دمشق ـ نور خوام
سجَّل اتفاق الهدنة التركية الروسية السارية في كل من محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية، مزيداً من الخروقات على عدة جبهات، حيث أفادت مصادر مطلعة باستهداف القوات الحكومية السورية مناطق في بلدة اللطامنة والأراضي المحيطة بها بعدد من القذائف، بالتزامن مع قصف طال مناطق في قرية البرناص الواقعة في الجبال الشمالية للاذقية، وسط استهداف الفصائل العاملة في المنطقة لمناطق تواجد القوات الحكومية السورية في منطقتي محيط الكبانة وقلعة شلف في القطاع الشمالي من ريف اللاذقية، ما تسبب بأضرار مادية، في حين لم ترد معلومات حتى الآن عن الخسائر البشرية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مزيد من الخروقات للهدنة تمثلت باستهداف القوات الحكومية السورية لمناطق في الأراضي الزراعية بين قرية لحايا وبلدة مورك ومناطق أخرى في الأراضي الواصلة بين قرية الزكاة وبلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، كما استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق بالقرب من بلدة بداما الواقعة في القطاع الغربي من ريف إدلب، كذلك قضى مقاتل من الفصائل المقاتلة، متأثراً بجراح أصيب بها، جراء قصف سابق للقوات الحكومية السورية، منذ نحو أسبوع على مناطق في الريف الشمالي لحماة، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه ما تزال الخروقات تنخر جسد الهدنة الروسية التركية المتهاوية، في المحافظات الأربع حلب وحماة وإدلب واللاذقية، في ظل غياب الضامنين عن ضبطها والاكتراث باستمراريتها، مقابل تنفيذ اتفاق جديد يحقق غايات أبعد.
وسجَّل المرصد السوري سقوط عدة قذائف هاون على مناطق في أطراف قرية جسر بيت الراس بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن سقوط جرحى، كذلك استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في قرية معركبة بالريف الشمالي لحماة بعدة قذائف، دون أنباء عن إصابات. ونشر المرصد السوري السبت، هدوءاً حذراً منذ ما بعد منتصف ليل الجمعة – السبت في مناطق سريان الهدنة، تخللته عمليات قصف صاروخي نفذتها القوات الحكومية السورية، بعد منتصف الليل وفجر اليوم، مستهدفة محاور في جبل الأكراد بريف اللاذقية، بالإضافة لقصف من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في محيط قرية البويضة بالقطاع الشمالي من الريف الحموي، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة
وكشف المرصد السوري عن خروقات جديدة تمثلت بفتح القوات الحكومية السورية نيران رشاشاتها الثقيلة مستهدفة مناطق في الأراضي الزراعية لقرية "الزكاة" في ريف حماة الشمالي، واستهداف الفصائل الإسلامية بصاروخ موجه مدفعاً رشاشاً للقوات الحكومية السورية في محور جبل الأكراد في الريف الشمالي الشرقي للاذقية، ما أسفر عن إعطابة، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أمس السبت، أن الخروقات ضمن مناطق الهدنة الروسية التركية تواصلت في كل من حماة واللاذقية وحلب وإدلب، حيث سجَّل المرصد حصول قصف صاروخي نفذته القوات الحكومية السورية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة على أماكن في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وأماكن أخرى في قرية لحايا بريف حماة الشمالي، كما أن المرصد السوري نشر يوم أمس الأول الخميس، أنه لا تزال المنطقة العازلة المفترض البدء بتطبيق خطوات تشكيلها، المتمثلة بنزع السلاح منها، في العاشر من شهر تشرين الأول الجاري، من العام 2018، عقب الاتفاق الروسي التركي، المنبثق عن الاجتماع الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الـ 17 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري، لا تزال الشغل الشاغل في الشمال السوري، إذ يواصل المرصد السوري رصده لمزيد من التفاصيل بما يخص المنطقة منزوعة السلاح، إذ رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان إبلاغ السلطات التركية الفصائل الإسلامية والمقاتلة المقرب منها، بضرورة تسليمها قائمة بأسماء وأعداد مقاتليها مصحوبة بنوع السلاح الذي يمتلكه كل مقاتل من مقاتليهم، حيث سيجري استبعاد كل من لا يوضع على القائمة أو كل من لا يملك سلاح، وذلك ضمن المنطقة العازلة وخارجها، التي لم تشهد منذ اجتماع بوتين – أردوغان منذ أكثر من 19 يوماً، لم تشهد سوى تعزيزات متواصلة للقوات التركية إليها، بالإضافة لسحب فصيل فيلق الشام الفصيل الأقرب إلى تركيا في الـ 30 من شهر أيلول الفائت، لبعض من سلاحه الثقيل من منطقة خلصة ضمن القطاع الجنوبي من ريف حلب، والمحاذي للقطاع الشمالي من ريف محافظة إدلب، بالإضافة لضواحي حلب الغربية، وهي (المنصورة والراشدين).
هيئة تحرير الشام تداهم مقراً لخلية تابعة لـ"داعش"
وفي محافظة إدلب، تتواصل عمليات الفلتان الأمني في المحافظة ومحيطها بالتزامن مع الحملات الأمنية المستمرة ضد الخلايا المسؤولة عن توسعة وتمكين الفلتان الأمني في المحافظة، ورصد المرصد السوري خلال الساعات الأخيرة في بلدة معرزيتا ف يالريف الجنوبي لإدلب، ناجم عن انفجار قنبلة ألقاها مسلح مجهول في البلدة، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هيئة تحرير الشام داهمت مقراً لخلايا تابعة لتنظيم "داعش"، في بلدة معرة مصرين في القطاع الشمالي من الريف الإدلبي، حيث جرت اشتباكات بينها وبين عناصر الخلايا ما تسبب بمقتل أكثر من 6 من عناصر الخلية، فيما جرى فك احتجاز مواطنين اثنين من طائفة الموحدين الدروز ينحدران من قرية معارة الأخوان كانا محتجزين لدى الخلية
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف التنظيم والخلايا المسؤولة عن الاغتيالات، فإنه يرتفع إلى 86 على الأقل عدد عناصر "داعش" والخلايا التابعة له، ممن قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل ، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 41 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي، وكانت حملات الاعتقال طالت عشرات الأشخاص بهذه التهم، والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في بعض الأحيان بين عناصر من هذه الخلايا وعناصر الهيئة، بالإضافة للإعدامات التي كانت تنفذ بشكل مباشر، أو عمليات الاستهداف الجماعي لمواقع ومقار لهذه الخلايا، وتعد هذه أول عملية إعدام تجري ضمن المنطقة الروسية التركية منزوعة السلاح، والتي جرى تحديدها في اتفاق روسي – تركي مؤخراً.
كذلك وثق المرصد السوري مقتل 341 شخصاً على الأقل، اغتيلوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت ، وحتى الـثاني من شهر تشرين الأول / أكتوبر، ومن بينهم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 66 مدنياً بينهم 11 طفلاً و6 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و237 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و36 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “داعش”.
طائرات التحالف تصعِّد استهدافها لجيب التنظيم الأخير شرق الفرات
وفي محافظة دير الزور، دارت اشتباكات مستمرة بين عناصر تنظيم "داعش" من جنسيات مختلفة من جانب، وقوات سورياة الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جانب آخر، على محاور في أطراف بلدة السوسة وفي محيطها ومحاور أخرى في محيط منطقة الباغوز، في الجيب الأخير للتنظيم المتطرف ، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وترافقت الاشتباكات المستمرة بوتيرة عنيفة مع تفجير التنظيم لعربة مفخخة، على خطوط التماس بين الطرفين في أطراف السوسة، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجانبين، في محاولة من كل طرف تحقيق تقدم على حساب الآخر، وسط عمليات قصف مكثفة من قبل طائرات التحالف الدولي، طالت مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في الجيب الأخير له شرق الفرات، ومعلومات عن سقوط خسائر بشرية جراء الضربات هذه.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان وثق 241 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “داعش”، الذين قتلوا في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، كما قتل 126 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، من عناصر قسد في الاشتباكات ذاتها، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة، في حين كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل 3 أيام أنه رصد توجه رتل للتحالف الدولي مؤلف من 6 عربات عمر و4 شاحنات محملة بالصواريخ والمواد اللوجستية، نحو المناطق المتاخمة للجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش”، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وعناصر التنظيم في محوري الشجلة والسوسة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ضمن المحاولات المستمرة لقسد بغية تحقيق تقدم في المنطقة، فيما يسعى التنظيم لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، ومنع قسد والتحالف الدولي من تحقيق مزيد من التقدم، والذي يهدف لإنهاء وجود التنظيم في شرق الفرات، عبر السيطرة على جيبه الأخير،
كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 72 ساعة الفائتة، بالصوت والصورة، استقدام التحالف الدولي لمجموعات عسكرية من قوات المارينز الأمريكية، إلى محيط هجين، حيث جرى استقدامهم على متن طائرة عسكرية حطت بالقرب من منطقة هجين، وحملت الطائرات على متنها جنود من التحالف الدولي بالإضافة لمعدات عسكرية، بالتزامن مع المعارك المستمرة في المنطقة وهجمات النظيم المعاكسة التي تهدف لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف خصومه، ومعلومات مؤكدة عن تسبب الاشتباكات على محاور السوسة والباغوز بسقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، كذلك كانت تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال المعارك المتواصلة من إلقاء القبض على 6 على الأقل من تنظيم "داعش" بينهم امرأة ومن ضمنهم من جنسيات سورية وآسيوية وجزائرية.