معبر رفح

غادر وفد قيادي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عبر معبر رفح أمس الجمعة، متوجهاً إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين وآخرين من تيار النائب محمد دحلان للتباحث في شأن حلول عاجلة لمشكلات قطاع غزة المتفاقمة، خصوصاً معبر رفح ومشاريع الكهرباء والصحة والشؤون الاجتماعية وغيرها. وضم الوفد كلاً من روحي مشتهى والدكتور صلاح البردويل وإسماعيل الأشقر وفتحي الشيخ خليل من "حماس"، وخالد البطش من "الجهاد الإسلامي"، وكلاً من ماجد أبو شمالة وأشرف جمعة من "تيار محمد دحلان"، وعصام أبو دقة من "الجبهة الديموقراطية"، وأسامة أحمد من "الجبهة الشعبية".

وقال مسؤولون في حركة "حماس" لصحيفة "الحياة"، إن الزيارة ستستغرق أسبوعاً كاملاً، وسيلتقي خلالها الوفد مسؤولين مصريين وآخرين من تيار دحلان لبحث التفاهمات الأخيرة في القاهرة، والتسريع في إنجاز بعض الملفات المتفق عليها، بما فيها البحث عن حلول سريعة وجزئية لأزمة الكهرباء في غزة. وقال مسؤول رفيع إن "لجنة التكافل" التي تضم ممثلين عن جميع الفصائل، وتشكل العمود الفقري للوفد، وضعت خطط إسعاف سريعة للقطاعات المختلفة، وإنها ستقدمها إلى دحلان الذي يعمل بدوره على توفير دعم مالي من مؤسسات أهلية خليجية، خصوصاً صندوق الشيخ زايد للأعمال الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال المسؤول عن قطاع الصحة في اللجنة الدكتور جواد الطيبي، إن الخطط تتضمن توفير دعم مالي لقطاع الصحة يصل إلى نحو نصف مليون دولار شهرياً. وأضاف أن هناك حاجة ملحة لتوفير أدوية لمرضى السرطان والكلى وغيرها. وتابع أنه تم توفير المال اللازم لشراء الأدوية للشهر الجاري، وأن عطاءات رست على شركات لتزويد الأدوية. وأشار الطيبي إلى أن قطاع غزة يعاني من نقص شديد في جميع أنواع الأدوية، وقال إن مرضى الكلى الذين يحتاجون إلى غسيل دائم، يحصلون عن حصة جزئية من العلاج لمدة ساعتين بدلاً من أربع ساعات لجلسة العلاج الواحدة، بسبب محدودية عدد الأجهزة. وقدمت لجنة التكافل أخيراً مساعدات نقدية بقيمة 70 دولاراً لـ30 ألف عامل وخريج عاطل من العمل.

وسيبحث الوفد مع الجانب المصري فتح معبر رفح الحدودي بين غزة والقاهرة. ورجح مسؤولون في غزة فتح المعبر أمام الحجاج في غضون الأسبوعين المقبلين. وقال مسؤول بارز إن الجانب المصري أبلغهم أن المعبر سيعمل بصورة مرضية مع نهاية الشهر الجاري بحيث يتاح لكل من يحتاج السفر أن يسافر.

وسيعود عدد من قادة "تيار دحلان" إلى قطاع غزة للعمل قريباً. وقال مسؤولون في التيار إن دحلان يجري اتصالات مع حكومات ومؤسسات أهلية في دول الخليج لتوفير دعم عاجل إلى قطاع غزة، خصوصاً قطاعات الصحة والإسكان والشؤون الاجتماعية. وأضافوا أن دولة الإمارات خصّصت مئة مليون دولار لإقامة محطة توليد كهرباء لقطاع غزة، وتعهدت توفير مبالغ مالية للقطاعات الأخرى.

لكن الدعم الخارجي القادم للقطاع يقل كثيراً عن التقليصات التي أجرتها السلطة الفلسطينية في القطاع. وأعلن الرئيس محمود عباس في خطاب له الأسبوع الماضي أنه ماضٍ في تقليص الخدمات الحكومية في قطاع غزة، والتي تبلغ قيمتها 1.5 بليون دولار سنوياً. وقال إن دعم السلطة لقطاع غزة مرهون بتراجع "حماس" عن الحكم وتولي الحكومة الفلسطينية إدارة جميع المؤسسات الحكومية في القطاع والتي تديرها الحركة من خلال لجنة إدارية.