القاهرة ـ سعيد فرماوي
تكشف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين، ومشاركته في قمة "الحزام والطريق" في العاصمة بكين عن نتائج إيجابية عديدة تشكل في مجموعها استراتيجية جديدة للتعاون المصري-الصيني بما يحقق مصالح الجميع على مختلف المستويات، ونرصد لكم في هذه الاستراتيجية أهم هذه الملامح التالية.
يعكس تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن حضور الرئيس السيسي القمة يعكس رغبة مصر في المشاركة في البناء وتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية الشاملة، وتشجيع التعاون في جميع المجالات، والربط بين البنى التحتية، وفتح المزيد من الأسواق لتحقيق النقل السلس للبضائع، ودعم جهود التنمية بين دول مبادرة "الحزام والطريق"، ودعوة الرئيس السيسي إلى تحرك دولي جماعي لتنفيذ ما تم التوافق حوله بالقمة من أجل صياغة مستقبل أفضل لشعوب العالم والأجيال القادمة، كما أن إقامة سلسلة من المشاريع القومية الكبرى في مصر تسهم في رفع معدلات النمو، وتعظيم مردودها عن طريق ربطها بالفرص الاستثمارية الخارجية، استنادا إلى موقع مصر الفريد، ومنها محور قناة السويس الذي أصبح مركزا اقتصاديا عالميا في مجال الملاحة والتجارة الدولية، بما يتكامل مع مبادرة "الحزام والطريق" التي تعتمد على مفهوم الممرات الاقتصادية للتنمية.
اقرأ أيضًا:
الرئيس السيسي يشارك في المائدة المستديرة بقمة "الحزام والطريق"
ووضعت مصر استراتيجية طموحة لتصبح مركزا إقليميا للطاقة، من خلال الاستفادة من موقعها الجغرافي، والاكتشافات المتنامية في مجالي البترول والغاز واستغلال توافر البنية التحتية من شبكة خطوط الأنابيب لنقل الغاز ومحطات الإسالة، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة، وإقامة مشاريع للربط الكهربائي، وتعد مبادرة مصر لتدشين منتدى الغاز في الشرق الأوسط خير دليل على الفرص الواعدة في هذا القطاع.
تسعى مصر إلى أن تصبح أيضا مركزا إقليميا لنقل حركة البيانات بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، انطلاقا من كونها واحدة من أعلى دول العالم في عدد الكابلات البحرية التي تمر عبر أراضيها، مما يساعد على جذب الاستثمارات المباشرة في هذا المجال، وهو ما أكده الرئيس السيسي في كلمته بالمائدة المستديرة للقمة، كما أن الحاجة ماسة إلى توفير التمويل اللازم لمشاريع البنية التحتية في أفريقيا عبر «شراكات فاعلة» ومثال ذلك «ممر القاهرة ـ كيب تاون»، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، كما تعزيز التعاون بين مصر والصين في مجال نقل وتوطين التكنولوجيا، من خلال تدريب العمالة المصرية على إتقان الصناعة والالتزام بالمعايير والمقاييس العالمية في الجودة، حيث إن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تقليل الفجوة التكنولوجية بين مصر والعالم، ويدفع مصر إلى التقدم في هذا المجال
وقد يهمك أيضًا:
زعماء ورؤساء حكومات 37 دولة يشاركون في قمة "الحزام والطريق"
الرئيس السيسي يبحث مع قادة ورؤساء الدول العلاقات الثنائية مع بلاده