القاهرة ـ مصر اليوم
يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة رسمية إلى القاهرة، الأربعاء، إذ يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التطورات في الأراضي الفلسطينية. ومن المقرر أن يعقد بلينكن عقب ذلك جلسة مباحثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري بقصر التحرير بالقاهرة تتناول تطوير العلاقات المصرية الأميركية الاستراتيجية وسبل تعزيزها في شتى المجالات إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية.
وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية، تحدثت لـ"سكاي نيوز عربية"، فإن زيارة بلينكن إلى القاهرة ستناقش عددًا من الملفات العاجلة، على رأسها تثبيت التهدئة التي نجحت القاهرة في تنفيذها بين إسرائيل وقطاع غزة بدعم أميركي، إلى جانب دفع الجهود لإعادة إعمار قطاع غزة وتوفير الاحتياجات الأساسية لسكانه، والمضي قدمًا في تنشيط عملية السلام لمنع تفاقم الأوضاع من جديد.
وذكرت المصادر أن المباحثات ستتناول مستجدات القضية الليبية، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الدولة الليبية ودفع جهود إخراج الميليشيات والمرتزقة.
كان المبعوث الأميركي إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند زار القاهرة، الثلاثاء، وأكد دعم الرغبة الليبية في طرد المرتزقة والقوات الأجنبية، مشددًا على أن الولايات المتحدة ومصر لديهما مصلحة مشتركة في دعم حل سياسي وليس عسكريا في ليبيا من أجل استقرار المنطقة.
وبحسب المصادر المصرية، فإن المباحثات مع بلينكن ستتطرق إلى تبادل الرؤى بشأن تطورات أزمة مفاوضات سد النهضة المتعثرة، والدفع في سبيل التوصل لاتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد ملء وتشغيل السد.
بايدن والسيسي
يأتي ذلك بعد تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره المصري، الاثنين، على عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، وتعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى الاتفاق الذي يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.
كما سيشكل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات بين القاهرة وواشنطن، ملفًا مهمًا على طاولة المباحثات التي ستجرى، الأربعاء، بحسب المصادر.
عملية السلام.. وحل الدولتين
يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، في تصريحات، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى القاهرة ضمن جولته التي تشمل تل أبيب ورام الله وعمان، تحمل قدرًا كبيرًا من الأهمية في ظل التطورات المتلاحقة التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط.
وقال حجازي إن بلينكن يسعى لتثبيت وقف إطلاق النار، وامتداد الهدنة بالشكل الذي يسمح بإطلاق جهود جادة لإعادة الإعمار، ثم بحث أطر المسار السياسي السلمي الذي يقود لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقا لرؤية الرئيس بايدن التي تضع حل الدولتين باعتباره المخرج الوحيد من هذه الأزمة.
وأوضح أن هذه الزيارة تأتي بعد الاتصالين الهاتفيين بين الرئيسين بايدن والسيسي خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي يؤكد إدراك الرئيس الأميركي بأن له شريكا استراتيجيا في المنطقة يحقق أمنها واستقرارها ويمكن الاعتماد عليه.
وقال حجازي إن الإدارة الأميركية تحمل تقديرا حالياً للدور المصري الفاعل فيما يخص ملف احتواء الوضع المتفجر في قطاع غزة وإدارة عملية الهدنة وتثبيت أركانها والانطلاق نحو عملية إعادة الإعمار.
وهذا ما أشار إليه قال وزير الخارجية الأميركي في تصريحاته من تل أبيب، بأن مصر لعبت دورًا كبيرًا وحاسمًا في وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل.من جانبه، وصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق جمال بيومي، زيارة بلينكن بأنها تأتي في توقيت مهم للغاية، وتفتح آفاقًا جديدة للعلاقات المصرية الأميركية.
وقال بيومي لـ سكاي نيوز عربية، إنه عند الحديث عن العلاقات مع واشنطن، نضع النظر على 4 مؤسسات يمر عبرها القرار الأميركي، على رأسها وزارتي الدفاع والخارجية، وتلك المؤسستين تعتمد على قراءة الملفات الثنائية أكثر من التأثر بالرأي العام، بخلاف مؤسستي الرئاسة والكونغرس.
ويعتقد بيومي أن وزير الخارجية الأميركي قرأ الملف المصري بما له من دور محوري في المنطقة، وبالتالي نأمل أن تصل له الرسالة الناجحة بأن مصلحة واشنطن قبل تل أبيب في حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن هذه الزيارة استبقها الجولة التي قام بها الوزير المصري سامح شكري إلى الأردن وفلسطين، والتي تأتي لتنسيق الجهود الثلاثية قبل الاستماع إلى الرؤية الأميركية بشأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
سد النهضة
وفي نظر السفير محمد حجازي، فإن دخول الإدارة الأميركية لمناقشة أزمة سد النهضة تأتي للتأكيد على ثقة الإدارة المصرية في مفاوضاتها الجادة للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.
وقال إن "هذا هو الملف الأهم بالنسبة للإدارة المصرية في الوقت الحالي، وتأكيد واشنطن على التزامها بأمن مصر المائي وسعيها للتوصل إلى اتفاق يكفل حقوق الأطراف، سيشكل دفعة كبيرة في مسار المفاوضات المتوقفة، والوصول إلى حل قبل الملء الثاني لسد النهضة".
وبشكل عام، يوضح حجازي أن "واشنطن تعول على دور القاهرة المؤثر والفعال لإخماد النيران في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للمصالح الأميركية".
قد يهمك ايضا :
وزير الخارجية المصري يتلقى اتصاليّن من نظيريه اليوناني والهولندي
مصر ترهن مسار "التطبيع" العلاقات مع تركيا بـ"الاطمئنان" لمراعاة مصالحها