القوات الحكومية السورية

 شهدت مدينة دوما الواقعة في غوطة دمشق الشرقية والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية، إطلاق نار كثيف مساء الأربعاء. وفي التفاصيل التي أوردها المرصد السوري فإن مجهولين عمدوا إلى إطلاق النار على أحد حواجز القوات الحكومية السورية في منطقة الصمادي عند طريق المكاسر في مدينة دوما، قبل أن يلوذا المسلحين المجهولين بالفرار، دون معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية، لتشهد المدينة عقبها استنفارات لحواجز القوات الحكومية السورية وأجهزتها الأمنية في المدينة. تأتي عملية الاستهداف هذه في ظل حملات الاعتقالات التعسفية التي تنفذها أجهزة النظام الأمنية في عموم الغوطة الشرقية على الرغم من الضمانات الروسية عبر المصالحات والتسويات، حيث نشر المرصد السوري يوم الاثنين الماضي، أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري تواصل عمليات اعتقالها في غوطة دمشق الشرقية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري، فإن فرع أمن الدولة التابع للحكم السوري أقدم على اعتقال 10 أشخاص ممن كانوا يعملون في مجال الصرافة وتحويل الأموال في الغوطة الشرقية إبان سيطرة الفصائل عليها، وأجروا مصالحات وتسويات عقبها، حيث تمت عملية الاعتقال في كل من حرستا ودوما وعين ترما وزملكا، بتهمة بيع أملاك لقادة وعناصر الفصائل وإرسال أموال لهم إلى الشمال السوري ممن رفضوا الاتفاق وتم تهجيرهم إلى الشمال السوري، على صعيد متصل وفي إطار حملات الدهم والاعتقالات.

ورصد المرصد السوري اعقتال الأجهزة الأمنية للنظام السوري لنحو 20 شخصاً في بلدة حزة بالغوطة الشرقية وتم سوقهم نحو الخدمة الإلزامية والاحتياطية، فيما كان المرصد السوري قد نشر في الـ 29 من شهر أيلول الفائت من العام الجاري، أنه رصد إقدام الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري على اعتقال 3 مواطنات اليوم السبت الـ 29 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري، وذلك من على أحد الحواجز التابعة للأمن العسكري في بلدة الهامة بريف دمشق، بتهمة “التواصل مع أقاربهم في الشمال السوري.

ورصد المرصد السوري اعتقال القوات الحكومية السورية لثلاثة مواطنين في بلدة إزرع، واعتقال 5 آخرين في بلدة الحارة، في ريف محافظة درعا، واقتادتهم إلى أفرعها الأمنية للتحقيق معهم، على الرغم من تسوية المواطنين لأوضاعه في وقت سابق مع القوات الحكومية السورية، كما نشر المرصد السوري قبلها بساعات أنه رصد إفراج القوات الحكومية السورية عن نحو 100 معتقل من المعتقلين من منطقة اللجاة الواقعة على الحدود الإدارية لريف درعا، مع ريف محافظة السويداء، من المتبقين في معتقلاته، بعد حملة اعتقالات طالتهم في أعقاب الهجوم الذي شهدته محافظة السويداء في الـ 25 من تموز / يوليو من العام الجاري 2018، والذي أودى بحياة 258 على الأقل من المدنيين والمسلحين القرويين وأصاب عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وفي أعقاب الهجمات التي شهدتها منطقة مطار خلخلة العسكري، وأكدت المصادر أن عملية الإفراج جرت بطلب روسي من سلطات النظام.

توزيع بطاقات روسية بعدم التعرض لقادة الفصائل
وأقدمت الأجهزة الأمنية على اعتقال قيادي سابق لدى الفرقة 46 من الفصائل التي أجرت تسويات ومصالحات ضمن محافظة درعا، بحيث تم اعتقاله لأسباب لا تزال مجهولة من منزله في منطقة قيطة بريف درعا، في الوقت الذي قامت فيه الشرطة الروسية بإصدار بطاقات عدم التعرض لقادة الفصائل وعناصرها في الريف الشمالي لحمص، حيث توزعت البطاقات الأمنية التي كُتبت باللغتين العربية والروسية، على نحو 50 من القادة والعناصر السابقين في جيش التوحيد، حيث وضعت صورة واسم كل شخص على البطاقة التي كتب عليها أيضاً “يمنع إيقاف حامل هذه البطاقة أو تفتيش سيارته تحت طائلة المسؤولية، كما تحوي البطاقة في أعلاها عبارة “قوات الشرطة التابعة لمركز المصالحة الروسي في مناطق النزاع – ريف حمص الشمالي”، وتأتي عملية إصدار البطاقات هذه لمنع القوات الحكومية السورية وأجهزتها الأمنية من اعتقال المقاتلين والقيادات السابقة، على صعيد متصل تواصل القوات الحكومية السورية حملات الدهم والاعتقالات ضمن مناطق “التسوية والمصالحات” في الريف الشمالي لحمص، حيث تواصل ملاحقتها لمقاتلين سابقين من أحد تشيكلات فصيل لواء التوحيد ممن أجروا مصالحات وتسويات، حيث أقدمت القوات الحكومية السورية وأجهزتها الأمنية على اعتقال قائد كتيبة معروف باسم “أبو حية” بتهمة  قتل وتصفية أحد أبناء الطائفة العلوية بوقت سابق”، يذكر ن أبو حية من أوائل الذين أجروا “مصالحة وتسوية” رفقة عدد من عناصر كتيبته التي كانت منخرطة ضمن لواء أو جيش التوحيد في منطقة الحولة وتلبيسة.

و لا تزال عموم المناطق التي شهدت مصالحات وتسويات مع القوات الحكومية السورية كالغوطة الشرقية والقلمون الشرقي ودرعا وغيرها، تشهد استمرار الحملات الأمنية المتمثلة بالمداهمات والاعتقالات، التي تنفذها القوات الحكومية السورية الأمنية، بذرائع مختلفة، على الرغم من التسويات التي جرت في تلك المناطق، إذ يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان رصده لتلك الحملات التي تجري بشكل شبه يومي في ظل تعتيم إعلامي وتغييب للمعاناة التي يعيشها من تبقى من سكان في مناطق المصالحات، حيث تشهد مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية استنفاراً لالقوات الحكومية السورية وأجهزتها الأمنية وذلك عقب اقتراب الأشهر الستة من الانقضاء، وهي المدة التي قدمها الروس كضمان لمن قرروا البقاء وإجراء “تسويات ومصالحات” للالتحاق بالخدمة الإلزامية للمجندين الجدد والمتخلفين والمنشقين عن القوات الحكومية السورية، حيث تشهد دوما استنفار للشرطة العسكرية وفرع أمن الدولة التابع للنظام السوري، بحثاً عن مطلوبين بالتزامن مع تنفيذها حملات دهم منذ يوم أمس الخميس، كذلك علم المرصد السوري أن الأفرع الأمنية وضعت قوائم بأسماء المطلوبين للخدمة الإلزامية وسيتم تسليمها للنقاط الأمنية في غوطة دمشق الشرقية ليتم تبليغ المطلوبين على أن يجري التحاقهم بمدة أقصاها 7 أيام، فيما أقدمت القوات الحكومية السورية على اعتقال أكثر من 20 شخص من أبناء الضمير وهم مقاتلون سابقون لدى الفصائل ممن أجروا تسويات في المنطقة، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وفي محافظة ريف دمشق، لا تزال المعارك متواصلة بوتيرة عنيفة على محاور في بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدارية من ريف السويداء، بين تنظيم "داعش" من جانب، والقوات الحكومية السورية مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، إذ تتركز المعارك في محور تلال الصفا المعقل الأخير للتنظيم في المنطقة، في محاولة متواصلة لالقوات الحكومية السورية وحلفائها لإنهاء تواجد التنظيم هناك، بينما يسعى التنظيم الذي يستميت في الدفاع عن معقله الأخير لتكبيد القوات الحكومية السورية وحلفائها خسائر كبيرة في الأرواح عبر نصب كمائن وزرع ألغام فضلاً عن الهجمات المباغتة والمعاكسة، المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد مزيداً من الخسائر البشرية بين طرفي القتال بينهم ضباط من القوات الحكومية السورية على خلفية استمرار المعارك والاستهدافات.

ارتفاع عدد قتلى تنظيم "داعش"
 ارتفع إلى 311 عدد القتلى من عناصر تنظيم "داعش" ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، بينما ارتفع إلى 166 على الأقل، عدد عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من "حزب الله" اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من القوات الحكومية السورية أعلاهم برتبة لواء، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات مواطنين، كذلك وثق المرصد السوري 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، أعدموا من قبل تنظيم "داعش" وأطلق النار عليهم، بالإضافة الى مقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن، فيما كان رصد المرصد السوري استمرار الاستياء المتصاعد، في صفوف المدنيين والمسلحين من أبناء محافظة السويداء، تجاه المماطلة اللامحدودة من قبل سلطات نظام بشار الأسد والقوات الروسية على الأراضي السورية في الإفراج عن المختطفين والمختطفات من أبناء محافظة السويداء، لدى تنظيم “داعش” والمحتجزين منذ الـ 25 من تموز / يوليو الجاري من العام 2018، ورصد المرصد السوري حالة من الاستياء أعرب فيها معتصمون خلال الساعات الـ 24 في السويداء بمناسبة الذكرى الثانية للهجوم الأعنف والأكثر دموية وللاختطاف الذي جرى في محافظة السويداء، حيث رصد المرصد السوري الاعتصام الذي تحدث فيه مدنيون قائلين:: “”ليس من الصعب معرفة مكان المختطفات والمختطفين، فالنظام بكافة أطيافه والروس والإيرانيون هم المسؤولون الأوائل عن هذا الاختطاف وعن حياة المختطفين، ونساؤنا معروف أين هن متواجدات، ونجزم أنهن في أحد الأفرع الأمنية أو في القطاع الغربي من ريف درعا، والنظام نقل تنظيم داعش من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء على متن باصات مكيفة ليكون فزاعة لأهالي السويداء، ونحن أهل السويداء إذا ثرنا سنخرب الدنيا، وسنهدم أفرع الأمن إذا ما كانوا يريدون نقل الدواعش ليدخلوهم إلى السويداء ويعيثوا فيها فساداً، وكل عنصر من التنظيم جاء ببندقية ومخزن سلاح، فمن مولهم ومن أين جاءهم هذا السلاح؟! فالنظام هو من مولهم وأتى بهم ليضربوا السويداء ودماء أهالي السويداء يسأل عنها النظام””.

التوتر الرابع مستمر في ريفي إدلب وحلب
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توتراً جديداً بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير في محافظة إدلب، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن قرية زردنا الواقعة بريف إدلب الشمالي تشهد توتراً بين هيئة تحرير الشام من جانب، وجيش الأحرار المنضوي تحت الجبهة الوطنية للتحرير من جهة أخرى، حيث أبلغت مصادر المرصد السوري أن توتراً هذا سببه محاولة جيش الأحرار اعقتال أحد المطلوبين لها في القرية إلا أن عناصر من تحرير الشام منعوهم من ذلك، ليستقدم كل منهما تعزيزات، فيما جرت عملية إطلاق نار من قبل أحد الحواجز التابعة للهيئة بالقرب من زردنا على سيارة لجيش الأحرار أثناء تخطيها الحاجز، ما أسفر عن إصابة اثنين من جيش الأحرار، وأنباء عن وفاة أحدهما، فيما لا يزال التوتر قائم في المنطقة، وذلك مع تفاقم التوترات والخلافات بين الجانبين في المنطقة خلال الأيام القليلة الفائتة، إذ كان المرصد السوري نشر يوم أمس الأول الاثنين،  أن توتراً يسود القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، حيث رصد المرصد السوري استهدافات بالرشاشات الثقيلة جرت بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، بين أحد حواجز الجبهة الوطنية للتحرير وحاجز لهيئة تحرير الشام في منطقة الهبيط – كفرعين بريف إدلب الجنوبي، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، وشهد هذان الحاجزان عمليات تحصين واستقدام تعزيزات خلال الأيام السابقة.

وكان توترً مشابهً شهدته بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي يوم الأربعاء الـ 26 من شهر أيلول الفائت من العام الجاري، حيث نشر المرصد السوري حينها، أنه علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي تشهد هدوءاً حذراً خلال الساعات الفائتة، عقب التوتر الذي شهدته مساء أمس بين هيئة تحرير الشام من طرف، والجبهة الوطنية للتحرير من طرف آخر، حيث جرت عملية مفاوضات ومشاورات عبر وجهاء ووسطاء لحل الخلاف، وكان المرصد السوري نشر أنه رصد  توتراً خلال ساعات المساء من يوم الأربعاء الـ 26 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، أكدت مصادر متقاطعة أنه جاء على خلفية اعتقالات متبادلة بين الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام في القطاع الغربي من ريف حلب، حيث أكدت مصادر أنه جرى اعتقال أحد عناصر الهيئة خلال رصده عبر الكاميرات أثناء زرعه عبوة ناسفة فقاموا باعتقاله، تبعها اعتقالات من هيئة تحرير الشام بحق عناصر من الجبهة الوطنية للتحرير، لتعقبها تحشدات عسكرية وحالة استنفار تسود المنطقة في القطاع الغربي من ريف محافظة حلب، وسط محاولات من أطراف وسيطة تخفيف التوتر الجاري في المنطقة، والمترافق مع مخاوف من قبل الأهالي من اندلاع اقتتال داخلي بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بالتزامن مع هذه الاستنفارات عملية اغتيال طالت قيادياً في حركة نور الدين الزنكي ومرافقه، عبر إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين مجهولين.