لندن ـ كاتيا حداد
اتهم عضوان ما يزالا على قيد الحياة من خلية "داعش" المعروفة باسم "البيتلز" الحكومة بانتهاك القانون الدولي لتجريدهما من الجنسية البريطانية، وفي مقابلة من السجن حيث يحتجزهما حلفاء المملكة المتحدة، وهي القوات السورية الديمقراطية، نفيا انتمائهما للجماعة التي رأسها الجلاد، الجهادي جون.
وقال الشافعي الشيخ وأليكساندا كوتي لوكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية، إنهما كانا ضحايا الدعاية ولن يحصلا على محاكمة عادلة، وعند سؤاله عن قطع رؤوس الرهائن بما في ذلك الصحافي الأميركي جيمس فولي وعاملان الإغاثة البريطانية ديفيد هينز وألان هينينغ، أكد أن العديد من زملائه من مقاتلي "داعش" لم يوافقوا على عمليات القتل، على أساس أنه من المحتمل أن تكون هناك فائدة أكبر من اتخاذهم سجناء سياسيين، مضيفًا "بالنسبة لموقفي، لم أجد أي فائدة، وألقي اللوم على الحكومات التي رفضت دفع فدية ضخمة مقابل عدم مقتلهم، لقد كان أمرًا مؤسفًا".
وظهرت أول مقابلة لهما بعد أن أعلنت السلطات مقتل جندي بريطاني في انفجار من جهاز مرتجل في سورية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها عضو في القوات المسلحة البريطانية منذ بدء التدخل ضد "داعش" في عام 2014، بجانب ثمانية متطوعين قاتلوا المجموعة مع وحدات حماية الشعب الكردي التي قاتلت في ذات الفترة.
وتم إعلان كل من الشيخ وكوتي متطرفين عالميين في العام الماضي لدورهم في فرقة البيتلز، حيث يُحمل المسؤولون الخلية المسؤولية عن قطع رؤوس أكثر من 27 رهينة وتعذيب المزيد، وتم الإفراج عن عدد صغير من الأسرى، بما في ذلك الصحافي الفرنسي نيكولاس هينان، ووصفوا وحشية المسلحين البريطانيين، وبعد القبض على الزوجين في يناير/ كانون الثاني، وصف هينن فريق البيتلز بأنه متعجرف، معتبرًا أنفسهم كقوة النخبة في الخلافة، المرتبطة بأعلى مستوى من قيادة المجموعة، والوحشية بشكل منتظم".
واتهمت وزارة الخارجية الأميركية الشيخ، 29 عامًا، بتنفيذ عمليات الإيهام بالغرق والإعدام الوهمي والصلب، بينما زعم أن زميله الحارس كوتي كان متورطًا في قطع الرؤوس والمعروف بإدارة "أساليب تعذيب قاسية بشكل استثنائي"، بما في ذلك الصدمات الإلكترونية، كما اتهم الشاب البالغ من العمر 34 عامًا بالعمل كمجند لداعش ومسؤول عن جذب عدة متطرفين بريطانيين آخرين للانضمام إلى التنظيم.
ونفى كليهما أنهما عضوان في فرقة البيتلز، مدعيًا أن الاتهامات كانت ذريعة لقتلهما في هجمات بطائرات دون طيار، لكنهما اعترفتا بالانضمام إلى الجماعة الإرهابية نفسها، وقال الشيخ "لا محاكمة عادلة، عندما أكون من "البيتلز "في وسائل الإعلام، لا محاكمة عادلة"، وادعى أن تحرك الحكومة البريطانية لتجريدهم من الجنسية غير قانوني ويعرضهم لخطر "التسليم السري والتعذيب".
وكانت قد قامت المملكة المتحدة بسحب الجنسية البريطانية من بعض أعضاء "داعش" المعروفين باستخدام قانون يسمح بالتحرك من أجل الصالح العام، بهدف منع المسلحين من العودة إلى بريطانيا، ولا يمنعهم من المثول أمام المحاكم في المملكة المتحدة، حتى لو كانت الجرائم المعنية قد ارتكبت في الخارج، ويعد جعل الشخص عديم الجنسية ضد العديد من اتفاقيات الأمم المتحدة، وقد سبق للقضاة أن اكتشفوا أن بريطانيا تنتهك القانون الدولي.
وأوضح الشيخ "عندما يكون لديك هذان الرجلان اللذان لا يحملان أي جنسية ... إذا اختفينا يومًا واحدًا، فأين ستذهب أمي وتقول "أين ابني"، واستجوب المسؤولون الأميركيون الرجال ولكن هناك حالة من الجمود بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة حول ما ينبغي أن يحدث بعد ذلك، وقد دعت عائلات ضحاياهم والرهائن المحررين إلى حبسهم مدى الحياة، ولكن بعد محاكمة عادلة.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على المتطرفين الأجانب لأخذهم وتسليمهم إلى دولهم للحصول على محاكمة عادلة، ولكن يبدو أن الحكومة قد رفضت حتى الآن، حيث قال وزير الدفاع إنه لا ينبغي السماح لكوتي والشيخ "بالوقوف في المملكة المتحدة مرة أخرى"، ورفضت الحكومة التعليق على ادعاءاتهم لكنها قالت إنها ستعمل مع الشركاء "لضمان تحقيق العدالة"، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نواصل العمل بشكل وثيق للغاية مع حكومة الولايات المتحدة بشأن هذه القضية، وتبادل وجهات نظرنا، كما نفعل في مجموعة من قضايا الأمن القومي في سياق عزمنا المشترك على التصدي للتطرف الدولي ومكافحة التطرف العنيف".
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية إنها تعمل مع الدول في التحالف الدولي المعادي لـ"داعش" على التصرف مع المعتقلين المتواجدين في سجون قوات سورية الديمقراطية، فيما حصلت المجموعة على لقب فريق البيتلز نسبة إلى الفريق الغنائي البريطاني لأنهم غرب لندن، ونتيجة للهجاتهم البريطانية المميزة بعد انضمامهم إلى "داعش" في سورية، وكان زعيمهم الجهادي جون، واسمه الحقيقي محمد عموزي، قُتل في غارة جوية بطائرة بدون طيار في عام 2015، وتم سجن المتشدد الرابع في الزنزانة، آين ديفيز، بتهمة ارتكاب جرائم متطرفة في تركيا.
ويذكر أن كوتي وُلد في لندن، وهو نصف قبرصي يوناني نشأ في شيباردز بوش، ويعتقد أنه اعتنق الإسلام في أوائل العشرينات من عمره وترك طفلين صغيرين في بريطانيا، وجاء الشيخ إلى المملكة المتحدة كطفل من السودان، عندما تم منح عائلته وضع اللاجئ، وكان يعمل ميكانيكيًا في مدينة وايت، ولديه صلات بالعصابات المحلية عندما كان مراهقًا، وسُجن أخيه الأكبر لحيازته أسلحة، وسافر إلى سورية في عام 2012 وانضم إلى فرع القاعدة الإقليمي قبل نزاع داخلي أدى إلى الانشقاق.