رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

حذّرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، المعارضين من حزب المحافظين، بأنها لن تقبل عرضهم الخاص بـ"التصويت الهادف" على الاتفاق النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأن ذلك يهدد الخروج السلس والمنظم من الاتحاد، وموضحة أنّ الحكومة عرضت بالفعل عملية التصويت على النواب، ولكن هذا التصويت سوف يجري قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في آذار/ مارس 2019، ورغم ذلك، يريد البرلمانيون أن يتم كتابة التصويت وتحويله إلى قانون حتى لا تتمكن الحكومة من تنفيذ اتفاق الانسحاب المبرم مع بروكسل حتى يوقع البرلمان عليه رسميًا.

وواصل النواب من حزب المحافظين دعمهم في مشهد غير عادي خلال جلسة نقاش في مجلس العموم، وقال زميلهم برنارد جنكين، إنه يجب قراءة ووضع التصويت، ومن المقرر أن يصوت النواب على التعديل، يوم الأربعاء، ما لم تتراجع الحكومة وتقبل هذه الخطوة، ويبدو أن السيدة ماي رسمت خطًا لها، حيث أشارت خلال جلسة أسئلتها إلى أنها لا تنوي تغيير المسار، مبيّنة أنها تعتقد أن مشروع القانون يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تعطيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأنّ ما يسمى بالتصويت المفيد قد تم وضعه بالفعل وتأكيده من قبل وزير "البريكست"، وشدّدت على أنها كانت واضحة جدًا بشأن أنها لن تبدأ في الصكوك القانونية إلا إذا كان التصويت ذو مغزى.

وبيّنت ماي، أنّ "التعديل الحالي يقول إننا لا نضع أي من هذه الترتيبات في أي من الصكوك القانونية، حتى اتفاق الانسحاب وتنفيذ مشروع القانون، ويمكن أن يكون ذلك في مرحلة متأخرة جدا من الإجراءات التي يمكن أن تعني أننا غير قادرين على الخروج المنظم والسلس من الاتحاد الأوربي، ولكن نود الوصول إلى هذا الخروج السلس"، وتضع مقاومة السيدة ماي للتعديلات الحكومة على مسار تصادمي، مع النواب المؤيدين للسيد دومنيك غريف، صاحب الاقتراح، والذي يحظى بدعم حزب العمل أيضا وأحزاب المعارضة الأخرى، وإذا ما قام 12 من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين بمتابعة تهديدهم الخاص بالمعارضين، قد يلحقون هزيمة مدمرة بالسيدة ماي.

ونشر الوزير المسؤول عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفيس، بيانا وزاريا إلى زملائه المحافظين صباح الأربعاء، في محاولة لتهدئة مخاوفهم بشأن مسألة التصويت، ووعد بأن يكون هناك عدد من التسويات على الاتفاق النهائي الذي وقع بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ولكن يبدو أن تعليقات ماي، من المرجح ألا تفوز، وصرح السيد غريف لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، بأن الوقت لا يزال طويلا أمام الحكومة للتحرك بشأن هذه القضية، واتهم وزراء بتحويل قضية التصويت الهادف إلى معركة الإرادة التي لا جدوى منها، مؤكدا أنه لا يرغب في هزيمة الحكومة، وهو ليس متمردا.