وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون

اعتذر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون عن "خطأه" في تصريحاته بشأن أم بريطانية من أصل إيراني محتجزة في إيران، الأمر الذي كان قد أدى إلى دعوته للاستقالة لتعريضها لخطر أكبر، قائلًا إنه لا شك في أنَّ نازانين زغاري-راتكليف كانت في البلاد في عطلة لزيارة أقاربها مع ابنتها الصغرى وليس "لتدريب صحافيين" وذلك خلال حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم.

وذكرت عائلتها إن السلطات الإيرانية قد وجدت في هذا الخطأ دليلًا على أنَّها تُشكل تهديدًا للنظام، وكانت رئاسة الوزراء قد قالت في وقتٍ سابقٍ الإثنين، إنها ستنظر في اقتراح زوجها بمنح زوجته الحماية الدبلوماسية.

وفي حديثه في مجلس العموم، أكد جونسون "آمل أن يفهم المجلس بوضوحٍ بالغ إنَّ السيدة نازانين كانت هناك لقضاء العطلة، ولم تكن هناك لأي عمل آخر، على الرغم من أن الناس قد وصل إليهم انطباع مختلف، كان خطأي، كان ينبغي أن يكون أكثر وضوحًا ... وأعتذر عن الضيق والكرب الذي قد يلحق بالسيدة نازانين وعائلتها. وأولويتنا الآن هي القيام بكل ما في وسعنا لإخراجها من إيران لأسباب إنسانية".

وأضاف جونسون أنَّه قد أرسل بالفعل للجنة الشؤون الخارجية لتصحيح تصريحاته وسيجتمع مع ريتشارد راتكليف،  زوج نازانين يوم الأربعاء بعد أن تحدث معه هاتفيًا، قائلًا إنه سيبحث فكرة منح الحماية الدبلوماسية نازانين خلال اجتماع مع زوجها هذا الأسبوع، وتابع "لقد طلب أن يذهب إلى طهران. لا أعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا ولكننا سنرى ما يمكننا القيام به"،مواصلًا "لا ندعو عادة إلى الإفراج في القضايا القنصلية لأنَّ كثيرًا ما يتسبب ذلك إلى تفاقم موقفهم، لكني دعوت إلى إطلاق سراحها لأسباب إنسانية".

وفي حين طالبه أعضاء البرلمان العمالي بالاعتذار عن الخطأ، قال جونسون: "نعم، بالطبع، أعتذر عن الضائقة، والمعاناة التي سببها الانطباع الذي أعطيته في أنَّ الحكومة تعتقد، والتي كان اعتقادي أنا أنها كانت هناك في مهمة عمل. لقد كانت هناك في عطلة وهذا هو الصواب"، مواصلًا حديثه قائلًا: "أعتذر، وأنا أعتذر، وبطبيعة الحال أتراجع عن أي قول بأنها كانت هناك بصفتها المهنية".

وكان حديث وزير الخارجية عقب عودته من بروكسل للرد على سؤال عاجل من إميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية العمالية في حكومة الظل المعارِضة حول هذه القضية في مجلس العموم، حيث قالت إنه كان هناك أسبوع من "التشويش الثرثرة" من قِبل جونسون، وحثته على القول "ببساطة وبشكل لا لبس فيه" أنه أخطأ عندما أدعى أنَّ نازانين  كانت في مهمة تدريب الصحافيين عندما كانت تزور إيران، على الرغم من إصرار عائلتها أنها كانت في عطلة مع ابنتها الصغيرة.

وبينت إميلي أمام مجلس العموم: "نحن نعرف من الأدلة التي قدمها ريتشارد راتكليف أنه عندما أبلغ نازانين بهذه التصريحات رأى كيف ستستغل السلطات الإيرانية ذلك ما آثار شعورها بالقلق الشديد والاضطراب"، مشيرة إلى أنه يتعين على جونسون "قبول تأثير كلماته، والقبول بالضيق الذي سببه لنازانين والاعتذار بشكل صحيح عن ذلك".

من ناحية أخرى، لفت المتحدث باسم تيريزا ماي للصحافيين، "أعتقد إن وزير الخارجية تحدث بوضوح مع زوجها وهو أحد الخيارات التي يُنظر إليها"، ولا يعتبر منح الحماية الدبلوماسية مثل الحصانة الدبلوماسية التي لا يمكن بموجبها مقاضاة الموظفين الدبلوماسيين والقنصليين، إنها آلية من دولة إلى أخرى يتم بموجبها نقل مسألة تتجاوز المستوى القنصلي المعتاد وإلى موقف تكون فيه الدولة التي تتخذ هذه الخطوة تسعى رسميًا إلى الانتصاف بشأن قضية ما.