القاهرة ـ مصطفى الخويلدي
شهدت طرق البحر الأحمر وسفاجا ونويبع خلال الأيام الماضية حوادث سير كارثية، أغلبها لأتوبيسات نقل عام وسياحة، كان أبشعها انقلاب أتوبيس على طريق سفاجا، أسفر عن سقوط 10 قتلى و43 مصابًا، معظمهم من طلاب كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، كانوا في رحلة إلى منطقة الصاعدة في نويبع.
وحمّل عدد من خبراء الطرق والمرور المسؤولية للسائقين، وتهالك الطرق، بينما طالب البعض الأخر بضرورة نشر ردارات وعلامات تحذيرية على الطرق التي تعرف بـ"النقطة السوداء"، خاصة بعد استمرار مسلسل الحوادث التي تقع على الطرق المؤدية لمحافظة "جنوب سيناء"، والتي يتجاوز طولها 650 كيلومترًا، بدءًا من "رأس سدر" وحتى " طابا" ، مما يهدد حياة أهالي المحافظة وزائريها بخطر الموت الوشيك في أي لحظة.
وأوضح الخبير المروري اللواء مجدي الشاهد، أن طرق البحر الأحمر وسيناء تحتاج إلى صيانة دورية، وذلك لتعرضها لكثير من الأضرار بسبب السيول التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة وأن تلك الطرق بعضها لايوجد عليه إضاءة كافية لتوضيح الصور كاملة أمام السائق.
وأضاف الشاهد أن الحوادث زادت في الفترة الأخيرة وخاصه حادث نويبع التي راح ضحيتها 10وفيات وأكثر من أربعين مصابًا. وأن الحكومة المصرية تستيقظ يوميًا لمسلسل نزيف الأسفلت، ورغم أن هناك مئات الدراسات التي ترصد ظاهرة الحوادث، وتقدم الحلول، إلا أن الحكومة لا تنفذها وتكتفي بالبحث عن دراسات أخرى، وتشكيل لجان عقب كل حادث، والنتيجة عشرات الجثث المتفحمة ومئات المصابين، وبقايا هياكل السيارات التي يتسابق عليها تجار الخردة.
وأضاف الشاهد أن الحكومة تصرف التعويضات للضحايا والمصابين، دون أن تلتفت إلى أنها تفقد 15 ألف مواطن سنويًا، وأكثر من 50 ألف مصاب على مستوى الجمهورية، بسبب حوادث الطرق. وأشار إلى أن الدولة غير قادرة على تطبيق القانون وعدم إلغاء الفوضى والانفلات المروري الذي يحصد الأرواح يوميًا، وأن 90% من حوادث المرور نتيجة الأخطاء البشرية وغياب التشريعات.
وأضاف أستاذ الطرق والمرور والمطارات في كلية الهندسة جامعة عين شمس أسامه عقيل، أن حوادث الطرق السريعة والصحراوية، تسبب فيها عدة عوامل من أهمها، التصميم الخاطئ للمنحنيات والارتفاعات في طرفي الطرق و"الدورانات". وأوضح عقيل أن من ضمن الأسباب الرئيسية في سقوط حوادث في تلك المناطق هو عدم وجود مطبات صناعية مناسبة، لتحجيم سرعة السيارات، إضافة إلى عدم وجود أعمدة إنارة ولوحات فسفورية إرشادية ورادارات، مؤكدًا أن طريق سفاجا قنا، يحتل الترتيب الثاني في مجمل حوادث الطرق في البحر الأحمر.
وكشف أستاذ هندسة المرور وتخطيط النقل في كلية الهندسة في جامعة الأزهر الدكتور أحمد صبري الحكيم، أن سبب تكرار الحوادث في مناطق البحر الأحمر ونوبيع خلال الأيام الماضية يرجع إلى سوء أحوال الطرق، مطالبًا إعادة هيكلة عددًا من الإدارات الحكومية والمحليات الخاصة بالنقل، في تلك المناطق علاوة على غياب العلامات التحذيرية بها. وطالب الحكيم بتعيين مهندسين صيانة جدد على قدر أكبر من الكفاءة والمهنية وتدريب كافة المهندسين القدامى، وإعادة تأهيلهم للتعامل مع الأعطال وعمل دورات تدريبية مكثفة لكافة السائقين العاملين بالنقل لتجهيزهم للتعامل مع الأخطاء والأعطال.
وواصل الحكيم أن من ضمن الأسباب الرئيسية غياب الرقابة وعدم وجود رادارات ثابته ومتحركة على الطرق، بهدف التشديد على التزام السائقين بالسرعات المقررة، مشددًا على ضرورة الاهتمام بتوفير ميزانية خاصة لعمليات الصيانة والإحلال والتجديد. وأكد الحكيم أن مسؤولية الحوادث بالطرق تقع على سائقي النقل والأتوبيسات والتي يروح ضحيتها أكثر من 12 ألف إنسان سنويًا، مشيرًا إلى أن الدولة لم تستطع حل تلك المشكلة، وذلك لكونها تفكر بعشوائية وغير جادة في إيجاد الحلول، في إشارة إلى أن الدولة تعمل بسياسة رد الفعل وليس ضمن خطة ممنهجة مدروسة.
ولفت أستاذ الطرق إلى أن الدولة تخسر سنويًا ما يقرب من 12 مليار جنيه، كخسائر مباشرة من تلك الحوادث، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في هذه الحوادث هو كثرة المنحنيات الخطيرة، إضافة إلى كثرة المنحنيات الجبلية الواقعة على طرق المحافظة، مع صعوبة تعريض الطرق باعتبارها تقع بين جبلين، وتحتاج إلى مواد متفجرة لكي يتم إصلاحها، مما يكلف الدولة مبالغ باهظة لتفادي تلك الحوادث.