القوات السورية تقطع خط إمداد "داعش" في دير الزور

أعلنت فصائل "درع الفرات"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، جاهزيتها للتوجه إلى إدلب وطرد "هيئة تحرير الشام" منها في نهاية أيلول/سبتمبر الجاري. وقال القائد العام للفرقة التاسعة أبو جلال إن 3 آلاف عنصر من "الجيش الحر" يتأهبون لدخول إدلب وريف حلب مع الجيش التركي. وواصلت أنقرة إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سورية، لليوم الرابع على التوالي، بالتزامن مع تثبيت منطقة خفض التوتر في إدلب، وسط تسريبات عن عملية عسكرية وشيكة.

وحققت القوات النظامية مدعومة بالطيران الروسي تقدماً في معارك دير الزور أمام "داعش". ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن مصدر مطلع أن القوات النظامية قطعت خط الإمداد الرئيسي لـ"داعش" في دير الزور، بعد السيطرة على حي الجفرة على الضفة الغربية لنهر الفرات. ويعتبر حي الجفرة البوابة الجنوبية لأحياء المدينة الغربية، وصولاً إلى مدينة موحسن على الضفة الغربية للفرات.

وأكدت فصائل من "الجيش الحر"، منضوية في غرفة عمليات "درع الفرات" بريف حلب استعدادها لعملية إدلب، التي دخلت مناطق خفض التوتر الأسبوع الماضي بعد اتفاق الدول الراعية لآستانة، روسيا وإيران وتركيا، على نشر عناصر من قواتها هناك. غير أن فصائل المعارضة ترفض نشر أي قوات إيرانية في المحافظة. وقال الناطق الرسمي باسم "لواء الشمال" أبو الفاروق إن أعداداً كبيرة من عناصر فصائل "درع الفرات" ينتظرون الذهاب إلى إدلب، موضحاً أن الفصائل كانت تتم استعداداتها منذ فترة شمال حلب وشرقها، تحسباً لأي معركة مرتقبة، لكن وبعد مخرجات آستانة حدّدت الوجهة الأولى إلى إدلب، موضحاً أنها تنتظر ساعة الصفر.

وقال القائد العام للفرقة التاسعة التابعة لـ "الجيش الحر"، أبو جلال، إن دخول قوات المعارضة سيكون على دفعات، مشيراً إلى أن العملية ستكون على غرار معركتي درع الفرات وجرابلس في ريف حلب الشرقي، اللتين استخدمت فيهما دبابات ومدرعات ثقيلة تركية. وأضاف: سيكون دخول إدلب بالتعاون المباشر مع حليفنا الجيش التركي، ومن المتوقع أن تنضم إلينا كل الفصائل الموجودة في إدلب وريف حلب، المعادية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

واستطرد: لا يوجد لدينا تأكيد حول مشاركة الطيران الحربي التركي في المعركة، والمعركة ليست بأهمية وحجم المعركة السابقة مع تنظيم داعش، كما أن المناطق التي ننوي دخولها فيها أنصار للجيش الحر. وتوقع حالة تخبط تعيشها هيئة تحرير الشام، بعد محاولات لها لتلافي عملية إنهاء وجودها، خصوصاً بعد الخلافات الداخلية والانشقاقات الأخيرة في صفوفها.

وقطع الجيش السوري خط الإمداد الرئيسي لتنظيم "داعش" في مدينة دير الزور بعد السيطرة على حي الجفرة، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 34 مدنياً خلال الساعات الماضية خلال عمليات القصف على المدينة، ونفت موسكو مجدداً قصف قوات سوريا الديمقراطية مؤكدة أنها قصفت فلول تنظيم داعش الإرهابي.

وقال مصدر عسكري في النظام السوري إن الجيش وحلفاءه سيطروا على منطقة الجفرة على أطراف مدينة دير الزور وأنه لا يمكن لمتشددي التنظيم الفرار إلا بعبور النهر والهروب باتجاه البادية أو البوكمال والميادين. وتوغل الجيش السوري في دير الزور هذا الشهر بمساعدة الطيران الروسي وفصائل تدعمها إيران. وكسر تقدم الجيش حصاراً فرضته داعش على جيب في المدينة وقاعدة جوية قريبة استمر ثلاث سنوات.

من جهته، ذكر المرصد أن القوات الحكومية سيطرت على الحي القريب من القاعدة الجوية بالمدينة خلال الليل رغم أن مقاتلي داعش ما زالوا يسيطرون على قرابة ثلث المدينة. وقال إن الطائرات الحربية الروسية قصفت عمليات انتقال عبر النهر، حيث كان متشددو التنظيم يحاولون الفرار في قوارب وإن الكثير من المدنيين بينهم عائلات المتشددين حاولوا أيضاً الفرار عبر النهر في الأيام الماضية. وأضاف أن ضربات جوية لكل من روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تسببت في مقتل أكثر من 34 شخصاً بينهم أطفال في محافظة دير الزور.

وأفاد المرصد بمقتل 34 مدنيا بينهم 15 طفلاً خلال الساعات الـ24 الماضية جراء القصف المدفعي والجوي على الريفين الشرقي والغربي لمدينة دير الزور. وقال المرصد، في بيان، إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية أغارت على منطقتي البوليل وموحسن، خلال الـ24 ساعة الفائتة، عند ضفاف الفرات الغربية بريف دير الزور الشرقي، متسببة في مقتل ثمانية سوريين بينهم خمسة أطفال.

وحسب المرصد، قصفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية منطقة زغير جزيرة بريف دير الزور الغربي ما تسبب بمقتل تسعة سوريين، حيث استهدفت الضربات عبَّارات نهرية وقوارب خلال تنقلها بين ضفتي النهر بالإضافة لاستهداف ممتلكات مواطنين أخرى.

وطبقا للمرصد، فإنه مع تزايد وتيرة القصف وتصاعد شدته، على المدن والبلدات والقرى تتواصل عمليات النزوح في ريف دير الزور، حيث تقوم عائلات جديدة بترك قراها ومساكنها، نتيجة التصعيد في القصف الجوي والبري، متجهة نحو مناطق بعيدة عن القصف، حيث توجهت كثير من العائلات نحو منطقة الميادين ومناطق أخرى في الريف الشرقي لدير الزور.

وردت وزارة الدفاع الروسية، على اتهامات أميركية لها بقصف "قوات سورية الديمقراطية" التي تدعمها في دير الزور. ونفى الناطق باسم الوزارة الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف هذه الاتهامات، وقال إن الطائرات الروسية نفذت فقط ضربات محددة بدقة في المنطقة اعتمادا على معلومات أكدتها مصادر متعددة. وتابع أن الضربات قصفت فقط أهدافا في المنطقة التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش، وأنه تم إبلاغ الأميركيين قبل الغارات. وكانت قوات سورية الديمقراطية قالت إنها تعرضت لهجوم السبت الماضي، من طائرات روسية أو قوات الحكومة السورية في محافظة دير الزور.