قوات الجيش المصري في شمال سيناء

شدّدت قوات الأمن  المصري في محافظة شمال سيناء، من حالة الاستنفار الأمني،  تزامنًا مع حلول الذكرى 35 لعيد تحرير سيناء ، حيث أطلقت القوات، الطلقات التحذيرية والكاشفة بكثافة من مختلف الأكمنة والإرتكازات الأمنية في مدينة العريش ومختلف مدن المحافظة، إلى جانب إغلاق مداخل ومخارج المحافظة، وتراقب الدوريات المتحرّكة الأوضاع الأمنية في الشوارع ، إلى جانب تكثيف المرور داخل المدن وفي أطرافها ورصد أية تحركات.

وأكدت مصادر أمنية استمرار عمليات التمشيط والمراقبة، وكذلك الحملات الأمنية المستمرة في مداهمة البؤر المتطرفة، وتحتفل مصر في 25 نيسان/ أبريل من كل عام ، بعيد تحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء ، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر قطعة غالية من أرض الوطن ، سيناء ، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها ، وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد ، ما عدا مدينة طابا التي اُستردت لاحقاً ، عبر لجوء مصر إلى التحكيم الدولي ، الذي حسّم النزاع لصالحها في 15 مارس / آذار من عام 1985 ، وهذا اليوم عطلة رسمية للدوائر الرسمية والمصالح الحكومية المصرية .

وحرّرت مصر أرضها التي أُحتلت عام 1967 بكل وسائل النضال ، من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم حرب تشرين الأول/ أكتوبر المجيدة عام 1973  وكذلك بالعمل السياسي والدبلوماسي بدءاً من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات والتي استمرت من عام 1974 إلى عام 197 ، ثم مفاوضات كامب ديفيد والتي أفضت إلى اتفاقية سلام بين البلدين عام 1979 ، وعلى مدى 35 عاماً من تحرير سيناء ، كانت هذه البقعة الغالية في بؤرة اهتمام مصر قيادةً وشعباً .

وتعيش سيناء، منذ 30 يونيو / حزيران 2013، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، التابع لجماعة "الإخوان" المحظورة ، على وقع أعمال عنف  تستهدف بشكل رئيسي قوات الجيش والشرطة، أسفرت، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عن سقوط العشرات من ضباط وجنود الجيش والشرطة  بين قتيل وجريح، في سلسلة هجمات شنّها تنظيم "أنصار بيت المقدس" المتطرف، خلال أوقات مختلفة، ارتبط بعضها بمناسبات وأحداث سياسية،

ولم يكن تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي غيّر اسمه إلى "ولاية سيناء"، بعد مبايعته تنظيم "داعش"، معروفًا لدى الكثير من المصريين خلال 30 عامًا، هي فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن اسمه أصبح يتردد كثيرًا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، منذ عزل جماعة "الإخوان" عن حكم البلاد، ولا يمكن لأحد من المعنيين بالشأن المصري أن يفصل بين التنظيم المتطرف وجماعة "الإخوان" المحظورة ، على الرغم من محاولات الثانية نفي أي ارتباط بينهما، فلا يمكن تجاهل التصريحات التي أطلقها أحد القيادي الإخواني محمد البلتاجي، بعد يومين من عزل "مرسي"، حين أكد أن أعمال العنف التي تحدث في سيناء ستتوقف حال عودة الرئيس الأسبق إلى الحكم، وهو ما يؤكد الارتباط بينهما