الجيش الليبي

تستعد قمة الاتحادين الأوروبي والأفريقي المقرر عقدها الأربعاء والخميس المقبلين في أبيدجان، عاصمة كوت ديفوار، لمناقشة فضيحة الاتجار بالبشر في ليبيا التي سلّطت قناة «سي إن إن» الأميركية الضوء عليها بعد بثها مشاهد لـ«بيع» مهاجرين من الشباب الأفارقة في مركز مغلق غير بعيد عن العاصمة طرابلس، وذلك وسط مخاوف ليبية من أن يؤدي تدويل أزمة «بيع الرقيق» إلى تدخل عسكري أجنبي.

ومن المتوقع أن يشارك في القمة الخامسة للاتحادين أكثر من 80 رئيس دولة، يناقشون على مدى يومين التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة بما فيها أوضاع الهجرة غير الشرعية، واستبق الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو الذي يتولى رئاسة لجنة الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، هذه القمة بتوجيه دعوة علنية، الأحد، إلى الليبيين لدعم مبادرات الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء ما وصفه بـ«الصعوبات التي تشهدها بلادهم».

لكن مسؤولًا في الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، قال إن المشير يشعر بالقلق إزاء ما وصفه بـ«التدويل المتعمد لملف الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى فضيحة الاتجار بالبشر التي تكشفت أخيرًا»، لافتًا إلى أن معظم المشاكل التي تعاني منها ليبيا تقع في مناطق نفوذ حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج المدعوم من بعثة الأمم المتحدة، وتابع: «المناطق الخاضعة لسيطرة قواتنا المسلحة لا تشهد أي انتهاكات جسيمة من هذا النوع، والسراج يتحمل مسؤولية التلميحات المتكررة بتدخل عسكري مرفوض»، على حد تعبيره.

وكان رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا، قد حث المحكمة الجنائية الدولية على محاكمة المجرمين الذين يبيعون مهاجرين أفارقة في سوق ليبية للرقيق. وقال واتارا في مقابلة مع شبكة «فرنس24»: «أنا مصدوم وأعتقد أن هذا غير مقبول ومثير للاشمئزاز»، مضيفًا: «في رأيي، من يرتكب مثل هذه الجرائم ينبغي للمحكمة الجنائية الدولية أن تتعقبه... التنديد ليس كافيًا».

وعرضت مقاطع نشرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية على ما يبدو رجالًا تتم المزايدة عليهم في ليبيا كعمال مزارع بعد تهريبهم عبر الصحراء. وكان التقرير محرجًا لليبيا وأوروبا أيضًا التي تعتمد بشكل متزايد على قوات الأمن الليبية وفصائل حليفة لمنع هروب المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، واستدعت دول في غرب أفريقيا سفراءها لدى ليبيا بشأن هذه التقارير، بينما قالت حكومة السراج إنها ستجري تحقيقًا.

من جهة أخرى، التقى السراج، الأحد، وفدًا من الاتحاد الأوروبي لبحث معالجات قضايا الأمن وإدارة الحدود الليبية، واعتبر بيان أصدره مكتبه أن ملف الحدود يكتسي أهمية بالغة بالنظر لما تواجهه ليبيا من تحديات خلال الفترة الراهنة تتمثل في الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، مؤكدًا أهمية استمرار التنسيق بين الفريقين الليبي والأوروبي.

وأرجع السراج، بحسب البيان، ما يحدث من خلل في شأن تأمين الحدود الليبية إلى ما وصفه بالانقسام السياسي الذي انعكس على المؤسسات، وبما أضعف إمكانيات الدولة، لكنه قال في المقابل: «رغم ذلك، فإن العمل الجاد مستمر بما هو متاح من إمكانات لتأمين حدودنا كافة».

إلى ذلك، اعتبر القائد العام للجيش الليبي، أنه «لا خيار لمصر أو ليبيا سوى النصر في مواجهة الجماعات الإرهابية في البلدين»، وقال حفتر في برقية عزاء أرسلها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ضحايا الهجوم المتطرغ على «مسجد الروضة» في محافظة سيناء: «لستم وحدكم في ساحات الحرب على التطرف، فنحن معكم وأنتم معنا في خندق واحد، نواجه عدوًا مشتركًا»، وأضاف: «لا خيار لنا إلا المواجهة، ولا خيار لنا إلا النصر»، وتابع: «تبين للعالم بأسره مدى وحشية هذه التنظيمات المتطرفة وعدائها للإنسانية بارتكاب هذه الجريمة البشعة وأشدها دموية وفظاعة، وهو ما يزيدنا إصرارًا على قبول التحدي حتى نطهر أرضنا من دنسهم، ونقتلع جذورهم ونقطع دابرهم».

وأعلن الجيش الليبي الأحد، حالة الطوارئ عقب رصد تحركات لعناصر تنظيم "داعش " داخل مدينة هراوة قرب سرت، ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن محمد الزدامة آمر سرية الشرطة العسكرية في سرت قوله إن قواته متأهبة للتصدي لأي عنصر متطرف، ومواجهة أي تمركزات للتنظيم، مشيرًا إلى أن قوات الجيش وصلت إلى «بوابة الـ50» عند مدخل سرت الشرقي للاستطلاع، لافتًا إلى أن الأوضاع تحت السيطرة.

إلى ذلك، كشفت حكومة السراج، عن مقتل 4 ضباط من غرفة العمليات المشتركة في مدينة مصراتة بغرب البلاد خلال ما وصفته بملاحقة للمجرمين، ولم تعلن الحكومة أي تفاصيل إضافية، لكن مسؤولين أمنيين قالوا في المقابل إن القتلى الأربعة سقطوا في اشتباكات وقعت مع مجموعة من المسلحين شرق طرابلس، أثناء ملاحقة مطلوب للقضاء.

وقال العقيد محمد أبو صبع، رئيس مديرية أمن الخُمس، إن قوات الأمن نفذت عملية مداهمة لأحد المواقع في الخمس لاعتقال مطلوبين للعدالة، وذكرت تقارير إن الوساطة القبلية لم تنجح في إقناع المسلحين بالاستسلام قبل أن تقوم قوات من الغرفة الأمنية المشتركة التي تتبع مديرية أمن مدينة مصراتة على بعد 80 كيلومترًا شرق الخمس بمهاجمة الموقع داخل المدينة التي تقع على بعد 120 كيلومترًا شرق طرابلس.

وأكد مصدر أمني أن الهدوء عاد إلى المدينة بعد اشتباكات دامت نصف ساعة، قبل أن يلوذ المطلوب اعتقاله بالفرار، على خلفية اتهامه بقتل 7 أشخاص من عائلة واحدة بسبب مشاجرة على قطع أرض.