المساعدات الإنسانية للشعب اليمني

تعيش اليمن اليوم أزمة انسانية، واقتصادية ، وتُعد الأسوأ في تاريخ البلاد، وذلك إثر استمرار الصراع في البلاد، بين الحوثيين والحكومة الشرعية، واصبحت الكثير من الأسر تعيش على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية، وطالت هذه الأزمة الأساتذة الجامعيين والأكاديميين، مما اضطرت بعضهم إلى البحث عن مصدر رزق آخر.

وكان من بين هؤلاء الأكاديمي عادل الشرجبي استاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء "الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شمال اليمن"، حيث قرر العمل على "دراجة نارية" لكي يعيل أسرته بعد انقطاع المرتبات منذ ثلاثة اعوام.

وأكد الشرجبي أنه بدأ في تعلم قيادة الدراجة النارية استعدادًا للأيام "السوداء المقبلة"، إذا لم يتم تسليم المرتبات، وظهر الأكاديمي اليمني، وهو يمتطي الدراجة النارية في أحد شوارع صنعاء استعدادًا للعمل بها.

ويشار إلى أن الكثير من اساتذة الجامعات، والمدرسين وموظفي الدولة، اضطروا للانخراط في العمل في مهن شاقة، والبعض منهم غادر خارج اليمن بسبب توقف الرواتب جراء انقلاب الحوثيين.

انقطاع الرواتب
وطالت الأزمة نحو مليوني موظف حكومي، حيث لم يستلموا مرتباتهم منذ ثلاثة أعوام، بسبب انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، وانقسام السلطة السياسية بين الحوثيين والحكومة الشرعية، ودخول البلاد في حرب عنيفة منذ مطلع العام 2015.

وتمر اليمن، بأسوء ازمة انسانية، لم تشهدها البلاد من  قبل، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة وباتت اليمن على حافة المجاعة.

وأكد الاتحاد الأوروبي، أن اليمن بعد ثلاثة أعوام من الحرب المستمرة تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مشيرًا إلى أن 22 مليون يمني، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والإغاثة.
وقال الاتحاد في بيان له "إن الحل الوحيد الذي يمكن أن يضع نهاية للمعاناة الشديدة للشعب اليمني هو الحل السياسي المتفاوض عليه".

وأعلن تأييده لإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن نيته دعوة الأطراف اليمنية لإجراء جولة أولى من المشاورات في جنيف في 6 سبتمبر، مشيرًا إلى أنه يقف مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سعيه إلى دفع العملية إلى الأمام.

وقال الاتحاد الأوروبي "إنه يتوقع من الأطراف أن تلتزم حقًا بالمشاركة الدبلوماسية الحالية للأمم المتحدة، وترجمة هذا الالتزام فورًا إلى تهدئة في مختلف مناطق الصراع، بما في ذلك الحديدة ، والامتناع عن أي أعمال تنطوي على احتمال تعريض المفاوضات للخطر".
وتعيش اليمن ازمة انسانية، واقتصادية ، اثر استمرار الصراع في البلاد، بين الحوثيين والحكومة الشرعية، واصبحت الكثير من الاسر تعيش على المساعدات الانسانية المقدمة من المنظمات الدولية.

انهيار العملة 
كما أن العملة المحلية تواصل انهيارها أمام العملات الأجنبية بالتزامن مع ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية والاحتجاجات الشعبية على غلاء أسعار المواد الغذائية بالاسواق.

وأكد مصرفيون إلى موقع "العرب اليوم"، "إن الدولار عاود ارتفاعه في تداولات اليوم، إلى 543 ريال سعر الدولار الواحد للشراء، و547 ريالا للبيع".

وأوضح الصرافين أن اشتداد المضاربة في محلات الصرافة والسوق السوداء ترشح إلى تسجيل ارتفاع كبير في سعر العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، خلال الايام المقبلة، إذا لم تضع الحكومة الشرعية، حلول لها وتحدد اسعار الصرف.

الأسواق اليمنية
وتشهد الأسواق اليمنية ارتفاعا متسارعا في اسعار المواد الغذائية بسبب تدهور العملة اليمنية امام العملات الأجنبية الأمر الذي ادى الى احتجاجات شعبية في عدد من المناطق للمطالبة بإصلاحات.

ويأتي هذا بعد ان اقدمت السلطات الشرعية  في عدن وأبين ومأرب وتعز وبعض المدن الأخرى الخاضعة لسيطرتها على إغلاق عدد كبير من محلات الصرافة الغير المرخصة في إجراء شكلي لوقف انهيار الريال.

وتعيش العاصمة اليمنية صنعاء، 1200 أسرة يمنية نازحة ظروفًا إنسانية صعبة جراء عدم توفر الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثية، وافتقارها للخدمات الأساسية، في مخيم الخانق في مديرية نهم شرق العاصمة. 

وتفتقر الاسر النازحة للحد الأدنى من المساعدات الإنسانية والإغاثية ، في الوفت الذي تقدم المنظمات المحلية، والدولية وعودا بتقديم الدعم والإسناد للاسر الزحة في الخيم.

وأكد مصدر حكومي أن المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لا يوجد لها أي دور في مساعدة النازحين في المخيم، "في الوقت الذي تواصل الوعود المتكررة بدعم ومساعدة النازحين، لكنها حتى اللحظة لم تقدم أي دعم أو مساعدة إغاثية تذكر"، مشيرًا إلى أن "أوضاع النازحين في المخيم مأساوية، يفتقرون لكل مقومات الحياة والخدمات الصحية والتعليمية".

وقال "إن المنظمات الدولية أمام مسؤولية أخلاقية تحتم عليهم العمل على تلبية احتياجاتهم، وهم بحاجة إلى تدخلات كبيره لتخفيف معاناتهم في مختلف الجوانب".

وأضاف محسن علي احد النازحين، أنهم يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة داخل مخيم في العاصمة ، ويفتقرون للمياه الصالحة للشرب. 

وقال "تأتي المنظمات الاغاثية والإنسانية لاحصاء عدد النازحين ، وتسجيلهم، لتقديم المساعدات لكننا لم نحصل على شيء". 

واردف " نأمل من المنظمات الاغاثية والإنسانية المحلية والدولية ان تنظر الينا بعين الرحمة، والنظر إلى ما نعانيه من اوضاع اقتصادية جراء النزوح .

وقال علي "معظم النازحين هنا لا يحصلون على اكثر من وجبتين يوميا. 

قيل يوما ان اليمن كان سعيدا فبعد اربعة من الحرب ، اتضح انه اشقى بلدان الارض".