واشنطن ـ يوسف مكي
من المرتقب أن تبرم الإدارة الاميركية مع المملكة العربية السعودية، صفقة أسلحة تبلغ قيمتها 110 مليار دولار على مدى 10 سنوات، في إشارة الى تجديد التزام واشنطن بالأمن في الخليج العربي. ولهذه الصفقة دور بارز لكبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر. فقد التقى كوشنر، وهو صهر الرئيس ترامب، بعد ظهر الأول من مايو/أيار، وفدًا رفيع المستوى من السعوديين في غرفة استقبال مذهبة مجاورة للبيت الأبيض، وألقى كلمة سريعة قال فيها: "فلننتهِ من هذا اليوم ".
وكان كوشنر يشير إلى صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار أميركي، تأمل الإدارة الأميركية ان تنتهي منها مع المملكة العربية السعودية في الوقت المناسب لإعلانها خلال زيارة ترامب للمملكة في نهاية هذا الأسبوع. وناقش الجانبان قائمة تسوق تضم الطائرات والسفن والقنابل الموجهة بدقة. ثم أثار مسؤول أميركي فكرة قيام السعوديين بشراء نظام رادار متطور مصمم لإسقاط الصواريخ الباليستية.
وقال العديد من المسؤولين الإداريين إن التكلفة قد تكون مشكلة، وفقا لما ذكره العديد من المسؤولين الإداريين، وقد التقط كوشنر الهاتف واتصل بمارلين هيوسون الرئيس التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن" التي تصنِّع نظام الرادار، وسألها عما إذا كانت تستطيع خفض السعر. وقال مسؤولون إن هيوسون أخبرته أنه سينظر في الأمر، كما شاهد ضيوفه.
ويشكل تدخل كوشنر الشخصي في بيع الأسلحة دليلًا إضافيًا على استعداد الرئيس الأميركي ترامب للاستغناء عن العرف لصالح الصفقات غير الرسمية. كما يقدم نافذة حول كيف تأمل الإدارة الأميركية في تغيير موقف واشنطن في الشرق الأوسط، مؤكدا على استخدام القوة والمساومة على الدبلوماسية التقليدية.
وقال ديريك شوليت، الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في عهد أوباما: "لدى الجانبين حافز لإشهار ذلك بكونه حقبة جديدة في التعاون الخليجي. وأرى أن هناك استمرارية إلى حد كبير في ذلك". وأضاف تشوليت إن ما تغير، هو أن العائلة السعودية تتعامل الآن مباشرة مع أحد أفراد عائلة ترامب. وقال "من الطبيعي جدا أن يجلسوا مع صهر الرئيس ويقومون بالاتفاق". وأضاف "أنها أكثر من طبيعية بالنسبة لهم من أي إدارة سابقة".
ورفض البيت الأبيض ولوكهيد التعليق على المكالمة بين كوشنر وهيوسون، أو على بيع الأسلحة على نطاق أوسع. لكن المسؤولين السابقين أشاروا إلى أن الرئيس باراك أوباما، الذي بلغت مبيعاته من الأسلحة إلى السعودية 115 مليار دولار، قد وافق بالفعل على العديد من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. وفي حين أن اتصال كوشنر في منتصف الاجتماع مع مقاول عسكري كانت غير تقليدية، فإن المسؤولين الحاليين والسابقين قالوا إنه لا يبدو أنه يثير مسائل قانونية. فشركة "لوكهيد" هو المصنع الوحيد للنظام المضاد. وبدلا من ذلك، كانت الحلقة تذكرنا بقرار لوكهيد في فبراير/شباط الماضي بخفض سعر الطائرات المقاتلة F-35 التي كانت تبيعها إلى البنتاجون بعد أن اشتكى ترامب لهيوسون من أن الطائرات كانت باهظة الثمن.
إلا أن المسؤولين أكدوا ان عمل كوشنر حول الصفقة هو جزء من جهود الحكومة التى تشمل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي. وقالوا إن بيع الأسلحة لن يكون سوى عنصر واحد من محطة ترامب التي تستمر يومين في السعودية والذى سيشمل أيضا اجتماعا مع الملك سلمان بن عبد العزيز في المحكمة الملكية، ومؤتمر مع حلفاء الخليج العربي واجتماع قمة أوسع مع قادة البلدان الإسلامية، وزيارة مركز جديد مكرس لمكافحة الإرهاب والتطرف. وسيكون هذا الحدث بمثابة خطاب قال فيه المسؤولون إن ترامب سيسعى إلى توحيد العالم الإسلامي ضد آفة التطرف. ويكتب ستيفن ميلر، مستشار السياسات في ترامب، الخطاب الذي قال المسؤولون إنه سيكون بمثابة رد على الخطاب التاريخي للعالم الإسلامي الذي قدمه أوباما في القاهرة عام 2009.
وبعد علاقة متوترة مع أوباما، أعرب المسؤولون السعوديون عن سرورهم بتصريحات ترامب التى أدلى بها بشأن إيران. ويعتبر البيت الأبيض حاليًا أكثر تعاطفا مع الحملة العسكرية التي تقوم بها السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد "الحوثيين" المتمردين المدعومين من إيران الذين يشنون تمردا في اليمن المجاورة