دمشق ـ نور خوام
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المئات من نساء مقاتلي "داعش" الأجنبيات وأطفالهن محتجزون داخل معسكرات في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلين متحالفين مع الولايات المتحدة في شرق سورية. واوضح المرصد أن 584 امرأة وأطفالهن البالغ عددهم 1248 ، يعيشون في هذه المخيمات بالمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن النساء يحملن 44 جنسية مختلفة وينتمين إلى عائلات المقاتلين الأجانب المرتبطين بتنظيم "داعش".
وأكد المرصد أيضا أن المحتجزين يتواجدون في مخيمات أقيمت خصيصا لهم تحت حراسة مشددة من "قوات سورية الديمقراطية"، موضحا في السياق أن الأطفال والنساء المتواجدين في المخيم، يتلقون خدمات طبية وصحية إضافة لتقديم المستلزمات الأساسية للحياة. أما بخصوص عناصر وقادة تنظيم "داعش" من جنسيات مختلفة عربية وغربية والذين وصل عددهم إلى قرابة الـ1000، فقال المرصد إن مشكلتهم تفاقمت نتيجة رفض بلدانهم مسألة عودتهم خوفا من عودة نشاطهم بعد استقبالهم، إضافة لأسباب مخفية لم يجر التصريح عنها.
قتال عنيف في هجين بشرق الفرات عقب غارات مكثفة طالت جيب التنظيم من قبل طائرات التحالف الدولي
وفي محافظة دير الزور، رصد المرصد السوري قصفاً مكثفاً مساء الجمعة، طال مناطق في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تزامن مع عودة رتل التحالف المؤلف من 7 عربات "همر" برفقة المدفعية إلى قواعد التحالف الدولي، كما رصد اشتباكات وصفت بالعنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" وعناصر التنظيم على محاور في "حي الحوامة" ومنطقة "إصلاح هجين"، إثر هجوم لعناصر من التنظيم، ترافق مع قصف للتحالف الدولي وإلقاء قنابل ضوئية في سماء المنطقة. واستهدف التنظيم جرافة لالقوات الحكومية السورية على الضفة الغربية لنهر الفرات، في منطقة العشاير، ومعلومات عن إعطابها.
واستقدمت "قسد" خلال الـ 24 ساعة الفائتة، نحو 1700 مقاتل من منطقة عين العرب (كوباني) ومنبج ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة قسد، حيث جرى استقدام المقاتلين من مكونات عدة منخرطة في صفوف قسد، كجيش الثوار ولواء جبهة الأكراد وغيرهم، بالإضافة لاستقدام عناصر من قوات الأمن الداخلي "الآسايش"، وذلك في إطار التحضيرات والتجهيزات المتواصلة من قبل قوات سورية الديمقراطية، للبدء بالعملية العسكرية البرية الكبرى، والتي تهدف لإنهاء تواجد التنظيم شرق الفرات، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الأول الأربعاء، أنه تواصل قوات سوريا الديمقراطية تحضيراتها واستعداداتها العسكرية تمهيداً للبدء بالعملية العسكرية الكبرى التي من المنتظر أن تبدأ في أي لحظة على الجيب الأخير المتبقي تحت سيطرة تنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية من نهر الفرات، العملية العسكرية البرية التي كانت من المفترض أن تبدأ قبل أيام، اقتصرت خلال هذه الأيام على القصف الجوي والبري دون أي هجمات برية.
انفلات أمني متجدد ضمن الريف الإدلبي يتجسد بمحاولة اغتيال تطال “قيادياً شرعياً” في هيئة تحرير الشام
وفي محافظة إدلب، تواصل الفلتان الأمني عبر مزيد من عمليات الاغتيال ومحاولات القتل والتفجيرات وغيرها من الأساليب التي تعزز هذا الفلتان وتوسع نطاقه بشكل أكبر في كل مرة. ورصد المرصد محاولة اغتيال طالت أحد القياديين "الشرعيين" في "هيئة تحرير الشام"، عبر استهدافه في أطراف منطقة دركوش في الريف الشمالي الغربي لجسر الشغور، ما تسبب بإصابته. ونشر المرصد السوري الخميس، خبر وقوع انفجار هز بلدة "تقاد" بريف حلب الغربي، تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة على طريق "تقاد الابزمو"، ما أسفرعن إصابة شخصين بجروح، في حين رصد المرصد إطلاق مسلحين مجهولين النار على رجل في بلدة كفرنبودة بالريف الشمالي الغربي لحماة، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة.
ووثق المرصد استشهاد فتى دون سن الـ 18 من عمره جراء انفجار لغم في بلدة الجانودية الواقعة في ريف مدينة جسر الشغور غرب إدلب، وبذلك يرتفع إلى 388 شخصاً على الأقل، ممن اغتيلوا واستشهدوا وقضوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت ، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 91 مدنياً بينهم 14 طفلاً و6 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و253 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و42 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة.
معارك تلول الصفا العنيفة تسفر عن تقدم ومقتل 20 عنصراً من القوات الحكومية السورية وحلفائها والتنظيم ضمن محاولات إنهاء الأخير بغطاء من القصف المكثف
وفي ريف دمشق، تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين القوات الحكومية السورية المدعمة بالمسلحين الموالين لها، وعناصر تنظيم "داعش"، عند الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء وريف دمشق، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قتالاً عنيفاً أسفر عن تمكن القوات الحكومية السورية من تحقيق تقدم في المنطقة بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي المكثف، حيث تقدمت القوات الحكومية السورية على حساب التنظيم داخل منطقة تلول الصفا ذات التضاريس الوعرة، فيما أسفرت عمليات التقدم والاشتباكات وعمليات القصف عن مقتل 14 عنصراً من تنظيم "داعش" بالإضافة الى مقتل 6 من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وأسفر تقدم في المقطع الجنوبي من منطقة تلول الصفا، إلى تمكنه من تضييق الخناق على التنظيم وتقليل منطقة سيطرته، ضمن محاولة النظام مع الفيلق الخامس المدعوم روسيا والقوى المتحالفة معه لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة بعد انتهاء عملية تسليم المختطفات والمختطفين.
وبذلك يرتفع إلى 242 على الأقل عدد عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها وفصائل "المصالحات" قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، من ضمنهم عناصر من "حزب الله" اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من القوات الحكومية السورية أعلاهم برتبة لواء، كما يرتفع 425 على الأقل من عناصر تنظيم "داعش" في الفترة ذاتها، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة