رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك

حذَّر كبير مسؤولي الاتحاد الأوروبي، رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، بريطانيا من "ندائها الأخير"؛ لكسر الانقسام في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ووضع أفكار جديدة على المائدة؛ لإحراز تقدم في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

الحدود الصعبة أبرز المشكلات
وقال تاسك، إن الوقت ينفد سريعًا، وأن بريطانيا في حاجة ملحة لتقديم مقترحات أكثر تفصيلاً بشأن تجنب الحدود الصعبة مع أيرلندا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأضاف أنه كان هناك قدر كبير من العمل المستقبلي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن أكثر المهام صعوبة ماتزال دون حل.

وحذر من أن هذا آخر نداء لوضع الأوراق على الطاولة، مشيرًا إلى الموعد النهائي لقمة الاتحاد الأوروبي المقبلة سيكون  في أكتوبر/ تشرين الأول، وجاء ذلك في الوقت الذي وافق فيه الاتحاد الأوروبي على خطة من ثلاث نقاط لمعالجة أزمة الهجرة، وبموجب المقترحات، ستضاف أموال لمعالجة الهجرة إلى ميزانية الاتحاد الأوروبي، في حين سيتم إنشاء مراكز لنزول المهاجرين وإعادتهم، كما يتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم المزيد من الدعم السياسي للسلطات الليبية وخفر السواحل. 

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للصحافيين، إن قمة اليوم بعثت برسالة إلى بريطانيا مفادها أن الاتحاد الأوروبي لم يعد بوسعه الانتظار، مضيفًا أن قضايا الحدود الأيرلندية تحتاج إلى حل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث من المقرر توجه بروكسل لقضاء العطلات الصيفية بعد فترة وجيزة.

وقال ليو فارادكار، رئيس الوزراء الأيرلندي، إن الخيار الآمن الفاشل لتجنب الحدود الصعبة، لا ينطبق إلا على أيرلندا الشمالية وليس على كامل المملكة المتحدة، وهذا يعكس نفس وجهة نظر بقية الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، تعتقد المملكة المتحدة حين وقعت على الدعم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أنها يمكن أن تنطبق على البلد بأكمله.

ويتفق كلا الجانبين على أن أيرلندا الشمالية تحتاج إلى حل فريد، وأكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أن أزمة الحدود الأيرلندية لم تُحل حتى الآن.

الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا تسيطر على الاجتماع
ولفت تاسك اليوم إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها أن الاتحاد الأوروبي يستطيع أن يناقش بشكل صحيح السيطرة الفعالة على حدود الاتحاد الأوروبي كأولوية سياسية حقيقية،

وردا على سؤال بشأن ما يعنيه هذا بالضبط من الناحية العملية بالنسبة لليونان وإيطاليا، قال إنه يوافق على أن الخطة بالنسبة للدول الأعضاء لإيواء مراكز الاستقبال أمر مثير للجدل، وأنه يتعين القيام بالمزيد من العمل.

ولفت السيد تاسك إلى انزعاجه من عدم إحراز تقدم في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى الآن، موضحًا وجود المزيد من العمل في المستقبل، وسط عدم حل المهمة الأكثر صعوبة.

وحذرت تيريزا ماي، خلال مأدبة عشاء في قمة الليلة الماضية، من أن الاتحاد الأوروبي سيعرض سلامة مواطنيهم للخطر إذا لم يسمحوا بشراكة أمنية عميقة مع بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي،
وتأمل لندن أن تؤدي هذه الخطوة إلى ضغوط على بروكسل للسماح بترتيب أكثر مرونة بشأن التعاون في منع الهجمات المتطرفة في المستقبل.

لم يُحرز تقدمًا يذكر بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في قمة الاتحاد الأوروبي لقادة الاتحاد الأوروبي، حيث هيمنت أزمة الهجرة في أوروبا على مأدبة عشاء عمل ماراثونية استمرت من الساعة 4.30 صباح يوم الجمعة.