الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب،

أجرى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، اتصالًا هاتفيًا برئيسة تايوان تساي أنغ ون، وكسرت هذه الخطوة، بروتكولات دبلوماسية، استمرت لعقود، وأثارت تساؤلات بشأن استراتيجية واشنطن الجديدة مع الصين.

ونشرت جريدة "نيويورك تايمز"، حوارًا أجراه المراسل الصحافي الأميركي إدوارد وونغ، مع مدير مركز كارنيغي-تسينغوا للسياسة العالمية في بكين، بول هاينلي، بهدف تحليل واستقراء المشهد السياسي الدولي بين الولايات المتحدة والصين، في ضوء تحركات ترامب الأخيرة مع بكين والأزمة النووية في كوريا الشمالية.

وعلق هاينلي على الحوار الهاتفي الذي أجراه ترامب مع رئيسة تايوان الجمعة الماضية، قائلًا "عندما تفادى الرئيس المنتخب ترامب الانتقادات، بأن قال إن تساي إنغ ون هي التي اتصلت به، فقد أعطى ذلك الصين تفوقًا وفي اليوم التالي، وصف وزير الخارجية المكالمة بأنها "خدعة صغيرة مارستها تايوان" وأرجح أن الصين تبحث الآن عن وسائل لمعاقبة رئيسة تايوان، لكن هل سيدافع ترامب عنها في حالة حدث هذا الأمر؟ وهذا أحد مخاوف الذين انتقدوا الترويج للمكالمة".

وأكد أنه من الصعب أن نرى تطورًا في مستقبل العلاقات الصينية الأميركية التايوانية، خلال الأعوام المقبلة، نظرًا للقيادة السياسية للدول الثلاث.

 مضيفًا "أستطيع أن أقول، من خلال سنوات عملي في البيت الأبيض خلال فترة تشن شوي-بيان، إن الوضع الحساس في مضيق تايوان أدى إلى توتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وعندما تكون تايوان أحد الأسباب الرئيسية لتدهور العلاقات الأميركية الصينية، فسيعمل ذلك على عرقلة أجندة واشنطن الدبلوماسية، في دول أخرى، مثل الملف النووي في كوريا الشمالية".

وأوضح هاينلي أن الصينين ظنوا أن ترامب سيخدم مصالح الصين، وأنه سيكون عمليًا، وأنه لن يروج حقوق الإنسان والقيم المجتمعة على النقيض من كلينتون.

 ومن خلال خطابه الانتخابي، اعتقد الصينيون أنه سيخفف الضغوط على آسيا وبالتالي الصين، ومن ثم سيركز على الالتزامات التحالفية للولايات المتحدة.

 أما بشأن المحادثة الهاتفية فهي دراسة للواقع فقد جاءت أغلب ردود فعل الصينين، بأن قالوا إن سياسة إدارة ترامب إزاء المحيط الآسيوي، ستتجه نحو فرض قيود استراتيجية. ولاح هذا الأمر في الأزمة التايوانية، وأيضًا في بحر جنوب الصين؛ إذ تعهد مستشارو ترامب بإعادة بناء الأسطول البحري الأميركي، إضافة إلى أن ترامب أعرب عن نواياه بممارسة مزيد من الضغوط على الصين في الملف النووي الكوري الشمالي، وذلك في سبيل معالجة الأزمة.

وتابع حديثه قائلًا "كوريا الشمالية هي من أكثر المناطق التي ستشهد توترات وتعاون فيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن وبكين في السنوات الأربع المقبلة، ولقد تغير مؤشر التهديد في الفترة الأخيرة. وهناك مخاوف من أن هذه المشكلة ستعالجها الإدارة الجديدة، من خلال تعزيز إجراءات الردع والعقوبات وتكثيف الجهود الدبلوماسية. 

وإذا أبدت الصين عدم استعدادها لاتخاذ خطوات حاسمة وضرورية، ينبغي على الولايات المتحدة فرض عقوبات أكثر قوة وتعزيز منظوماتها الصاروخية في المنطقة، سواء اكان ذلك بالتعاون مع حلفائها أو بمفردها".

واختتم حديثه موجهًا النصيحة إلى ترامب بشأن إدارة العلاقة مع الصين، قائلًا "في حين ينبغي على الولايات المتحدة التنافس مع الصين والتعامل بحزم في الأمور، التي يختلف عليها الطرفان أو التي ستُتهدد فيها مصالح الولايات المتحدة، هناك قضايا عالمية أخرى مرتبطة بمصالح واشنطن تتعلق بمستقبل العلاقات الأميركية الصينية. لذا ينبغي على ترامب الجلوس مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والعمل على تعزيز العلاقة معه بشكل شخصي".