القمة الخليجية في الكويت

أنهت القمة الخليجية في الكويت، أعمالها في أقل من 5 ساعات شهدت كلمة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وثانية للأمين العام عبداللطيف الزياني وعدد من رؤساء الوفود، وكشف وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد الصباح، أنّ "انعقاد القمة الخليجية ومشاركة الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي فيها هو رسالة لاستمرار المجلس”، واستنكر البيان الختامي العمل المتطرّف  باستهداف ميليشيات الحوثي لمدن سعودية بعشرات الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع وتهديدها بالاستمرار في استهداف مدن المجلس الأخرى. ولم يحضر القمة من زعماء الخليج سوى أمير الكويت، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتمثلت الدول الأربع الباقية بوزراء خارجية أو مسؤولين. وما لفت أمس إعلان الإمارات تشكيل لجنة مشتركة مع السعودية في القضايا الاقتصادية والسياسية والعسكرية تهدف إلى تعزيز العلاقات.

وبيّن وزير الخارجية الكويتي في اختتام القمة، أنّ “انعقاد هذه القمة وسط هذه الظروف الحساسة والدقيقة إقليمياً ودولياً يعكس صعوبة الرؤية والبصيرة والحكمة التي يتحلى بها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيمانهم بأهمية هذه المنظومة وحتمية مواصلة انعقادها تحت أي ظرف كان، عكس البيان الختامي الرؤى المختلفة لأصحاب الجلالة والسمو حيال مختلف التحديات الدولية والإقليمية والسبيل الأمثل لمعالجتها”.

وافتتح  الشيخ صباح الأحمد القمة الثامنة والثلاثين بالدعوة إلى إيجاد آلية لفض المنازعات في مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: “لنعمل على تكليف لجنة لتعديل النظام الأساسي لهذا الكيان بما يضمن لنا آلية محددة لفض النزاعات بما تشمله من ضمانات تكفل التزامنا التام النظام الأساسي”، ومع حضور أمير قطر، أوفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وزير الخارجية عادل الجبير، في حين ترأس وفد الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ومثل البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ومثل سلطنة عُمان فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.

وشدد البيان الختامي على “الحرص على دور مجلس التعاون وتماسكه ووحدة الصف بين أعضائه لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون واقتناعها بأن ذلك يخدم التطلعات السامية للأمة العربية والإسلامية، وأكد القادة التمسك بأهداف المجلس التي نص عليها نظامه الأساسي بتحقيق أعلى درجات التكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها. وأكد القادة أهمية العمل على تنفيذ قرارات المجلس الأعلى والاتفاقات التي تم إبرامها في إطار مجلس التعاون والتزام مضامينها. ووجه المجلس بسرعة تنفيذ استكمال بناء المنظومة الدفاعية المشتركة والمنظومة الأمنية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة جميع التحديات الأمنية وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة للمجلس تحفظ مصالحه ومكتسباته وتجنبه الصراعات الإقليمية والدولية وتلبي تطلعات مواطنيه وطموحاتهم واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية في إطار مجلس التعاون.

واستنكر المجلس الأعلى العمل المتطرّف باستهداف ميليشيات الحوثي مدينتي مكة المكرمة والرياض ومدن المملكة العربية السعودية بعشرات الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع وتهديدها بالاستمرار في استهداف مدن المجلس الأخرى ما يعد تصعيداً خطيراً في العدوان على المملكة وتهديداً للأمن الخليجي والأمن القومي العربي. وأشاد المجلس بكفاءة كوادر ونظم الدفاع الجوي في المملكة العربية السعودية التي تمكنت من اعتراض هذه الصواريخ وتفجيرها قبل أن تصل إلى أهدافها، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد استهداف المدن بالصواريخ الباليستية ووضع آليات أكثر فاعلية للتفتيش والمراقبة لمنع استخدام موانئ اليمن من قبل الميليشيات لأغراض عسكرية.

واقترح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في افتتاح القمة الخليجية بالكويت أمس، إيجاد آلية لفض النزاعات في مجلس التعاون الخليجي، كما دعا إلى تغيير النظام الأساسي للمجلس، وسجلت القمة غياباً لغالبية زعماء دول الخليج، كان أبرزهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في مؤشر على عمق الأزمة القطرية وانسداد آفاق الحلول السياسية. وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الزعيم الخليجي الوحيد الذي شارك في القمة، إضافة إلى أمير الكويت.

وأكد الشيخ صباح الأحمد ضرورة أن يبقى مجلس التعاون في منأى عن أي خلاف يطرأ بين الدول الأعضاء “حتى لا يتأثر” المجلس و”تتعطل آلية انعقاده”، وانتقد أمير الكويت السلوك الإيراني “المخالف لقواعد حسن الجوار”. كما دعا الحوثيين إلى الامتثال لحل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث ، ورغم الأزمة القطرية، عقدت القمة الخليجية الـ”38” أمس، تأكيداً على قدرة الدول الأعضاء على الاجتماع، وحرصاً على الحفاظ على الكيان الخليجي.