تحطم طائرة مقاتلة اسرائيلية بعد اطلاق النار عليها من قبل دفاعات جوية سورية

عبرت إسرائيل وإيران هذا الأسبوع الخط الذي كانتا تحذران منه منذ سنوات وهو مواجهة مباشرة بين جيشهما، ففي غضون ساعات قليلة من إسقاط إسرائيل لطائرة من دون طيار اخترقت مجالها الجوي، ادعت أنها إيرانية، بدأت توقعات نشوب الحرب بين الدولتين، وبعد الرد بقصف ما قالت إسرائيل إنه هدف إيراني عميق في سورية، تحطمت طائرة إسرائيلية من طراز "أف 16" بفعل وابل من الصواريخ السورية المضادة للطائرات.

عادت إسرائيل مرة أخرى لضرب ما قالت إنه أهداف إيرانية، ولكن هذه المرة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، بعدما فقدت طائرتها الأولى منذ عقود. ووصلت الاشتباكات يوم السبت إلى معركة مباشرة، بعد عقود من القتال من خلال الوكالة باستخدام المليشيات، مثل حزب الله المدعوم من طهران في لبنان، وبينما يقيم الجانبان الرفات من المشاركة القصيرة، يستعدان لشبح الحرب التي طال أمدها وظهرت أخيرا.

وفي هذا السياق، قال العميد أميت فيشر، رئيس الجيش الإسرائيلي المسؤول عن الحدود السورية " إننا بحاجة إلى إعداد أنفسنا من الناحية العملية والاستخباراتية لمواجهة التهديد المتصاعد، كما أن الاختبار الحقيقي سيكون اختبار الحرب". وقال الجيش الإسرائيلي إنه عزز دفاعاته في شمال إسرائيل بالقرب من سورية، بينما قالت صحيفة جيروزاليم بوست، إن قافلة بطاريات الدفاع الصاروخي تحركت إلى الشمال.

وقال الجنرال عميرام ليفين، لمحطة إذاعية محلية إن هذا هو ثمن الحرب، والحادث لم ينته بعد، وهذه الفترة مجرد مهلة. وتقول طهران إن الموظفين الإيرانيين موجودون فقط في القواعد السورية لتقديم المشورة لحكومة الرئيس بشار الاسد، وتدعي أن إيران لا تملك قوات مسلحة في سورية، ونفت أنها أرسلت طائرة من دون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

وقال علي شامخاني، سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى في إيران، إن إسرائيل فشلت في التسبب في الإضرار بالقواعد العسكرية الإيرانية السورية، مضيفا" أثبتت الأمة السورية هذه المرة أنها سترد على أي عمل عدواني"، في إشارة واضحة إلى اسقاط الطائرة الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن هذه المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل ما قيل إنه قاعدة إيرانية في البلاد، فإن المواقع السورية كانت هدفا للجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة.

وحذر حسين سلاماي، نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني، من رد فعل التقارير، قائلا "يمكن لإيران أن تخلق جحيما للصهاينة". ومن جانبه، قال أوفر زالزبرغ، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية " إننا ندخل مرحل من المرجح أن نشهد فيها المزيد من الاشتباكات بين إسرائيل والقوات الإيرانية، والوضع في سورية يزيد من هذه التوقعات". وحذرت إسرائيل من أن إيران تعتزم إقامة قواعد عسكرية دائمة في إسرائيل، تستخدمها لمهاجمة الدولة اليهودية.، ولذلك تحاول إسرائيل إثبات أن الطائرة من دون طيار التي اخترقت مجالها الجوي كانت إيرانية.

ويضيف زالزبرغ " هذا يضع علامة استفهام على السرد الإيراني الذي لم تنشر فيه طهرن سوى وجود مستشارين لها في سورية، وحصريا من أجل الحرب السورية"، موضحا "وجود جيش إيراني على الحدود السورية الإسرائيلية خط خط أحمر للإسرائيليين، وإسرائيل ستكون مستعدة لدفع تكاليف باهظة لمنع مثل هذا السيناريو".