خطاب "الاتحاد" يكشف المشاكل التي يواجهها رؤساء الولايات المتحدة

يعدّ خطاب الاتحاد فرصة لرؤساء الولايات المتحدة للتحدث برسمية عن المشكلات التي تواجهها أميركا، كما أنها فرصة للدفع بالأجندة التشريعية، وعلى مدى الـ228 عاما الماضية تحدث كافة الرؤساء بإزدواجية في خطاب الاتحاد، واستخدموا جهاز الباروميتر لتحديد الأولويات الأميركية التي تغيرت عبر الزمن، وتدعيم الرواية للتاريخ الأميركي.

وفي أول خطاب اتحاد للرئيس دونالد ترامب، تطرق لإنجازاته الاقتصادية، ودعى لمزيد من التعاون في الحزب، وحذر من التهديدات بفعل التطرف والهجرة غير الشرعية، وسيطرت ثلاث كلمات على خطاب ترامب، وهم تنظيم "داعش"، والمتطرفين، والهجرة، وبينما اختار ترامب التركيز على التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، ركز خطاب سلفه بارك أوباما، في خطاباته السابقة على كلمات مثل الأطفال والضاحكين.

وتغييرت كلمات محتوى خطاب الاتحاد منذ نشؤ أميركا وسط العصر الحديث وتشكلها في اتجاه المصطلحات ذات الصلة بالأجندة السياسية والتي منحت الرؤساء الفرصة للتركيز على التهديدات بفعل التطرف.

واستخدم الرئيس فرانكلين روزلفيت كلمات مثل "هتلر" و"اليابانيين" أثناء الحرب العالمية الثانية التي سيطرت على رئاسته، بينما اهتم خليفه هاري ترومان، بمصطلح "عودة المحادثات" وهي عملية التحرك من مرحلة الحرب إلى السلام في الدولة.
وركز جيمس بوشانان، وأبراهام لينكولين على التحرر من العبودية والحرب الأهلية، بينما كانت تحاول الولايات المتحدة في النصف الأول من القرن 19 تأسيس نفسها كدولة خارج السيطرة البريطانية.

وبالنسبة لأخر أربعة رؤساء أميركيين، ذهب جورج دبلو بوش، ودونالد ترامب وهما من الحزب الجمهوري للتركيز على الصراعات أو التهديدات الخارجية التي تحيط بأميركا، أما أوباما وكلينتون، وهما من الحزب الديمقراطي ركزا على المشاكل الداخلية للبلاد.
وإذا كان ذلك يعطي زيادة واضحة في نزعة الرؤساء في الحديث عن أجندتهم السياسية، سيكون هذا بمثابة إشارة إلى زيادة انقسام السياسة الأميركية، حيث كتابة التاريخ من أطراف منقسمة فعليا.

ولتجميع الكلمات التي ركز عليها كل رئيس، أردنا النظر حول عدد مرات الكلمات التي استخدمت، ولذلك تم استخدام تقنية "عملية اللغة الطبيعية" والتي تحدد أكثر الكلمات المستخدمة في الخطابات، وسنجد على سبيل المثال أن ترامب استخدم كلمة "أميركي" أكثر من 30 مرة، ولكن لكونها كلمة مستخدمة كثيرا من قبل رؤساء عدة لم تميز ترامب، والهدف من هذه التقنية هو تسليط الضوء على الكلمات الأهم التي استخدمها كل رئيس، وكذلك التحديات الرئيسية الفريدة التي تواجه الرؤساء أثناء وجودهم في الحكم.