طهران ـ مهدي موسوي
أكّد وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، الأربعاء، أنّه "لا حاجة للكلمات الفارغة أو الحيل، بما في ذلك الكرة المتوهّجة، عندما تكون منشغلًا فعلًا بالعمل من أجل السلام ومكافحة الإرهاب"، ونشر ظريف صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه الرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس التركي رجب طيب أوردغان على صفحته الشخصية على "تويتر"، وأشارت كلمة "الكرة المتوهجة" إلى الصورة التي التقطت في مايو/ أيار الماضي، عندما حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، والتي كانت مع الملك السعودي سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتدعم نبرة ظريف الساخرة الثقة في رؤية طهران للشرق الأوسط التي تتشكل في حين تتعثر رؤية الولايات المتحدة وحلفاؤها في المقابل، وفي إحدى الصورتين، يُحدّق ترامب وزوجته، ميلانيا، وكذلك الملك سلمان والرئيس السيسي إلى شيء ما على مسافة، وتتوهج الكرة مثل شيء غريب ينتمي إلى أسطورة "مملكة الخواتم"، وعندما ظهرت الصورة للمرة الأولى، قوبلت بالعديد من المقالات الساخرة على الإنترنت، على الرغم من أنَّ ذلك أدى إلى انتقادات لترامب أكثر من "الكرة المتوهجة" التي وضعت بشكل غريب، أما صورة بوتين بينما يُحيط به روحاني وأردوغان هي أيضًا رمزية، وقد استولي اثنان من الزعماء الاستبداديين الثلاثة، وهما بوتين وأردوغان، على السلطة أكثر من ذي قبل، مع رؤية واضحة لإعادة تشكيل بلدانهم، وكلاهما كانا ناجحين بشكلٍ كبير، وكان روحاني، الذي كان من المفترض أن يكون "معتدلًا"، رئيسا ناجحًا أيضًا، حيث وقّع على صفقة إيران مع الأميركيين ويترأس بلاده التي تنخرط بقوة في العراق وسورية، وتُشير صورة سوتشي إلى الثقة؛ بينما أثارت صورة الرياض العداء.
وكان الاجتماع الثلاثي في سوتشى أول اجتماع تاريخي للقادة الثلاثة، وركّز في المقام الأول على سورية، حيث توجد قوات من كلٍ من روسيا وإيران وتركيا، وركز الاجتماع بشكل كامل تقريبا على سورية، مع إشارة ضئيلة فقط إلى العراق من قبل تركيا وإيران، وتدعم روسيا وإيران الرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم تركيا تقليديًا المتمردين، ومع ذلك، وبعد 6 سنوات من الصراع الدموي، هناك شعورٌ بأنَّ البلدان الثلاثة قد تكون الآن لديها رؤية أكثر قربًا مما كان في الماضي، وتقاربت تركيا وإيران بسبب معارضة استفتاء منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق وكذلك أزمة قطر، فهذه البلدان لا تتقاسم نفس الرؤية للمنطقة، ولكن يبدو أنَّ إيران وتركيا يمكن الاعتماد عليهما، بينما سياسة ترامب في الشرق الأوسط غير مؤكدة، وأشعل خطابه في المملكة العربية السعودية في مايو/ أيار، حملة شديدة من السعودية على قطر، حيث قطع الحلفاء السعوديون علاقاتهم مع الدوحة، لكنَّ المملكة العربية السعودية كانت تسير وحدها في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من خلال استقالة سعد الحريري من الرياض.
ولا تدعم الولايات المتحدة سياسة السعودية ضد قطر أو لبنان، فضلًا عن أنَّ مصر تريد المصالحة مع كل من سورية ولبنان، وكانت السعودية وإسرائيل وغيرها من الدول التي هددتها إيران تعتقد أنّ ترامب سيغير السياسة الأميركية بشكل جذري، ولكن بدلًا من ذلك، في ما يقرب من عام من رئاسته، لم يتغير سوى القليل، ولهذا سخر ظريف بالقول "كلمات فارغة"، وحتى الآن يبدو أن المسرحية الإيرانية النموذجية، جنبًا إلى جنب مع سياسة روسيا الثابتة، قد أعاقت الأميركيين وحلفائهم، ويبدو أن السياسة الأميركية في الوقت الحالي لديها 3 رؤساء، هم؛ البيت الأبيض، ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، وإلى أن يحدث الجمع بين هؤلاء الرؤساء الثلاثة في رئيس واحد، لن يُحرز تقدمًا ضد إيران.