الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

انتشرت أنباء متضاربة في تل أبيب ، بشأن "وجود تقدم كبير في جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني"، لدرجة تحديد موعد لاستئناف المفاوضات رسميًا في واشنطن بلقاء قمة ثلاثية، تجمع الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن ترامب قرر أن يكون اللقاء في مزرعته الواقعة قرب نيويورك الشهر المقبل، في غضون من 4 إلى 6 أسابيع، وإن الرئيس عباس استجاب لضغوط أميركية بالقبول بالمفاوضات من دون شروط مسبقة، على عكس ما كان يطالب به الفلسطينيون مسبقًا، حيث كانوا يشترطون وقف البناء في المستوطنات قبيل أي مفاوضات، بينما ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أبعد من ذلك عندما صرح أن "إسرائيل قريبة جدًا من التوصل إلى تسوية إقليمية مع العالم العربي أكثر من أي وقت مضى"، مضيفًا أن "نتنياهو يبذل قصارى جهوده من أجل التوصل للتسوية مع العالم العربي المعتدل، والتي تمهد لتسوية مع الفلسطينيين".

وأبدى ليبرمان تفاؤله بقوله: "أعتقد أنه يمكن تحقيق التسوية، وآمل أن نتمكن نحن في حكومة اليمين بالذات من تحقيق ذلك"، في حديثه مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، وعندما سُئل عن الصعوبات التي قد تواجه مثل هذه التسوية، والتحديات التي تواجه حكومة نتنياهو في حال شرع بالإجراءات والمفاوضات نحو التسوية الإقليمية والمعارضة التي تبديها أطراف في الائتلاف الحكومي لأي تسوية ومفاوضات، أجاب: "إنه في حال تم عرض اتفاق تسوية على طاولة الحكومة، تتضمن علاقات مع الدول العربية المعتدلة، والتي تشمل فتح السفارات وتبادل البعث الدبلوماسية وتطوير العلاقات والتبادل التجاري والاقتصادي، فإن هذا الطرح سيحظى بإجماع وغالبية داخل الكنيست وحتى في المجتمع الإسرائيلي".

على الجانب الآخر، فإن زميل ليبرمان في الحكومة، وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس، كان له رأي مخالف، حيث أكّد خلال حديثه مع إذاعة الجيش الإسرائيلي بقوله: "شخصيًا لا أتوصل إلى هذا الاستنتاج بأن الجانب الآخر مؤهل وبمقدوره ويريد التوصل إلى اتفاق"، وأضاف موضحًا: "أنا أعرف كل المعلومات التي يعرفها ليبرمان، ولا أجد أساسًا لقوله هذا".

أما في الجانب الفلسطيني فقد نُشرت تصريحات لصحيفة "بلومبيرغ"، أدلى بها كبير المستشارين الاقتصاديين في الرئاسة، محمد مصطفى، لفت فيها إلى أن الرئيس عباس وافق على لقاء نتنياهو بحضور ترامب بغية إعطاء دفعة لجهود الرئيس الأميركي الرامية لإنهاء الاحتلال متابعًا أن: " في هذا تنازل غير قليل، فقد كان يشترط في البداية تجميد الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى، وقد قرر بشكل مؤقت منح ترامب فرصة لإنجاز الأمر الجوهري، أي إزالة الاحتلال، ونأمل أن يتجاوب نتنياهو"، لكن مصطفى نفى هذه التصريحات لاحقًا.