صناعة السفن ومراكب الصيد بدمياط

تشتهر مدينة دمياط بصناعة الموبيليا بامتياز، لكن أبناء المحافظة تفوقوا في فن آخر من فنون النجارة وهو بناء السفن واليخوت، وهذه المرة في عزبة البرج.

يواصل أبناء دمياط إبداعهم وتميزهم وإتقانهم للعمل الذي جعلهم يتصدرون العديد من الصناعات، ولكن هذه المرة صناعة السفن ومراكب الصيد واليخوت تلك المهنة التي فرضت نفسها منذ عشرات السنين بخاصة في مدينة عزبة البرج نظرًا لعمل أكثر من 90 % من أبنائها في مهنة الصيد، حيث تمثل عزبة البرج 65 % من أسطول الصيد في مصر ونظرًا لتميزهم لم تقتصر صناعتهم على الاستخدام المحلي بل امتد لتصدير مراكب الصيد لعدد من الدول.
 
ويقول صلاح السمبسكاني أحد أقدم صناع مراكب الصيد واليخوت في مدينة عزبة البرج في دمياط، إنه توارث هذه المهنة أبًا عن جد، وأنه حرص على توريثها لأولاده الذين تخصصوا في دراستهم في فنون إنشاء وتشيد وتطوير السفن ومراكب الصيد وعاد صلاح بشريط الذكريات عندما كان يعمل مع جده أن صناعة المراكب كانت بدائية وأغلبها من الشراعية وبالمجداف وكان طولها 10 أمتار.

منذ الحرب العالمية الأولى
ويضيف أنه يذكر أن جده كان يقوم بتصدير هذه المراكب في فلسطين قبل الحرب العالمية الثانية، واستمر تطوير عمليات التصنيع حتى ظهرت المواتير، حيث حرصت الشركات على توريدها لجمعية الصيادين في عزبة البرج نظرًا لارتفاع أعداد مراكب الصيد، مؤكدًا أن تلك المحركات تم توفيرها بالتقسيط.

بدأ العديد من الصيادين في تطوير المراكب الخاصة ومن هنا بدأت عمليات التطوير حتى أصبح طول المركب 15 مترًا ثم تم تطوريها إلى 24 مترًا، ومع استمرار التطوير وتصنيع المراكب من الحديد وصل طولها إلى 32 مترًا.

خطوات التصنيع
وأكّد أن خطوات تصنيع المراكب الخشبية  تبدأ بإنشاء الضلوع من أخشاب شجر مصرية "توت، وسنط، وكافور"، ثم يتم تجليد هذه الضلوع بأخشاب سويد درجة أولى أما تصنيع مراكب الحديد يتم إنشاء زوايا حديد وتجليدها بصاج يكون سمكه حسب طول المركب ثم يتم تقسيم أسطح المراكب سواء الخشب أو الحديد إلى الدور الأول والذي يتكون من "عنبر أمان، وثلاجة حفظ الأسماك ويكون تجهيزها حسب الإمكانيات وأحدث تجهيز له من الفايبر، وحجرة المحرك وتضمن المحرك الرئيسي 2 تنك سولار ومشتملات المحرك وعنبر خلفي للشباك".
 
وتابع أن الدور الثاني فيتكون من "حجرة قيادة والبرتش وحجرة للبحارة تضم من 6 إلى 8 سرائر، ودورة مياه، ومطبخ، وصالة صيد".
4 شهور
وتستغرق مدة صناعة المركب 4 أشهر وأيضًا على حسب جاهزية صاحب المركب ماديًا، كما أن أسعار صناعة السفن واليخوت تتغير بتغير أسعار الخامات، مؤكدًا أن مواصفات إنشاء هياكل المراكب بمواصفات ثابتة ويكون الاختلاف في التجهيزات، كما أكد أن الصيادين الذين يخرجون للصيد بالبحر الأحمر يفضلون المراكب الحديد لأن المياه هناك شديدة وتكون المراكب الخشبية للصيد في المياه الإقليمية وأحيانًا في البحر الأبيض المتوسط.

التصدير لأوروبا
ويقول السمبسكاني إنه يقوم بتصدير المراكب واليخوت لعدد من الدول منها قبرص واليونان والسودان والسعودية وكان يصدر لليبيا قبل ذلك، ونظرًا لتميزه في صناعة السفن والمراكب قام بتصنيع 3 مراكب مسماه "بور فؤاد، وبور توفيق، والشط، بتكليف من هيئة قناة السويس للمشاركة في احتفالات افتتاح قناة السويس الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي.