وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس

وصل وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ظهر الاثنين إلى كابول، في زيارة غير معلنة مسبقا تأتي بعد ساعات من استقالة نظيره الأفغاني على خلفية هجوم دامٍ نفذته حركة "طالبان" الجمعة، وبالتزامن مع تفجير بسيارة مفخخة استدف قاعدةه جوية شرق البلاد. وفي أول زيارة له إلى أفغانستان كوزير للدفاع، سيلتقي ماتيس بمسؤولين كبار بينهم الرئيس أشرف غني بعد أقل من أسبوعين على إلقاء الولايات المتحدة لأكبر قنبلة غير نووية على مواقع تنظيم "داعش" شرق البلاد، حسبما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

 

ووصل الوزير الأميركي في وقت تواجه فيه قوات الأمن الأفغانية أزمة داخلية مع استقالة وزير الدفاع عبد الله حبيبي ورئيس أركان الجيش الجنرال قدام شاه شاهين. وأُعلن عن الاستقالات في بيان مقتضب نشر على موقع الرئاسة وسط غضب بشأن هجوم طالبان على قاعدة عسكرية خارج مدينة مزار شريف الشمالية الجمعة.

وكان عشرة مسلحين ببزات عسكرية ويرتدون أحزمة ناسفة دخلوا إلى القاعدة بشاحنات للجيش حيث فتحوا النار على جنود لم يكونوا يحملون سلاحا في المسجد وصالة الطعام. ويعتقد بأن الهجوم هو الأكثر دموية الذي تشنه "طالبان" ضد هدف للجيش الأفغاني رغم عدم صدور حصيلة واضحة للضحايا. وتجاهل المسؤولون الأفغان حتى الآن الدعوات لتفصيل الحصيلة حيث اكتفوا بالإعلان عن سقوط "أكثر من مئة قتيل وجريح". وعادة ما يحاول المسؤولون الأفغان التقليل من عدد الضحايا في هجمات من هذا النوع.

وفيما أشارت الولايات المتحدة إلى مقتل 50 جنديًا، قال بعض المسؤولين المحليين إن عدد القتلى وصل إلى 130. ويؤكد الهجوم تنامي قوة "طالبان" بعد أكثر من 15 عاما على إسقاطها من الحكم، في وقت تتحضر لموسم القتال في الربيع. وانتقد العديد من الأفغان الحكومة لفشلها في التصدي للهجوم، وهو الأخير في سلسة من الاعتداءات التي نفذتها طالبان.

 

وتأتي زيارة ماتيس كذلك بعدما ألقت الولايات المتحدة "قنبلة العصف الهوائي الجسيم" من طراز "جي بي يو-43/بي" والمعروفة باسم "أم القنابل" على مخابئ تنظيم"داعش" في اقليم آشين بولاية ننغرهار شرق أفغانستان، ما أدى إلى مقتل مئة مسلح، وفقا لتقديرات غير مؤكدة أصدرها مسؤولون أفغان. وأدى الهجوم إلى صدمة حول العالم حيث دان البعض ما اعتبروه "استخدام أفغانستان كحقل تجارب لاختبار القنبلة."

وتندرج زيارة ماتيس في سياق جولة يقوم بها في الشرق الأوسط وأفريقيا. وحض الأحد فرنسا على الاستمرار في عملياتها العسكرية ضد الإرهاب في أفريقيا في ظل رئاستها الجديدة وذلك خلال زيارة قام بها إلى جيبوتي التي تستضيف القاعدة العسكرية الدائمة الوحيدة لواشنطن في القارة. وكان ماتيس الذي خدم في صفوف الجيش الأميركي في أفغانستان قال إنه يحضر تقييما عن النزاع الذي يبدو من الصعب إيجاد حل له، ليقدمه إلى الرئيس دونالد ترامب.

واستهدف تفجير بسيارة مفخخة قاعدة جوية شرقي أفغانستان، الاثنين، دون أن يتضح بعد ما إذا كان قد خلف خسائر بشرية من عدمه حسب وسائل إعلام محلية. ونقلت قناة "تولو نيوز" الأفغانية الرسمية عن مصادر أمنية قولها إن "الانفجار وقع في خوسة، عاصمة مقاطعة خوسة جنوب شرقي البلاد". ولم يتسن للمصادر ذاتها على الفور التأكد من وقوع خسائر بشرية جراء التفجير من عدمه.
والحرب في أفغانستان هي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن ترامب لم يأتِ على ذكرها كثيرا، باستثناء وصفه لعملية إلقاء "أم القنابل" بأنها ناجحة.  وفي فبراير/ شباط الماضي، اعتبر ماتيس أن رئيسه محق في التحفظ على ذكر أفغانستان كونه لا يزال ينتظر الحصول على معلومات من قادة الجيش بشأن النزاع.

ويعد وزير الدفاع ثاني أرفع مسؤول أمني أميركي يزور أفغانستان هذا الشهر بعدما وصل مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، إلى كابول بعد أيام من إلقاء "أم القنابل". وأبقت الولايات المتحدة التي تدعم القوات الأفغانية في حملة مكافحة الإرهاب، 8400 عنصر في البلاد وتقود في موازاة ذلك عمليات حلف شمال الأطلسي الذي يشن غارات على مواقع لتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" وتنظيم "داعش".

وتحاول قوات الأمن الأفغانية، التي أنهكتها عمليات القتل والفرار من الخدمة العسكرية، جاهدة الانتصار على المتمردين منذ أنهى جنود حلف الأطلسي الذين تقودهم الولايات المتحدة مهمتهم القتالية في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014. وبحسب هيئة إعمار أفغانستان الأميركية المعروفة بـ"سيغار"، ارتفعت نسبة الضحايا في صفوف قوات الأمن الأفغانية بنسبة 35 بالمئة عام 2016 مع مقتل 6800 جندي وشرطي.

وخرج أكثر من ثلث أفغانستان عن سيطرة الحكومة، فيما يعاني العديد من المناطق من وجود مجموعات متمردة، في وقت فشلت فيه محاولات كابول المتكررة لإطلاق محادثات سلام مع طالبان.