لندن ـ سليم كرم
كشفت التحقيقات في هجوم "مانشستر" الارهابي في بريطانيا، أن منفذ الهجوم كان على صلة بمجموعة من الشبان الساخطين الذين ذهبوا للقتال في ليبيا مع آبائهم قبل التحول إلى الولاء لتنظيم "داعش". ومعلوم أن سليمان عبيدي كان في ليبيا في نفس الوقت الذي كان فيه بعض الشباب هناك من أبناء جيله، والذين واجهوا في وقت لاحق اتهامات بالإرهاب.
وسافر الانتحاري للقتال على خط المواجهة خلال الربيع العربي عام 2011 للإطاحة بالدكتاتور معمر القذافي إلى جانب والده رمضان عبيدي حارس أمن المطار البالغ من العمر 51 عامًا والذي كانت له صلات بتنظيم "القاعدة". وكان رمضان أحد رجال منطقة شمال غرب ليبيا الذين وصفوا أنفسهم بـ"مقاتلين مانشستر".
ويُعتقد أنَّ إحدى الغارات المضادة للإرهاب التي شنت أمس كانت مرتبطة بعصابة المتطرفين الليبيين بعد أن تلقت الشرطة معلومات سرية عنهم. وأبلغت شرطة مانشستر بأن عبيدي كان على صداقة مع اثنين على الأقل من أعضاء المجموعة، وكلهم مرتبطون بجريمة "مانشستر". ومن المعروف أن جيل الشباب تحول إلى الولاء لـ"داعش" بعد سفره إلى ليبيا مع آبائهم، وجميعهم من "الجماعة الإسلامية" المقاتلة الليبية المسلحة، التي ساعدت في الإطاحة بنظام القذافي. وتعد المجموعة محظورة في بريطانيا. وليس هناك ما يُشير إلى أن عائلة فرجاني، وهم أقارب أم الانتحاري سامية طابا، جزءًا من الجماعة المرتبطة ب"داعش".
وقد أدين أحد الرجال الذين لا يمكن تسميتهم لأسباب قانونية، منذ ثلاثة أعوام بمساعدة المجندين الجهاديين على السفر إلى سورية والعراق للقتال مع الإرهابيين. وكان سلمان قد ترك الكلية في مانشستر وانضم إلى الانتفاضة المدعومة من الغرب في ليبيا عام 2011 وهو في سن الـ 17 عامًا. وكان والده مدرجًا على قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد مضى، لانه ينتمي الى الجماعة الإسلامية المقاتلة. ويتيح هذا الكشف مزيدًا من معرفة مسار عبيدي نحو التطرف قبل أن يفجر نفسه ليلة الاثنين. ويحاول المحققون اكتشاف ما يربط المفجر الذي أقام مع متطرفين داعش في ليبيا وبريطانيا أثناء سفره بين البلدين.
وقال أكرم رمضان، 49 عامًا، وهو صديق لأب سلمان: "ذهب الكثير من الآباء لمحاربة القذافي في عام 2011. ذهبنا وقاتلنا معًا، كنا معروفين حقًا، كنا نقاتل ضمن وحدتنا في التلال باسم مقاتلي مانشستر". وقالت شرطة مانشستر أن ثمانية رجال اعتقلوا على صلة بالهجوم الذي وقع فى مانشستر ويشتبه في انهم جميعا مرتبطون بجرائم الإرهاب والذين تتراوح أعمارهم بين18 و 38 عامًا. وقد أفرج عن صبي يبلغ من العمر 16 عامًا دون توجيه أي تهمة إليه.