طهران - مصر اليوم
وسط تصعيد التوتر في منطقة الخليج مع الولايات المتحدة، أعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، أن بلاده تشهد "ذروة المواجهة مع الأعداء"، مؤكدًا في كلمة ألقاها اليوم الأحد خلال ملتقى وطني تحت عنوان "يوم الاتصالات والعلاقات العامة"، في طهران، حسبما نقلته وكالة "إرنا" الرسمية: "نحن اليوم بلغنا ذروة المواجهة مع العدو في شتى الصعد بما فيها الاقتصادية".
وأضاف حاتمي أن "الأعداء يسعون، من خلال حربهم النفسية واستخدام وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي، لبث الشعور باليأس والإحباط في أوساط المجتمع الإيراني"، مشيرًا في هذا السياق إلى "التقدم التكنولوجي الملحوظ في مجال الاتصالات والفضاء الافتراضي" داخل البلاد، مؤكدا على مسؤولي العلاقات العامة في إيران "ضرورة أداء دورهم الحساس والرئيس في مواجهة التهديدات الذكية وتنفيذ عمليات تسلم وتحليل ونقل الرسائل والمعلومات الصحيحة والحقيقية، بما يسهم في رفع مستوى المعرفة والجاهزية لدى الشعب والمجتمع في البلاد".
وفي غضون ذلك، اعتبر قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي الإيراني، العميد علي رضا صباحي فرد، أن "جهوزية قوات الدفاع الجوي الإيرانية واستعدادها التام مما يبث روح اليأس لدى الأعداء".
أقرأ أيضًا:
دونالد ترامب ينفي وجود خلاف مع مستشاريه بشأن إيران
من جانبه، قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الأميرال علي فدوي، إن "إيران قوية بالقدر الذي يمكنها من تفعيل قدرات أكبر مما هي عليه اليوم"، حيث تصعد إيران خطاباتها العسكرية على خلفية توتر حاد مع الولايات المتحدة منذ تولي رئيسها الحالي، دونالد ترامب، زمام السلطة في بلاده، في يناير 2017، ليشدد كثيرا النهج الأمريكي تجاه الجمهورية الإسلامية التي فرض عليها مجموعة عقوبات موجعة. ووصل هذا التصعيد مرحلة جديدة بعد إرسال البنتاغون، منذ 5 مايو الحالي، إلى منطقة الخليج، مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات "Abraham Lincoln"، رفقة عدة قاذفات تكتيكية من نوع "B-52"، نظرا لوجود "معلومات مؤكدة" عن "تهديدات إيرانية" تجاه العسكريين الأمريكيين وحلفائهم.
رئیس لجنة الأمن القومي الإيراني: على واشنطن وطهران إدارة التوتر فيما بينهما
وفي سياق متصل قال رئیس لجنة الأمن القومي الإيراني، حشمة الله فلاحت بيشه، يوم الأحد، إن على إيران والولايات المتحدة إدارة التوتر فيما بينهما، موضحًا أن "طاولة الخطوط الحمراء التي دعوت إليها ليست بمعنى التفاوض مع أمريكا بل بمعنى إدارة التوتر بين البلدين".
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن إدارة التوتر ليست بمعنى التفاوض، حيث قال إنه "ولحسن الحظ، فإن الظروف الحالية شهدت انخفاضا للتوتر، لذا على البلدين إدارة هذه الظروف الجديدة"، مؤكدًا أن هناك لاعبين كثر، هدفهم تأجيج التوتر بين طهران وواشنطن ويلعبون هذا الدور منذ عدة سنوات.
وتابع قائلا إن الولايات المتحدة وإيران خاضتا عمليات مشتركة ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة عامي 2001 و2003، مبينا أن تلك الجماعات المتطرفة تسعى اليوم إلى إشعال فتيل الحرب بين البلدين، مشددًا على أن الحرب ليست استراتيجية إيران ولا استراتيجية الولايات المتحدة، لكنها استراتيجية دول ثالثة، مشددا على أهمية إدارة التوتر بين واشنطن وطهران كي لا تدخلا في حرب، مبينًا أنه يعتقد أن استراتيجية إيران هي ما أعلنه المرشد الأعلى علي خامنئي، لا حرب ولا مفاوضات.
وبخصوص التصريحات الأخيرة التي دعا فيها الولايات المتحدة إلى التفاوض، صرح فلاحت بيشه بأن "من استنبطوا من كلامي أنني دعوت إلى التفاوض مع أمريكا عليهم المزيد من المطالعة في علم الدبلوماسية، لأنهم لم يفهموا ما قصدت، فقد كنت أقصد إدارة التوتر".
ترامب يتعهد: لا يمكن أن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي
ومن ناحية أخرى تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، الاثنين، بعدم حصول إيران على سلاح نووي، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي مع طهران هو "عرض مرعب"، مؤكدًا في المقابلة، "لا نريد الحرب مع إيران.. ولا يمكن لهم تهديدنا.. ولكننا لن نسمح لها بامتلاك سلاح نووي".
وأطلق ترامب تهديدًا شرسا على تويتر، الأحد، توعد فيه بتدمير إيران في حال "أرادت الحرب"، محذرا إياها من "تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى"، قائلًا في تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر": إذا أرادت إيران أن تحارب فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا".
وتأتي تغريدة ترامب بعد أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، عن طبيعة المعلومات الاستخبارية التي دفعت، مؤخرا، البيت الأبيض إلى إرسال قوة عسكرية ضاربة إلى الشرق الأوسط، تحسبا لهجوم إيراني وشيك.
ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين أميركيين، قولهم، إن المعلومات الاستخبارية تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج العربي، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيراني وشيك، حيث رصدت الصور، التي التقطت من السماء، قطع الصواريخ مجمعة بالكامل، مما أثار مخاوف من احتمال أن يطلق الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ على قطع بحرية أميركية في الخليج.
ورصدت معلومات استخبارية أخرى تهديدات ضد سفن تجارية في المنطقة، فضلا عن احتمال شن ميليشيات مرتبطة بإيران هجمات على القوات الأميركية في العراق، واستهدفت قذيفة من طراز "كاتيوشا" الأحد، المنطقة الخضراء التي تضم سفارات ومبان حكومية في العاصمة العراقية بغداد، دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح لسكاي نيوز عربية، الاثنين، "نأخذ ما حصل في العراق على محمل الجد.. لقد أوضحنا خلال الأسبوعين الماضيين، ونؤكد مرة أخرى أن الهجمات على المواطنين أو المرافق الأميركية لن يتم التسامح معه وسيتم الرد عليه بطريقة حاسمة"، مؤكدًا: "سنحمّل إيران المسؤولية ما إذا كانت أي من هذه الهجمات من تنفيذ أي ميليشا تابعة لها، وسنرد على إيران وفقًا لذلك".
وقد يهمك أيضًا:
إيران تؤكّد عدم جاهزيتها للتفاوض مع الولايات المتحدة في الظروف الراهنة
قائد الحرس الثوري يثير الجدل بعد الحديث عن موقف إيران من الحرب