طرابلس ـ فاطمة سعداوي
تعرّض مقر قوات الأمن المركزي في حي بوسليم في العاصمة الليبية طرابلس، إلى قصف صاروخي في الساعات الأولى من صباح السبت، وسمع سكان المنطقة أصوات انفجارات عنيفة وشاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من المقر.
وكشفت مصادر ليبية بأن صلاح بادي قائد ميليشيات فجر ليبيا، التي غيرت اسمها لاحقاً إلى فخر ليبيا والموالية لحكومة الغويل، نشرت مدرعاتها في شوارع طرابلس وهددت باجتياح العاصمة والسيطرة عليها خلال 72 ساعة، وحذر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من محاولة بعض الأطراف، التي لم يسمها من إدخال العاصمة في دوامة جديدة من العنف "ليتسنى لهم تحقيق مصالح خاصة يعجزون عن تحقيقها من دون فوضى وإشهار السلاح" .
وأكد المجلس الرئاسي، أنّه "لا رجعة عن الوفاق والتوافق بين الليبيين وعن مهمته في التمهيد للانتقال السلمي إلى دولة مدنية ديمقراطية دولة المؤسسات والقانون"، وأفاد مصدر عسكري أنّ 3 عناصر من الجيش الليبي لقوا حتفهم في انفجار لغم أرضي بمحور ظهر الأحمر جنوب غرب بلدة درنة شرق البلاد، مشيرًا إلى أنّ عدداً من الجنود أصيبوا أيضاً جراء الانفجار ويتلقون العلاج.
وشدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله، السبت، المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، على موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير علاء يوسف، أنّ الرئيس السيسي استعرض خلال اللقاء كافة المساعي التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية التي تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها.
وشدد السيسي على أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي، باعتباره الركيزة الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في ليبيا، فضلاً عن ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي، وأعرب حفتر عن تقديره للدور المصري المهم في الأزمة الليبية مثمناً الجهود المصرية لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق، مشيداً بحرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي، وأضاف يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض آخر التطورات السياسية في ليبيا، حيث تم تأكيد أهمية مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة ويلبى طموحات الشعب الليبي في حياة كريمة ومستقرة.