بيع أغذية منتهية الصلاحية غير صالحة للاستخدام الآدمي

تتخذ عملية ترويج الأغذية الفاسدة  في شهر رمضان أشكالًا عديدة أشهرها بيع أغذية منتهية الصلاحية، أو غير صالحة للاستخدام الآدمي، وساعد على انتشار مثل تلك الأغذية أن نحو ٧٠%  من الجبن بأنواعه، واللحوم المصنعة، والعصائر  والمخللات تنتجها مصانع بير السلم التي لا تخضع لأية رقابة.

وأكّدت دراسة صادرة عن مركز الدرسات المالية فإن 83% من الأسر المصرية يغيرون عاداتهم الغذائية في شهر رمضان، كما أن انفاقهم فيه يعادل إنفاقهم في 3 شهور كاملة، لكن الكارثة تكمن في حجم الأغذية  الفاسدة التي يتم تداولها خلال هذا الشهر الكريم، وينتج عنها مشاكل صحية.

وتعد القاهرة وفقًا لتقرير مركز الدراسات المالية، هي أكثر المحافظات ترويجًا للسلع الفاسدة، تليها الجيزة ثم الإسكندرية والقليوبية ثم الدقهلية وكفر الشيخ , أما في الصعيد فتأتي أسيوط على قمة محافظات الجنوب ترويجًا للسلع الفاسدة.

و قامت الجهات الرقابية في وزارة التموين بضبط كميات كبيرة من السلع غير الصالحة للاستخدام قبل أيام من رمضان،  حيث أعلنت عن ضبط  10 أطنان من السلع الغذائية الفاسدة في القاهرة، التي كانت معدة لطرحها في الأسواق وشملت" لانشون فراخ ـ بانية دواجن ـ أجزاء دواجن  ولحم مفروم ـ مقطعات لحوم" وجميعها معبأة داخل عبوات من دون  بيانات، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، وفي أسوان تم ضبط سلع فاسدة ومجهولة المصر بكميات كبيرة منها 2طن و500 كيلوغرام أرز، و500 كيلوغرام دقيق، و300 عبوة أسترنون جل و350 كيلوجرام سكر، و900 كيلوغرام زيت، و200 كيلوغرام فول ، و100 كجم كاكاو، وفي الإسكندرية وفي حملة واحدة لوزارة التموين ، تم ضبط 2 طن مخلل بها تغير في الخواص الطبيعية و37 عبوة جبن بإجمالي وزن 370 كجم غير صالحة للاستهلاك الآدمي و طن و100 كجم حلاوة طحينية، و924 كيلوجرام جبن و190 كيلوغرام أرز،  وجميعها غير صالحة للإستهلاك الآدمي  وغير صالحة للإستهلاك الآدمي وغير مدون عليها أي بيانات تجارية، وفي  الجيزة ضبطت وزارة التموين في حملة واحدة 2 طن جبن  و7 طن سلع غذائية مجهولة المصدر وبها تعفن، وغير صالحة للاستهلاك البشري.

وعبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من ممارسات بعض التجار التي تضر بصحة المصريين، حيث قالت عبير فؤاد: "اشتريت سمك مخلى وفوجئت ان لونه أسود ومنتهى الصلاحية وعندما ذهبت للسوبر ماركت لاسترجاعه رفض صاحب المحل".

وتقول حنان محمد وتعمل في سوبر ماركت انها اشترت علبة تونة دولفين وكانت فاسدة رغم عدم انتهاء تاريخ الصلاحية واستمراره لفترة قادمة طويلة وأكد صاحب المحل أنها ليست مسؤوليته وهي مسؤولية الشركة المنتجة وهو أيضًا متضرر من هذه العملية.

وتوضح وداد بدر ربة منزل "اشتريت ياميش رمضان وفوجئت انه فاسد ولا يصلح للاستخدام الادمى بسبب كثرة السوس و الدود الذى بداخله و هذا يرجع الى سوء التخزين".

وأكدت نعمة رشاد، مسؤولة في تموين الجيزة أن دور وزارة التموين يقتصر على مراقبة الاسعار وتواريخ الصلاحية المدونة على السلع  أما جودة السلع ليست مسئولية الوزارة بمفردها حيث تتدخل عوامل كثيرة فى هذه المسألة أبرزها دور المستورد وقد يكون فساد السلع راجع لسوء التخزين بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها على صلاحية السلع .

وتضيف فى حالة وجود بلاغات بفساد بعض السلع يتم نزول حملات تفتيش لمقر توزيع السلع وأخذ عينة عشوائية منها وفى حالة التأكد من ثبوت الفساد يتم عمل محضر غش تجارى الذى قد تمتد عقوبته للغرامة بعشرة آلاف جنيه أو السجن وغلق مقر التوزيع ويبرز هنا جريمة تزوير تواريخ صلاحيات السلع وهى كارثة تتخطى حدود مسؤولية وزارة التموين ولكنها حالات فردية لغياب الضمير و الوازع الدينى وجشع التجار الذى يعميهم عن المحافظة على صحة المستهلك الذى خصصت له وزارة التموين قسم  يحمل اسم حماية المستهلك يختص بمثل هذه البلاغات والتحقيق فيها .

وأشارت أن شهر رمضان له أهمية خاصة من حيث التفتيش على الاطعمة حيث تزيد الحملات المخصصة للتفتيش وتمنع الاجازات  للعاملين فى الوزارة  فى الشهر الكريم لمواجهة حملات الغش والتلاعب فى طعام البسطاء وحتى لا تحدث أزمات فى بعض السلع كالأنابيب التى توجد بكل مستودع أنابيب مفتش مقيم يتابع ويراقب عن قرب سعر الأنبوبة والكشف عليها حتى وصولها للمستهلك وكذلك مراقبة أنواع اللحوم ومستوى جودتها خاصة التى تقدم فى الشوادر بأرخص الاثمان والكشف على مدى صلاحيتها وكذلك السلع الخاصة بشهر رمضان مثل الياميش .

وأضافت ان وزارة التموين تقوم بدور حيوى يتمثل فى نزول حملات توعية للشوارع لتوعية المواطنين وتعريفهم بعلامات فساد السلع حتى يتجنبوا شراء السلع الفاسدة ويبتعدوا عن مخاطرها .

ويؤكد أحمد سمير، الرئيس التنفيذي لجهاز حماية المستهلك، أن الجهاز يعمل علي تدعيم حملات مستمرة لحماية المواطن من الغش والفساد التجاري من المستوردين ويحميهم من أصحاب المصانع المنتجة للمواد الغذائية الذين يتسموا بانعدام الضمير.

وأشار أن أي شكوى تبعث للجهاز من المستهلك يتحرك  فريق عمل علي الفور تجاه الجهات المشكو منها لأننا في البداية والنهاية يهمنا شيء واحد وهو صحة المواطن المصري.

وأضاف أن جهاز حماية المستهلك يستقبل الشكاوى طوال 24 ساعة من المواطنين ويكثف حملات التفتيش في شهر رمضان علي شوادر اللحوم ومعارض المواد الغذائية لضبط المخالفات .

ويرى الدكتور عبد الرحمن عطية رئيس قسم الأغذية وعلوم الأطعمة جامعة حلوان أن المستهلك هو المسؤول عن ما يحدث من الاسواق لان تاريخ الصلاحية لابد وان يكون محفور علي العلبة نفسها وليست علي ورق مطبوع لان الورقة المطبوعة تكون سهلة في تغييرها من علي العلبة ولا يهتم المواطن بذلك ويكون اعتماده علي الورقة المطبوعة  و هذا ما يشجع المنتج علي تزوير بيانات الانتاج وتاريخ الصلاحية.

 ويؤكد أن هذه الاطعمة الفاسدة تكون بها نسبة عالية من السموم التي تؤدي بأمراض عديدة للإنسان لان بعد انتهاء مدة صلاحيتها أو سؤ تخزينها يعمل علي تفعيل المواد الحافظة بالعامل السلبي المضاد الذي يعمل علي اضعاف المناعة لدى الانسان فيحدث لدية امراض مستمرة وهذا يؤدي الى الوفاة.

وصرح بأن المواطن عليه ان يتخذ احتياطه من عدة جوانب وأهمها تعدد الاماكن التي يحصل علي المنتج منها لاختيار الافضل في السوق او هناك حل صحي ويحافظ علي افراد اسرته من السموم المتواجدة في المنتجات الفاسدة وهو تصنيع هذه الأطعمة في المنزل وبذلك سوف يتجنب المواطن  أي مخاطر تصيبه من الاطعمة المعلبة.