القاهرة- محمود حساني
تفتح السلطات المصرية معبر رفح البري استثنائيا وفي كلا الاتحاهين، بدءا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام، بناء على تعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف عبور العالقين الفلسطينيين والحالات الإنسانية من الجانبين بين مصر وقطاع غزة، وتُعدّ هذه المرة الثانية في أقل من شهر، التي يُفتح خلالها المعبر من الاتجاهين.
وأوضح مصدر أمني مطلع أن أطقم عمل إضافية من مختلف الأجهزة العاملة في المعبر من الجانب المصري كُلفت لسرعة إنهاء الإجراءات وتيسير عبور الفلسطينيين، علاوة على توفير عدد إضافي من الحافلات لنقلهم بين الجانبين.
وذكرت سفارة فلسطين لدى القاهرة -في بيان لها في وقت سابق- أنّ فتح معبر رفح البري يأتي من منطلق حرص السلطات المصرية لتخفيف معاناة أبناء قطاع غزة، وتوجهت سفارة فلسطين بخالص شكرها إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وإلى الأجهزة الأمنية المعنية، مبينة أنه سيتم فتح المعبر في كلا الاتجاهين بنفس الآليات المُتبعة أمام الحالات الإنسانية والمرضية وحملة الإقامة.
وأكّدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، أن هناك نحو ثلاثين ألف حالة إنسانية في القطاع في حاجة ماسة للسفر عبر معبر رفح، من بينهم نحو 4 آلاف مريض.
ويُعدّ معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل على سكان غزة البالغ عددهم 1.7 ملايين فلسطيني، منذ نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، في يناير/ كانون الثاني 2006، وازداد هذا الحصار منذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، جراء سيطرة الحركة على القطاع، وفتحت السلطات المصرية المعبر في منتصف شباط/ فبراير الماضي لمدة ثلاثة أيام، وكانت المرة الأولى التي يُفتح فيها المعبر خلال عام 2016، ثم عاودت فتحه مُجددا، نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، لمدة أربعة أيام غير متصلة، تمكن خلالها نحو 3 آلاف مسافر من الحالات الإنسانية من مغادرة قطاع غزة.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح في 30 أغسطس/ آب الماضي، لمدة ثلاثة أيام، لسفر حجاج قطاع غزة (2329 حاجا)، إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
يأتي اتجاه السلطات المصرية إلى إغلاق المعبر لدواعٍ أمنية، لما تشكله الأوضاع المتدهورة على الحدود مع قطاع غزة، من خطورة على الأمن القومي المصري، خاصة بعد الحادث المتطرف الذي وقع في 25 تشرين أول/ أكتوبر 2014، في منطقة كرم القواديس في شمال سيناء، وأسفر عن مقتل 33 جنديا مصريا، وبيّنت تحقيقات الأجهزة الأمنية آنذاك أن وراءها عناصر آتية من قطاع غزة، وعلى إثر هذه العملية تفتح السلطات المصرية المعبر بشكل جزئي على فترات متفاوتة للسماح للعالقين الفلسطينيين على أراضيها وفي الخارج بالعودة إلى قطاع غزة.