واشنطن ـ يوسف مكي
حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من أنه إذا لم يوافق على الاتفاق النووي، فإنه سيُعامل بالطريقة التي عُومل بها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وفي محاولة من ترامب لاستعادة القمة الأميركية الكورية الشمالية المقتربة وهجها الذي خف حديثًا، صرّح للصحافيين قائلًا إن كيم سيحصل في حال نجاح الاجتماع على "ضمانات قوية جدًا، سيكون في بلاده وسيقودها، وستكون بلاده غنية جدًا.
ترامب يهدد كوريا الشمالية
وكانت بيونغ يانغ بعد أسابيع من التقارب الدبلوماسي قد هددت حديثًا وبشكل مفاجئ بالانسحاب من القمة المقررة في 12 يونيو/ حزيران، ملقية باللائمة على مطالبة الولايات المتحدة لها بأن تتخلى بشكل "أحادي عن السلاح النووي".
وأكد ترامب أنه حال عدم التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية، سيعامل زعيمها بقسوة، قائلًا" كان النموذج الليبي نموذجًا مختلفًا كليًا، أهلكنا ذلك البلد، ولم نقل أبدًا للقذافي إننا سنحميك، ذهبنا ودمرناه، وفعلنا الشيء نفسه مع العراق، وسيحدث ذلك إذا لم تتم الصفقة".
ولفتت كوريا الشمالية إلى أن المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية أغضبتها، ولكن بعض المراقبين أشاروا إلى أن بيونغيانغ تعود إلى الدبلوماسية التي اعتادت عليها سابقًا قبل المحادثات المقترحة، ويرى آخرون أنه من المحتمل أن تكون مناقشات الإعداد السرية، وإجرائها في سنغافورة تسببت في حدوث عثرة.
ترامب يخلط بين غزو العراق والربيع العربي
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية التي تديرها الدولة أن كوريا الشمالية لن تقبل أبدًا المساعدة الاقتصادية من الولايات المتحدة مقابل التخلي عن برنامجها النووي من جانب واحد.ولفت البيان الصادر باسم كيم كي جوان، نائب أول وزير للخارجية في كوريا الشمالية "لم نتوقع أي دعم من الولايات المتحدة في تنفيذ أعمالنا الاقتصادية ولن نتمكن من ذلك في المستقبل."وسئل ترامب عن تعليقات أدلى بها مستشار الأمن القومي، جون بولتون، خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي أثارت إمكانية متابعة "نموذج ليبيا" فيما يتعلق بإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها للأسلحة.
وأشار بولتون إلى إعلان القذافي في ديسمبر/ كانون الأول 2003، عندما أعلن بعد غزو الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق وأفغانستان، أنه سيتخلى عن برنامج أسلحة الدمار الشامل ويسعى إلى علاقات أفضل مع الغرب.ويبدو أن ترامب قد خلط بين هذه العملية، وبين ما حدث للزعيم الليبي في عام 2011، عندما أطيح به وقتل بعد أن انضم الليبيون إلى احتجاجات الربيع العربي، وحصلوا على الدعم العسكري من قبل حلف الناتو، وتم تعقب القذافي وقتله معارضوه في مدينة سرت، بعد أن قصفت طائرات الناتو قافلته، وقالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، عن وفاته:"جئنا ورأينا ومات".
الحماية مقابل التخلي عن النووي
وقال ترامب في بداية اجتماع المكتب البيضاوي مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ "إن كوريا الشمالية تتحدث إلينا في الواقع عن الأوقات وكل شيء آخر كما لو أن شيئا لم يحدث".وقال إن الصفقة التي كان ينظر إليها ستعطي السيد كيم "الحماية التي ستكون قوية للغاية"، وأضاف "سيكون هناك، سيدير بلاده، ستكون بلاده غنية جدًا، وكان نموذج ليبيا نموذجًا مختلفًا تمامًا. لقد أهلكنا ذلك البلد ".وطالبت الولايات المتحدة بتفكيك برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه، وهو ما رفضته بيونغ يانغ، وبدلاً من ذلك، لم تعط كوريا الشمالية أي إشارة إلى أنها ترغب في تجاوز تصريحات الدعم الواسع لمفهوم نزع السلاح النووي.
وقالت في محادثات سابقة فاشلة إنها قد تفكر في التخلي عن ترسانتها إذا ألغت الولايات المتحدة تواجد قواتها من كوريا الجنوبية وسحبت ما يسمى بالمظلة النووية للردع من كوريا الجنوبية واليابان.
وتشارك كوريا الجنوبية في الجهود الرامية إلى إنقاذ محادثات السلام مع كوريا الشمالية والقيام بدور الوسيط في القمة بين السيد ترامب والسيد كيم، وقال مسؤول كوري جنوبي لوكالة الأنباء "لقد قررنا التنسيق عن كثب مع كلا الجانبين حتى يتم عقد القمة المقبلة بنجاح وسط الاحترام المتبادل"