موسكو ـ ريتا مهنا
أعلنت مصادر روسية وأميركية، أن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، أجرى في العاصمة الفنلندية هلسنكي محادثات مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، بشأن المسائل المتعلقة بتنسيق تحركات القوات الروسية والتابعة للتحالف الدولي بهدف منع وقوع احتكاكات قد تسفر عن مواجهات غير مقصودة بينها.
وأوضحت مصادر أميركية أن المسؤولَين ركزا كذلك على الوضع في أوروبا وفي مناطق النزاع المختلفة وناقشا المسائل المتعلقة بمنع وقوع نزاعات خلال تنفيذ العمليات من جانب قوات التحالف الدولي والجيش الروسي في سورية، كانت موسكو قد بحثت أكثر من مرة مع واشنطن في السابق تنسيق التحركات الروسية - الأميركية في سورية لكن هذه المرة الأولى التي يناقش الطرفان فيها تحركات التحالف الدولي بهدف منع وقوع احتكاكات، وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن غيراسيموف ودانفورد سعيا إلى التركيز خلال اللقاء، على الوضع في مناطق الأزمات والخطوات المحتملة في مجال خفض التوتر.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر في وزارة الدفاع الفنلندية، أن فاليري غيراسيموف وجوزيف دانفورد، سيلتقيان كلٌّ على حِدة، مع وزير الدفاع الفنلندي ساولي نيستا، والقائد العام لقوات الدفاع الفنلندية، يارمو ليندبيرغ.
وعقد مدير الاستخبارات العسكرية العراقي اللواء الركن سعد العلاق، اجتماعًا مع رؤساء وفود الدول المشاركة في مركز تبادل المعلومات الرباعي، الذي يضم روسيا والعراق وإيران وسورية.
وأعرب مدير الاستخبارات عن ثقته بتوطيد العلاقات ما بين دول المركز واستمرارها وبما يخدم مصالح الدول المشاركة فيه ويعزز أمنها الوطني والقومي، داعياً إلى الاستمرار في التنسيق والتعاون حتى بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي. وجرت خلال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا الأمنية التي تهم الدول الأربع والأمن الدولي والإقليمي ككل، وبحث المشاركون في الاجتماع سبل تطوير عمل المركز والخطط الكفيلة بديمومة عمله في تعزيز الأمن بالمرحلة المقبلة.إلى ذلك، ركزت الصحافة الروسية خلال الأيام الأخيرة على احتمال ترتيب لقاء يجمع الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترمب ويكون الملف السوري أبرز محاور النقاش فيه. ورأت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، أن الملف السوري تحديداً هو المرشح أكثر من غيره لتقريب وجهات النظر بين الزعيمين رغم الملفات الخلافية الكثيرة العالقة بين الجانبين. ولفتت إلى أن سورية قد تصبح أحد المواضيع الرئيسية في الاجتماع المرتقب وفقاً لتأكيد السفير الأميركي في روسيا جون هانتسمان، الذي أشار إلى أن البيت الأبيض لا يزال يتوقع أن تُعقد المحادثات في وقت قريب. بينما نسبت الصحيفة إلى خبراء أن الاتفاق على ترتيب الوضع في جنوب سورية قد يكون حافزاً جيداً لاجتماع الزعيمين. فتطور الأحداث في هذه المنطقة يشير إلى تطابق في وجهات نظر روسيا والولايات المتحدة، رغم الخلافات في مواضيع كثيرة أخرى.
وأشار خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية مكسيم سوتشكوف، إلى أن مشكلة وجود القوات الأميركية إلى الشرق من نهر الفرات ستظل عالقة لحين عقد لقاء مباشر بين الرئيسين، ومن غير الواضح كيف يمكن حلها. لكنه لاحظ رغم ذلك أن سورية تبقى أحد مجالات التواصل القليلة بين الجانبين الروسي والأميركي، وأن موسكو وجّهت إشارات إيجابية إلى الجانب الأميركي من خلال إعلانها ضرورة انسحاب القوات الإيرانية من المناطق الجنوبية، ما يؤسس لتطوير التفاهمات حول هذا الموضوع.
على صعيد آخر، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة أنباء تحدثت عن مشاركة الطيران الروسي في شن غارات على بلدة زردنة بمحافظة إدلب السورية.
وأفاد بيان عسكري أن أنباء المرصد السوري لحقوق الإنسان في سورية و(الخوذ البيضاء)، التي تزعم توجيه المقاتلات الروسية مساء 7 يونيو (حزيران)، ضربة إلى بلدة زردنة في محافظة إدلب، تنافي الواقع". موضحاً أنه "حسب المعلومات المتاحة، خلال الـ24 ساعة الماضية، فقد دارت معارك طاحنة في البلدة المذكورة في محافظة إدلب، بين مجموعة كبيرة من مقاتلي جبهة النصرة وجيش الأحرار استُخدمت فيها أسلحة مدفعية ثقيلة".