في مدينة محاصرة بالعنف، حيث تعرض الفندق للهجوم في عام 2011، ونتج عنه مقتل 21 شخصا بما فيهم المهاجين التسع، وسط وجود العديد من الجرحى قبل وصول قوات الجيش الدولية للمساعدة، وتنهي القتال.

وتعرضت فنادق أخرى للاستهداف، مثل فندق سيرينا، في كابول، ثلاث مرات بما في ذلك عام 2014، وقُتل تسعة أشخاص، وحينها تمكن مسلح من حركة طالبان إخفاء أسلحة صغيرة الحجم في سطح حذائه، وتمكن من اجتياز الأمن ودخل إلى المطعم ليقتل النزلاء، بما في ذلك صحافي أفغاني شهير وزوجته وأطفاله، فيما عدا طفل واحد، ولكن طالبان أعتذرت عن الهجوم، ووصفته بالخطأ، وتعرض فندق بارك بالاس، في وسط العاصمة الأفغانية لهجوم في 2015، مخلفا 15 قتيلا، بما فيهم أميركي.