بغداد - نهال قباني
نفذّت ميليشيات تنظيم "داعش" موجة جديدة من الإعدامات في العراق، وأظهرت الصور المروعة التي نشرها التنظيم، ربط الجواسيس العراقيين في الأشجار، وذلك قبل قطع رؤوسهم، وبيّنت لقطات أخرى إعدامهم سجينين، باستخدام مدافع آلية من مسافة قريبة للغاية في سورية.
وأظهر فيديو أخر، جرّ الميليشيات المتطرفة، شخصًا عراقيًا من سيارة على الأرض، قبل إطلاق النار على مؤخرة رأسه من مسافة قريبة للغاية على يد أحد رجال التنظيم المقنعين، في حين أن صورًا أخرى أوضحت ربطتهم لرجال في أحد الأشجار، وذبحهم بالسكاكين المخصصة للصيد.
وجاءت عمليات الإعدام الوحشية التي نفذها تنظيم "داعش"، بالتزامن مع إظهار منظمة مهتمة بحقوق الإنسان، الجنود العراقيين يسحبون خمس جثث لمقاتلي التنظيم المتطرف، في شوارع بلدة القيارة العراقية. وقالت منظمة "هيومن رايتس وواتش" أن القوات العراقية قتلت أحد مقاتلي التنظيم المتطرف بعد أن استسلم، موضحة أنه يوجد لديها أكثر من 13 فيديو، تظهر فيها القوات العراقية أثناء قتلها المتطرفين بعد إلقاء القبض عليهم.
وتمكنت القوات العراقية بالفعل من استعادة بلدة القيارة العراقية في آب/أغسطس الماضي، إلا أن المقاطع المشار إليها تأتي أثناء القتال الذي دار بين القوات العراقية والميليشيات، إبان محاولة التنظيم المتطرف، لاستعادة السيطرة على البلدة من جديد. وأضافت المنظمة الحقوقية أن أحد المقاطع أظهر أحد الجنود العراقيين، والذي كان يرتدي لباسًا مدنيًا، وهرع إلى قتل أحد المتطرفين، ووضع قدمه على جثته، بينما أظهر مقطعًا أخر مجموعة من الأطفال يجرون جثة مقاتل مربوط في كاحله، وقاموا بركلها وضربها بفرع شجرة، في حين ظهر رجل أخر يرتدي زيًا عسكريًا بركل الجثة عدة مرات.
وكشفت لاما فقيه، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة، أنه "يجب على الحكومة العراقية السيطرة على قواتها ومحاسبتهم، إذا كانت تأمل في مراعاة الجانب الأخلاقي في المقام الأول، خلال حربها ضد تنظيم داعش المتطرف". وأضافت أن فشل الحكومة العراقية في محاسبة القادة العسكريين ومرتكبي الانتهاكات الإنسانية، يعدّ أمرًا في منتهى الخطورة، ولا يبشر بالخير، لا سيما مع اقتراب المعركة القادمة داخل مدينة الموصل، موضحة أن تشويه الجثث يعدّ أحد جرائم الحرب، التي لا تقل خطورة عن قتل الأسرى أو المدنيين.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تقدم القوات العراقية إلى داخل مدينة الموصل، حيث أن تقدم القوات العراقية في المدينة، يشهد حالة من الحرص والحذّر الشديدين، موضحة أن القوات العراقية توقفت يومًا عن التقدم بسبب ضعف الرؤية، وفقًا لما قاله عدد من الضباط العراقيين، فإن القوات العراقية تهدف في الأساس لفرض سيطرة كاملة على منطقة التحرير في المدينة،، لتنتقل منها إلى منطقة "محاربين" المجاورة لها.
وشنّت القوات العراقية عملية عسكرية طال انتظارها لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، قبل شهر حيث واجهت القوات مقاومة شرسة، مع القناصة، قذائف الهاون والمفجرين الانتحاريين الذين كانوا يقودون السيارات المفخخة لاستهداف القوات العراقية. وكانت توقفت عن التقدم يوم الخميس الماضي، بسبب عدم وضوح الرؤية، وأن التنظيم حفر الخنادق وملئها بالنفط، حتى تشتعل من ألسنة اللهب والدخان، بحيث تعوق الرؤية الجيدة للقوات العراقية.
وسمح توقف القوات العراقية عن التقدم، لسكان المدن المحررة للخروج بحثًا عن الطعام، وأن الكميات المخزنة لديها كانت في طريقها للنفاد، وحصلوا على بعض الإمدادات من القوات العراقية، وكذلك من منظمات الإغاثة. وتعدّ الموصل هي المعقل الرئيسي الأخير للمسلحين في العراق، وأن طردهم هو بمثابة ضربة قاسية لما يسمى بالخلافة، والتي تمتد إلى الأراضي السورية.