لندن - سليم كرم
اتَّهمت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات العامة المبكرة، المزمع إجراؤها في 8 يونيو/حزيران المقبل. جاء ذلك ردًا على تقارير مفادها أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، "يعتبرون أن بريطانيا غير مستعدة لمحادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي"، حسب صحيفة "تايمز البريطانية".
وقالت ماي، بعد لقاء جمعها مع الملكة إليزابيث الثانية، للبدء رسميًا في الحملة الانتخابية: "هناك البعض (لم تحدد هويتهم) في بروكسل، لا يريدون نجاح هذه المحادثات، ولا يريدون لبريطانيا أن تزدهر". وأضافت أن "الموقف التفاوضي للاتحاد الأوروبي ازداد قسوة، وأن هناك مسؤولين في الاتحاد، قد وجهوا تهديدات ضد المملكة البريطانية". واعتبرت ماي أن "تلك التهديدات جاءت في توقيت متعمِّد، للتأثير على نتيجة الانتخابات العامة"، حيث تأمل بروكسل في بدء المفاوضات بعد الانتخابات العامة المبكرة.
وفي وقت سابق من أمس الأربعاء، أعلن موقع الهيئة التشريعية للبرلمان البريطاني، أنه تم حل البرلمان منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء بالتوقيت المحلي، تمهيدًا لإجراء انتخابات برلمانية في الثامن من يونيو/حزيران المقبل.
وبعد عضوية دامت 44 عاماً، أطلقت الحكومة البريطانية، بداية الشهر الحالي، رسمياً عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، عبر تفعيلها "المادة 50" من اتفاقية لشبونة، التي تُنظّم إجراءات الخروج. وعقب دخول "المادة 50" حيز التنفيذ، تكون مرحلة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد بدأت، حيث سيتم استكمال الخروج خلال عامين.
وتأتي تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية عقب خلافات على ما يبدو بين لندن وبروكسل حول حجم الفاتورة التي ستدفعها بريطانيا لخروجها من الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون "بريكست" ديفيد ديفيس، في تصريح له أمس، إن بلاده لن تدفع 100 مليار يورو كفاتورة لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف ديفيس أن بريطانيا ستدفع ما هو مطلوب منها قانونيًا، وليس المبلغ الذي يريده الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية تتعامل مع حقوقها وواجباتها تجاه التكتل الأوروبي بجدية.
وجاءت تعليقات ديفيس عقب تصريحات أدلى بها كبير المفاوضين الأوروبيين لشؤون "بريكست "ميشال بارنييه، يوم السبت الماضي، قال فيها إنه يجب تسديد الحسابات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في إطار "بريكست"، مضيفا أن "الأمر ليس عقابا".