القاهرة ـ سعيد فرماوي
يُشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 التي تبدأ في الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري، إذ من المقرر أن يلقي كلمة في جلسات المناقشة العامة.
وكشفت مصادر دبلوماسية عن وجود تحركات واستعدادات مُكثّفة لتنظيم اجتماعات للرئيس السيسي مع رؤساء وقادة العالم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، فضلا عن لقاءات مع عدد من الوزراء الأميركيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، ولقاءات متعددة مع أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورؤساء عدد من اللجان في مجلسي النواب والشيوخ لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها.
وتستعرض المباحثات تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة على جميع الأصعدة، وبخاصة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، إلى جانب بحث آخر تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة الأزمات في سورية وليبيا واليمن وعملية السلام ومواجهة التنظيمات المتطرفة، والتأكيد على أهمية التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية للمساهمة بفاعلية في استقرار الشرق الأوسط وتوفير الأمن لكل شعوب المنطقة والتأكيد على أهمية الدور الأميركي في إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتتناول المباحثات جهود تجديد الخطاب الديني بما يعكس روح الدين الإسلامي السمحة ووسطية الإسلام التي لا تعرف التطرف أو الغلو والجهود التي تقوم بها الحكومة لتكريس روح المواطنة والمساواة وقبول الآخر وتأكيد اهتمام الدولة بتعزيز قيم الديمقراطية وترسيخ ممارساتها، كما تتطرق المباحثات إلى التأكيد على بذل مصر قصارى جهدها لتحقيق التوازن الدقيق بين احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية من جانب والحفاظ على ما أنجزته في مجال حفظ الأمن والاستقرار من جانب آخر، وكذلك من المقرر التأكيد على أن منهج مصر في مواجهة الإرهاب يشمل، بالإضافة إلى المواجهة الأمنية والعسكرية، معالجة الأسس الفكرية التي يقوم عليها من خلال تجديد الخطاب الديني، سواء من خلال المؤسسات الدينية العريقة في مصر أو من خلال الممارسات الفعلية على أرض الواقع التي تعلي من قيم المواطنة والتعايش المشترك.
ويستعرض السيسي الرؤية المصرية تجاه أزمات المنطقة، والتي تستند إلى ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية في المنطقة والعمل على دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها والإشارة إلى أن تحقيق ذلك من شأنه محاصرة تمدد الإرهاب في المنطقة عن طريق إنهاء حالة الفراغ التي سمحت بوجوده ونموه خلال الأعوام الماضية، وبلورة استراتيجية مشتركة لسبل التعامل مع التحديات والأزمات القائمة في المنطقة.
ويحرص الرئيس منذ توليه المنصب في العام 2014، على المشاركة السنوية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي توفر فرصة مهمة للقاء كبار المسؤولين العالميين واستعراض حقيقة الأوضاع الداخلية وتوضيح عدد من المفاهيم الخاطئة عن مصر.