القاهرة - مينا جرجس
رفض وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، السفير محمد العرابى، كلمة وساطة مع قطر، داعيًا الدول العربية الأربع للتمسك بمواقفها، لأن التنازل سوف يفتح شهية قطر لتقديم المزيد للجماعات الإرهابية.
واستنكر العرابي الهرولة الغربية بشأن هذه الأزمة، واصفًا إياها بأنها أمر مثير للاستغراب، وتكشف حقيقة أن قطر كانت مخلبًا في أيدي دول غربية عديدة لتنفيذ استراتيجياتها في المنطقة بالوكالة، مشيرًا إلى أن الأزمة مع قطر كانت لها فوائد عديدة، من أبرزها أنها أسقطت الأقنعة، وكشفت الوجوه الحقيقية والتحالفات وكشفت المستور، واصفًا قطر بأنها ليست دولة مارقة فحسب، لكن يجب أن تًستبعد من التكتل الخليجي، ويتم لفظها عربيا تماما، متوقعا أن الأزمة ستكون طويلة الأمد، ولن تحدث انفراجة حقيقية في القريب العاجل.
وقال: "أحيي الدول العربية الأربع، لأنها تمسكت بمواقفها في اجتماع جدة الأخير مع وزير الخارجية الأميركي، وأدعوهم إلى الاستمرار على هذا النهج، مهما كانت الضغوط، لأن التنازل سوف يفتح شهية قطر، وهي في الأساس لديها شراهة شديدة في أن تتمادى في سياساتها، وبالتالي فأنا أرى أن الحل الأمثل هو الاستمرار في الضغط على هذه الدولة، والتعامل مع جهود الوساطة لا أقول بعدم اهتمام، لكن بسياسة عدم إغلاق الباب.
وأكد أن إعلان النصر على "داعش" في العراق، له تأثير كبير في المنطقة، محذرا في نفس الوقت من أنه سيولد بؤر توتر في نقاط أخرى، أما فى الشأن الليبي فأكد أن لمصر دورًا رئيسيًا في حل الأزمة الليبية، وأن تدخل مصر العسكري في ليبيا، ليس هجوما من أجل العدوان، لكن للدفاع عن النفس، ويأتي في إطار ميثاق الأمم المتحدة، كاشفا عن أنه كانت توجد دول غربية تحاول أن تقدم الدعم لمصر في ضبط الحدود الغربية، ولكن مصر رفضت.
وبالنسبة لملف سد النهضة، لفت إلى أن إثيوبيا تكسب الوقت بجدارة، وتعتمد على المراوغة وأسلوب إضاعة الوقت، للمضي قدما في تنفيذ مخططاتها، مضيفًا أن خريطة التحالفات في المنطقة تتحرك بشكل سريع، وأنها لم تتشكل بعد، لكن في طريقها إلى التشكل، مشيرا إلى أنه حدث تغيير كبير جدا في دور مصر الإقليمي، إذ أصبحت دولة فاعلة، وبعد 1095 يومًا من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، حدثت قفزة في علاقات مصر الخارجية، وأصبحت أكثر انفتاحًا على العالم.