رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

تناولت صحيفة بريطانية في تقرير لها، ما قامت به المملكة المتحدة لجهة استدعاء سفير كوريا الشمالية أمس الخميس وابلاغه تنديد بريطانيا بإطلاق صواريخ باليستية على اليابان. ويأتي هذا التوبيخ بعد ان كشفت رئيسة الوزراء البريطانية  تيريزا ماي انها ارسلت السفينة الحربية "اتش أم أس ارغيل" للقيام بمناورات عسكرية مشتركة مع اليابانيين لمواجهة هذا التهديد. وقد أدلت بهذا التصريح خلال زيارتها الرسمية لليابان حيث تعهدت بتعزيز التعاون الامني مع رئيس الوزراء "شينزو ابي" في مواجهة "كيم جونغ اون".

ولفت التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" الى أن مارك فيلد، الوزير البريطاني لآسيا والمحيط الهادئ، استدعى السفير تشو لابلاغه مدى إدانة المملكة المتحدة لإطلاق الصواريخ. وقال: "استدعت وزارة الخارجية  سفير كوريا الشمالية، وأوضحت استنكار المملكة المتحدة وإدانتها إطلاق النظام لصاروخ متوسط المدى فوق اليابان". كما اشار الي أن الإجراءات الكاذبة لكوريا الشمالية تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي وتهدد الأمن الدولي. وحث النظام على إنهاء مسيرته غير الشرعية للقذائف النووية والقذائف التسيارية والعودة إلى الحوار مع المجتمع الدولي.

جاء هذا التوبيخ الدبلوماسي عندما اعلنت ماي زيادة التعاون الدفاعي بين بريطانيا واليابان في اعقاب التهديد المتزايد من بيونغ يانغ خلال زيارتها إلى اليابان، وعقد السيدة ماي جلسة إحاطة مع مجلس الأمن القومي من قبل المسؤولين اليابانيين - لتصبح ثاني زعيم أجنبي يمنح هذا الامتياز. وتعهدت السيدة ماي أيضا بالإسراع في تنفيذ العقوبات ضد كوريا الشمالية بعد أن تركت تجارب الصواريخ المارقة دولة العالم تتأرجح على شفا الحرب. تعتبر هذه الالتزامات جزء من اتفاق جديد وافقت عليه السيدة ماي ونظيرها الياباني شينزو آبي لتعزيز التعاون في مجال الدفاع لمواجهة التهديد. وقالت السيدة ماي في مؤتمر صحفي في طوكيو اليوم: "إن التعاون الوثيق بين بلدينا له أهمية خاصة في هذا المنعطف الحاسم، مع الاستفزاز الكوري الشمالي الذي يمثل تهديدا غير مسبوق للأمن الدولي".

واضافت "اننا ندين كوريا الشمالية بأشد العبارات الممكنة لهذا العمل المتهور الذي يشكل انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الامن الدولي". وردا على هذا العمل غير القانوني، وافق رئيس الوزراء آبي وتريزا ماي على العمل معا ومع الآخرين في المجتمع الدولي لتعزيز الضغط على كوريا الشمالية، بما في ذلك من خلال زيادة وتيرة تنفيذ الجزاءات والعمل على اعتماد جديد وفعال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ". وتأتي زيارة السيدة ماي إلى طوكيو بعد أن أطلقت بيونغ يانغ صاروخا حلق فوق جزيرة هوكايدو اليابانية، مما وضع البلاد في حالة تأهب قصوى من الحرب.

ويتضمن الاتفاق الجديد خططا لارسال سفينة "ارغيل" الى المنطقة في ديسمبر/كانون الأول من العام المقبل، بينما تقوم القوات البريطانية واليابانية بمناورات مشتركة معا. وقال آبي إن كبار المسؤولين الأمنيين اطلعوا الزعيمين بشأن التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية والوضع الأمني الأوسع في المحيط الهادئ. وقال في المؤتمر الصحفي ان تجارب الصواريخ الباليستية التى يقوم بها "كيم جونغ اون" تشكل تهديدا "ليس فقط لبلدنا او اسيا وحدها ولكن هذا الخطر يشعر به كل اوروبا". وقال ان الزعيمين اتفقا على "التعاون الوثيق بما فى ذلك منتدى الامم المتحدة" للتصدي للدولة المارقة.

وقال آبي إن إطلاق الصاروخ الذي حلق فوق اليابان كان "شائعا"، مضيفا: "هذا تهديد خطير ولم يسبق له مثيل. "نحن لا نتسامح على الاطلاق مع تطوير الصواريخ النووية من قبل كوريا الشمالية." ومن المفهوم ان الامم المتحدة تناقش زيادة العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بما في ذلك وقف بيعها للمنتجات النفطية الى الصين. وفي الوقت نفسه، قبل كأس العالم للرجبي 2019 في اليابان و دورة الالعاب الاولمبية 2020  في طوكيو، ستقدم المملكة المتحدة المشورة بشأن الأمن السيبراني وسوف تعمل الدولتان بشكل أوثق على معالجة الإرهاب.  وزارت السيدة ماي أيضا مقر قيادة الدفاع الذاتي اليابانية حيث توجد حاملة الطائرات الرائدة إيزومو.

وتحدثت قبل المؤتمر الصحفي قائلة "ان اليابان، باعتبارها دولة متجهة الى الخارج مع العديد من الاولويات المشتركة والتحديات المشتركة، مازالت شريكا طبيعيا لنا في قضايا الدفاع والامن. واضافت "إنني مصممة على مواصلة تعاوننا في مجال الدفاع والأمن ، وتعزيز ردنا الجماعي على التهديدات التي يتعرض لها النظام الدولي وللسلم والأمن العالميين، من خلال زيادة التعاون في مجال الدفاع والأمن السيبراني، ومكافحة الإرهاب. ويجب أن يشمل ذلك مواجهة التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية وضمان توقف النظام عن أعماله العدوانية "