طرابلس ـ فاطمة سعداوي
أعلن قائد الجيش الليبي التابع لمجلس النواب في "طبرق" خليفة حفتر، مساء الأربعاء "التحرير الكامل" لمدينة بنغازي من المسلحين المتطرفين بعد اكثر من 3 سنوات من المعارك الدامية بينهما. وقال حفتر في خطاب موجه إلى الشعب الليبي عبر التلفزيون "بعد كفاح متواصل ضد الإرهاب وأعوانه، دام أكثر من ثلاث سنوات متتالية، تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريرا كاملا غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب".
وأكد آمر غرفة العمليات العسكرية في بنغازي العميد عبدالسلام الحاسي، أن منطقة الصابري آخر معاقل الإرهاب في بنغازي. وقال الحاسي لــ"العربية.نت" إن قوات الجيش حررت بالكامل سوق الحوت ووسط البلاد، وتمكنت خلال الساعات الماضية من السيطرة على منطقة الصبري كاملة أيضا.
وأوضح الحاسي أن وحدات من الجيش حاصرت خلال الساعات الماضية آخر جيب للمجموعات الإرهابية قبل أن يتمكن عدد منهم من الفرار وقتل عدد آخر. وأضاف قائلا "تمكنت قواتنا من اعتقال الكثير منهم وقتل خمسة أثناء الحصار"، وتابع "فرق من الصاعقة تلاحق الفارين في الوقت الحالي، وقريبا سيتم الإعلان رسميا عن تحرير كامل بنغازي من قبضة الإرهاب". وذكر الحاسي أن أعمالا جسيمة تتنظر وحدات الجيش بعد طرد الإرهابيين بشكل كامل، ممثلة في تأمين المناطق المحررة ونزع آلاف الألغام والمفخخات منها، داعيا السكان إلى الحذر من العودة للمناطق المحررة مؤخرا حتى يتم تأمينها بشكل كامل.
من جانب آخر أدى القتال بين الميليشيات الليبية العديدة والمختلفة التوجهات إلى حدوث مجزرة بحق المدنيين، إذ أطلق مسلحون من مليشيات البوني المتمركزة في مطار معيتيقة قذيفتان على ميليشيات أخرى على خلفية نزاع على النفوذ في المنطقة، إلا أنهما أصابتا مدنيين على الشاطئ. وقالت وزارة الصحة إن 5 أشخاص بينهم طفل واحد قُتلوا في وقت متأخر من مساء أول من أمس، عندما سقطت قذيفة على شاطئ قرب مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس.
وأفادت تقارير من مستشفيات في العاصمة الليبية طرابلس بأن 18 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح.
وقال عبدالسلام عاشور نائب وزير الداخلية في حكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة ويرأسها فائز السراج، إن القتلى سقطوا نتيجة اشتباكات بين جهة أمنية ومجموعة خارجة عن القانون أطلقت القذيفة التي أصابت شاطئاً قرب مطار معيتيقة. واستؤنف القتال أمس، ما تسبب بتعليق رحلات الطيران في مطار معيتيقة. وتدافع المدنيين على بوابة المطار هرباً من الاشتباكات التي تسببت بسقوط قتلى وجرحى، فيما سقطت قذيفة صاروخية في المنطقة السكنية المجاورة للمطار. وأغلق مسلحون طريق الشاطئ ومنعت السيارات من المرور باتجاه المطار.
وأفادت تقارير أخرى بأن القذيفة أُطلقت خلال هجوم انتقامي ضد إحدى الفصائل المسلحة في العاصمة. ويوجد في طرابلس جماعات مسلحة يشترك بعضها في السيطرة على معيتيقة والمناطق المحيطة به. وتشتبك بين الحين والآخر في نزاعات محلية على الأراضي والنفوذ. ويقع الشاطئ على الجانب الآخر لطريق ساحلي يمتد من المطار في وسط طرابلس. ويكتظ بالأسر التي تحاول الفرار من حرارة الجو في الأمسيات الصيفية.
من جهة أخرى، أكد عضو المكتب الإعلامي بالقوات الخاصة الصاعقة رياض الشهيبي سيطرة القوات الخاصة بالتعاون مع الكتيبة "152 مشاة" على مواقع جديدة لليوم التالي على التوالي في محور الصابري شمال بنغازي. وقال الشهيبي إن قوات المدفعية تمكنت من توجيه ضربات مباشرة عدة في آخر أوكار الجماعات الإرهابية بخاصة من جهة الفندق البلدي. وكشف عن سيطرة القوات المسلحة على عمارة الخليج قرب ضريح عمر المختار وسط البلاد، فضلاً عن السيطرة على مبنى شركة الملاحة من ناحية طريق البحر الصابري تحديداً والسيطرة على النادي الليبي للسيارات. وأضاف أن أفراد صنف الهندسة يقومون حالياً بتفكيك الألغام والمفخخات من المواقع التي تم تحريرها حتى تتمكن القوات المسلحة من التحرك بكل أريحية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر من الجيش الوطني الليبي أن قوة من الجيش وصلت إلى محور الظهر الحمر جنوب مدينة درنة، للمشاركة في المعارك ضد مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها. وأضافت المصادر ذاتها، أن هذه الكتيبة هي الخامسة التى تتوجه إلى المحور بعد وصول الكتيبة 212 مشاة بقيادة العقيد سالم رحيل، قادمة من منطقة قنفودة شمال غرب بنغازي. وأكدت المصادر استعداد جهاز مكافحة الإرهاب الموالي لحفتر، للتمركز في منطقة مرتوبة، في إطار الاستعدادات للحرب على درنة.