البابا تواضروس الثاني

بسبب وباء «كورونا»، احتفل أقباط مصر أمس، بعيد الميلاد المجيد لأول مرة من دون حضور القداديس، تنفيذاً للإجراءات الاحترازية التي تقضي بتقليل تفشي الجائحة في البلاد، خصوصاً مع تزايد نسبة الإصابات والوفيات بالفيروس خلال الآونة الأخيرة ودخول البلاد في ذروة الموجة الثانية، حسب وصف مسؤولي الصحة.وترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ قداس عيد الميلاد 2021، في دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون، الذي اقتصر على عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بجانب عدد محدود من شمامسة الكنيسة من دون حضور شعبي.

بدورها، نقلت القنوات الفضائية القبطية والتلفزيون المصري قداس البابا على الهواء مباشرة، ليشاركه الأقباط حضور قداس عيد الميلاد من المنزل، وذلك للمرة الثانية بعد إلغاء احتفالات «عيد القيامة» في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وترأس البابا القداس في دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون أيضا.

وألغى عدد كبير من الإيبارشيات الحضور الشعبي لقداس الميلاد، بعد اقتصار حضوره على الكهنة والشمامسة فقط، فيما قرر عدد آخر مشاركة 20 شخصا فقط في القداس بأسبقية الحجز. كما أعلنت عدد من الأديرة القبطية إغلاق أبوابها أمام الزوار تزامنا مع احتفالات الميلاد، على غرار دير القديسة العذراء مريم بدرنكة في محافظة أسيوط (صعيد مصر)، وقال الدير في بيان له إنّ «هذا القرار جاء بسبب تداعيات انتشار كورونا». كما أعلن دير الأنبا أنطونيوس في البحر الأحمر، إغلاق أبوابه أمام الزوار لأجل غير محدد.

وقال الأنبا يُسطس، أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، في بيان له: «نظراً لارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المُستجد، وحرصا على سلامة الجميع يعتذر الدير عن عدم استقبال الزوار سواء من المصريين أو الأجانب أو أسر الآباء الرهبان والآباء الكهنة». بدورها منعت الكنيسة المصرية زيارة المقابر في العيد خوفا من الزحام.
ووفق كريستين بيتر، 30 سنة، مقيمة في القاهرة، فإنّ وعي المواطنين سيفرض نفسه على الاحتفالات والتجمعات المنزلية، بعيداً عن الوجود في الكنائس وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا ووالدتي وشقيقي وأولاده سنكتفي بالاحتفال معا في المنزل ولن نزور أقاربنا خوفا من الوباء، لكن كثيرين يحتفلون معاً بالعزائم والولائم الكبيرة في المنازل بعد انتهاء القداس في منتصف الليل وفي أول وثاني أيام العيد الموافق 7 و8 يناير (كانون الثاني) الحالي».

وتؤكد أنّ كثيرا من أقاربها لن يحتفلوا بالعيد في الملاهي والمتنزهات كما اعتادوا.واعتاد البابا تواضروس الثاني على ترؤس عيد الميلاد من كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة خلال السنوات الأخيرة بمشاركة أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبحضور جماهيري كبير.وقبل تفشي الوباء، اعتاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة الكاتدرائية خلال مراسم القداس، لتقديم التهنئة إلى المواطنين الأقباط وسط تفاعل الحضور.

وتحتفل مصر بعيد ميلاد السيد المسيح في السابع من يناير، من كل عام، وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2002 صدر قراراً باعتبار هذا اليوم إجازة رسمية لجميع المصريين المسلمين والمسحيين على السواء.وألغى مجلس الوزراء، جميع حفلات رأس السنة الغنائية والتجمعات الفنية قبيل نهاية العام الماضي لمواجهة زيادة الإصابات بكورونا.

وقد يهمك أيضًا:

البابا تواضروس يعزي رئيس دير الأنبا بولا في وفاة والده القمص ميخائيل عطية

البابا تواضروس يُعلق على مناقشات إلغاء قانون ازدراء الأديان