واشنطن ـ جورج كرم
ستتعرّض ملايين الجنيهات من العملة الرقمية مثل "البيتكوين" إلى الخطر تباعًا لفضيحة الحسابات النقدية، بسبب خلل قد يترك كلمات المرور السرّية والمفاتيح الخاصة المستخدمة لحماية المعاملات التجارية على الإنترنت متاحة للصوص، وحذّر خبراء الأمن من أن تأكيد وجدو فيروس يسمى "ميلت تاون وسبيكتر"، مساء يوم الأربعاء، يترك الحسابات عرضة لاستغلال القراصنة، وسرقة كميات ضخمة من العملة المشفرة، ومن المرجح تعرض العديد من الخدمات على الإنترنت للخطر، ولكن موقع "البيتكوين" وغيره من العملات الرقمية ستكون هدفًا محددًا نظرا لسهولة سرقتها مقارنة بالمصارف.
ويؤثر الفيروس على معالجات أنظمة إنتل وآمد، وأرم، وبالتالي تتعرض مليارات الأجهزة للخطر، بما في ذلك داعمي خدمات "كلاود" والتي تعتمد الكثير من معاملاتهم المالية على العملات المشفرة، وأعلن مات كار، مستشار في إنسينيا، أنّ الاستخدام الأكثر وضوحا لهذا الفيروس هو استهداف مفاتيح العملة الرقمية وسرقة كلمات مرور المحفظة المالية دون الحاجة إلى حجب الوصول إلى جهاز الحاسب الآلي، وهذا يزيد من الربح الفوري، أعتقد أننا سنرى البعض يستغل ذلك لسرقة البيتكوين".
وتسمح هذه الفيروسات لمرتكبي عملية السرقة عن بعد الوصول إلى البيانات الحساسة مثل الصور الشخصية والبريد الإليكتروني، ووثائق الأعمال التجارية المخزنة على نظام الجهاز، ويشمل ذلك أيضا أجهزة الهاتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي الشخصية، وإذا تمكن أحد قراصنة العملات من الوصول إلى جهازك، يمكنه تخزين البيانات عن بعد ومن ثم يبحث عن المفاتيح وكلمات المرور، ويمكنه أيضا تشغيل العملية إلكترونيًا، وإنشاء قاعدة بيانات تخص المفاتيح وكلمات المرور التي وجدها، وبعدها يبدأ في سرقة الأموال الموجودة في المحفظة أو بيعها في السوق السوداء.
ويتعرض العملاء الذين يتعاملون بهذه العملات على الإنترنت إلى خطر كبير، وتشمل التعاملات البنكية أيضا، ولكن القراصنة يستهدفون تحديدا العملات الرقمية، حيث إنها أسهل للسرقة من الأموال الموجودة في المؤسسات المالية، ويقول المؤسس المشارك لمؤسسة "ماي هاكر هاوس" ماثيو هيكي، إنّه "بالنسبة للبتكوين يمكنك فقط نسخ بعض البيانات من مزود الخدمة المعرض للقرصنة، ولكن بالنسبة للبنك تحتاج إلى طريق من خلال الشبكة البنكية للسرقة، وبالتالي يمكن لصاحب الحساب استعادة ووقف عملية السرقة من خلال الأنظمة المضادة للتزوير".
ورغم تأكيد بيتكوين أنها مؤمّنة، يستهدف القراصنة عمليات التبادل والمحافظ الخاصة بالعملاء في هذه الشركة، وقالت شركة أمازون للخدمات على الإنترنت، يوم الخميس، إن حسابتها مؤمنة ومحمية، ولا يمكن إصلاح هذا العيب، ولكن المطورين خلقوا حلولا سوف تؤثر على أداء الحاسب الآلي، حيث من المرجح وضع بائعين وسطاء ينفذون عمليات البيع مما سيبطأ من المعاملات التجارية.
وأكد السيد كار أن من يمتلك المهارة الكافية يمكنه الآن سرقة كلمات مرور المحافظ والمفاتيح الرئيسية للعملات، ويمكن أن يكون الأفراد هدفا للقراصنة إذا احتوت أجهزتهم على البرمجيات الخبيثة، ولكن تطبيقات التصفح مثل غوغل كروم، وفايرفوكس، وإنترنت إكسبلورر إدج، أنشأوا ما يسمى بإضافات على صفحات التصفح يمكنها المساعدة في الحماية ضد ذلك.