طهران - مصر اليوم
أعلن الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، أنه نفذ هجوما صاروخيا على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق، وقاعدة أخرى في أربيل، والاثنتين تضمان قوات أميركية.فوي أول رد إيراني على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أعلنت طهران تنفيذها ضربات صاروخية ضد قاعدتين عسكريتين تضمان قوات أمريكية بالعراق، مُهددة بمزيد من الضربات "الساحقة" داخل الولايات المتحدة إذا ردت على الهجمات.
ونقلت قناة "Press TV" عن الحرس الثوري الإيراني قوله إنه استهدف القاعدة الجوية الأمريكية في عين الأسد (غرب العراق) بعشرة صواريخ أرض – أرض.وحذر الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة من أنه سينفذ مزيدًا من الهجمات "الساحقة في حالة حدوث عدوان جديد"، كما هدد باستهداف أي دولة إقليمية تصبح "منصة للعدوان الأمريكي"، كما كشفت وكالة "تسنيم" عن مشاركة ميليشيات الحشد بالعراق في القصف الذي استهدف القاعدة في أربيل.
وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" في واشنطن، بأن الأنباء تفيد بإطلاق 10 صواريخ من إيران، 6 منها أصابت الأهداف، ولم تصب 4 منها أهدافها.كما لوّحت إيران بمزيد من "الردود المدمرة" بعد هذا الهجوم، وحذّرت واشنطن من الرد، وسط أنباء عن تدمير عدد من الطائرات الأميركية في القصف على قاعدة عين الأسد.وقال قطري العبيدي، أحد قادة القوات شبه العسكرية السنية في بلدة البغدادي القريبة من القاعدة، لـ CNN إن ما لا يقل عن 10 صواريخ أصابت قاعدة عين الأسد الجوية، حيث تتمركز القوات الأمريكية على بعد 124 ميلاً إلى الغرب من العاصمة العراقية، بغداد.
أقرأ أيضًا:
الحرس الثوري الإيراني يحذر حكومات البلاد التي تستضيف قوات أمريكية من إمكانية التعرض للهجوم
وفي أول تعليق لها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الصواريخ الإيرانية استهدفت قاعدتين عسكريتين على الأقل، تستضيفان أمريكيين وعسكريين من قوات التحالف في عين الأسد وإربيل (شمال العراق).بدوره، قال مسؤول كبير في البنتاغون، الثلاثاء، إن إيران نفذت هجوما بـ 12 صاروخا على قاعدة عين الأسد في العراق، وقاعدة أخرى في أربيل.وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جوناثان هوفمان، أنه لا توجد معلومات حتى الآن عن أي أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم، إلا أنه أكد أن الجناح الذي يضمّ الوجود العسكري الأميركي في قاعدة عين الأسد طاله القصف الصاروخي.
كما أعلن أن المنشآت المستهدفة تشمل أربيل شمال العراق وقاعدة عين الأسد الجوية، وأضاف أن صواريخ باليستية أطلقت من داخل إيران على منشآت عسكرية أميركية في العراق، فيما أكد مصدر كردي أن مصدر الصواريخ هو كرمنشاه في إيران.
من جهة أخرى، أفادت معلومات بسماع صافرات إنذار وسط تحليق مروحي أميركي في سماء قاعدة عين الأسد غرب العراق.وقال البنتاغون، فجر الأربعاء، إن إيران شنت هجوما صاروخيا بالفعل على قوات أميركية وقوات التحالف في العراق، كاشفاً أن طهران أطلقت أكثر من 10 صواريخ على القوات الأميركية في الأنبار وأربيل، مشيراً إلى أنّه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل الردّ.
وفي غضون ذلك، وصل وزيرا الخارجية والدفاع مايك بومبيو ومارك إسبر، وكبار مسؤولي الأمن القومي، إلى البيت الأبيض، قبل أن يغادروا مجددًا. في حين أجرى مكتب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اتصالا بمكتب رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي، وفقًا لمصدر دبلوماسي.وأشار المصدر إلى أن هناك اتصال بين الحكومتين الأمريكية والعراقية "على أعلى مستوى".
فيما قال قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إن هناك تقييماً للخسائر والأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية الإيرانية على منشأتين عسكريتين عراقيتين.
وقال ترمب في تغريدة على "تويتر" إن بلاده لديها "جيش هو الأقوى والأكثر تجهيزا في العالم"، وأضاف: "كل شيء على ما يرام" وإنه سيلقي بيانا عن الوضع صباح اليوم الأربعاء.
وقال مصدر أمني عراقي لـCNN، إن هناك ضحايا عراقيين سقطوا في الهجوم على قاعدة عين الأسد، بينما أكد مصدر أمريكي لـCNN أنه لا إصابات في صفوف القوات الأمريكية في القصف الذي استهدف قاعدتي عين الأسد وإربيل.
وأشار مسؤولو أمن أكراد لـCNN إلى أن صاروخين باليستيين قد سقطا في منطقتين مُنفصلتين، أحدهما قرب مطار إربيل، والثاني سقط بعد 33 كيلومترا من غرب المدينة، وذلك دون وقوع إصابات. وفي بيان، قال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إن الهجمات كانت "ثأرًا شديدًا" لمقتل سليماني. وجاء في البيان: "إلى الشيطان الأكبر (في إشارة إلى الولايات المتحدة)... نحذر من أنه إذا كررت شرورك أو اتخذت أي حركات إضافية أو ارتكبت عدوانًا إضافيًا، فسنرد بردود أكثر إيلامًا وسحقًا".
وعرض مصدر قريب من الاستخبارات الأمريكية أن صواريخ مُركبة على مركبة، تُعرف باسم شاحنات غراد، وأسلحة عسكرية أخرى كانت تقترب من المصالح الأمريكية، ولا سيما قاعدة الأسد الجوية، حسبما ذكر لـ CNN.
ومن بين الأهداف الأخرى المثيرة للقلق، القاعدة الجوية الأمريكية في قطر والمصالح الأمريكية في الكويت. وأشار المصدر يوم الجمعة إلى أن هذه التهديدات موجودة منذ عدة أشهر، لكن الاستخبارات أشارت إلى خطورة متزايدة بسبب مدى قرب شاحنات الصواريخ من الوصول إلى المصالح الأمريكية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء، على "تويتر" إن إيران لا تسعى إلى التصعيد أو الحرب، وذلك بعد أن أطلقت طهران صواريخ على أهداف أميركية في العراق.
وأضاف ظريف أن إيران ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان، مشيراً إلى أن بلاده انتهت من الرد، في إشارة إلى الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بعملية أميركية في بغداد.
وتابع قائلا: "اتخذت إيران واستكملت إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة باستهداف القاعدة التي انطلق منها هجوم مسلح على مواطنينا وكبار مسؤولينا. لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان".
يأتي ذلك فيما قال مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، إن أي رد أميركي على هجمات إيران الصاروخية على أهداف أميركية في العراق قد يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.وأضاف حسام الدين آشنا، في بيان على "تويتر": "أي عمل عسكري مضاد من جانب الولايات المتحدة سيُواجه بحرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة".
وجاءت الهجمات بعد ساعات من تصريح وزير الدفاع الأمريكي في مقابلته في CNN مع كريستيان أمانبور أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى شن حرب مع إيران، لكنها "مُستعدة لها"، وذلك بعد أيام من مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
وسعت الإدارة الأميركية إلى اعتبار تلك الضربة محاولة لتهدئة التوترات مع إيران، لكن طهران تعهدت بالانتقام من قتل سليماني.
وخلال اجتماع مع أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب ليلة الثلاثاء، كانت نانسي بيلوسي، رئيسة المجلس، تناقش الوضع في إيران عندما تم تسليمها مُذكرة تحتوي على أنباء عن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، حسبما قال مشرعون حضروا الاجتماع.
وقالت النائب دان كيلدي إن بيلوسي أوقفت المناقشة لتنبيه أعضاء اللجنة للأخبار والواردة، فيما طالبتهم بالصلاة، وفقًا للنائب ديبي دينغل.
في المقابل، قام كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي، وهو سياسي وممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، بالتغريد عبر تويتر بصورة العلم الإيراني، عقب الهجمات على قاعدة عين الأسد الجوية.
وعقب القصف الإيراني، ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، وسط تزايد المخاوف بشأن تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.
وقفز سعر الخام الأمريكي إلى أكثر من 4٪ إلى أكثر من 65 دولارًا للبرميل مساء الثلاثاء، فيما ارتفع النفط الخام، الذي استقر عند 62.70 دولارًا للبرميل خلال التعاملات المنتظمة يوم الثلاثاء، إلى 65.48 دولار للبرميل بعد الضربات الإيرانية.
وقال مات سميث، مدير أبحاث السلع في كليبرداتا: "ليس من المُستغرب أن يكون هناك انتقام من إيران - المُقلق هو أن هذه مجرد علامة على الأشياء القادمة".
ويقف المستثمرون في حالة تأهب قصوى لأي علامات على صدام بين الولايات المتحدة وإيران قد تُهدد إمدادات النفط في الشرق الأوسط.
ويمكن لارتفاع أسعار النفط توجيه ضربة للاقتصاد العالمي، الذي يكافح بالفعل من ضعف النشاط الصناعي.
وقد يهمك أيضًا: