رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

يجري حاليا استجواب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، علنًا من قبل النواب من جميع أطراف حزبها وسط اتهامات بأن المحافظين يتخلون عن البلاد، وواجهت الأحد انتقادات بشأن الإستراتيجية الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجدول أعمالها المحلي، حيث دعا أحد النواب إلى "تقليص عملية رسم السياسات البطيئة وصنع المزيد من السياسيات السريعة.
 
وأثار ستة من كبار المحافظين المتضررين المخاوف بشأن نهج الحكومة تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسط دعوات متزايدة لرئيسة الوزراء، لإقالة المستشار فيليب هاموند، بينما يُقال إن حوالي 40 عضوا من أعضاء البرلمان قدموا خطابات عدم الثقة في ماي، وهي أقل بكثير من العدد المطلوب لتحريك المسابقة على رئاسة الوزراء، ويأتي ذلك بعد أن أثار هاموند رد فعل غاضبا من أعضاء حزب المحافظين بقوله إنه سيكون هناك تغييرات "متواضعة جدا" على علاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
 
واتهمت نادين دوريس، هاموند بعدم الولاء لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نظرا  لخطابه في "دافوس" الأسبوع الماضين وقالت " يجب أن يرحل، انه ليس مخلصا لرئيسة الوزراء".
 
وفي يوم الجمعة قال اوين باترسون، الوزير السابق لمجلس الوزراء، إنه يتعين على رئيسة الوزراء "أن تضع قدمها على الأرض" بعد تدخل المستشار، وفي نهاية الأسبوع، ظهر أن ماركوس فيش، النائب المحافظ ليوفيل، قال لزملائه من أعضاء المجموعة "أعتقد أننا يجب أن نصر على استقالة هاموند، ومن العبث أنه لا يزال في منصبه، ولم يفعل شيئا لإعداد البلاد لإجراء مفاوضات لائقة "، بينما انتقدت تيريزا فيليرس، وزيرة الحكومة السابقة، وجاكوب ريس موج، زعيم مجموعة من حوالي 60 عضوا من أعضاء البرلمان في البرلمان الأوروبي، عدم توجيه الحكومة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
 
وأعرب المستشار عن غضبه، يوم الخميس عندما قال لقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "إننا نأخذ اثنين من الاقتصادات المترابطة والمتوازية ... وننتقل بشكل انتقائي ونأمل أن يكون متواضعا جدا".
 
ويريد الوزراء البريطانيين بمن فيهم بوريس جونسون، وزير الخارجية، ومايكل غوف، علاقة أكثر مرونة مع الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تسمح بعقد الصفقات التجارية العالمية، بينما رفض داونينغ ستريت تعليقات هاموند بالقول إنه ترك السوق الموحد والاتحاد الجمركي، موضحا "لا يمكن وصفها بأنها تغييرات متواضعة جدا "، غير أن المستشار أيد يوم الجمعة تعليقاته السابقة بقوله لصحيفة "نيوز" "كلما كانت التغييرات التي طرأت على وصولنا إلى السوق والاضطرابات على الحدود كلما كان ذلك أفضل"، وأضاف "هناك أشخاص يريدون البقاء في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، ونحن نرفض هذه الحجة، وهناك أشخاص يريدون قطع علاقاتنا التجارية مع أوروبا والتخلي عن هذه السوق، ونحن نرفض حججهم أيضا"، وأشار "علينا أن نلتزم بالوسيلة الوسطى التي تتفاوض حول الحد الأقصى للوصول الذي يمكن أن نصل به إلى الأسواق الأوروبية والمتوافق مع الخطوط الحمراء التي وضعناها بالفعل حول إعادة السيطرة على قوانيننا وحدودنا ومالنا".
 
وكان هناك أيضا شعوار متزايدا بالإحباط لدى أعضاء البرلمان من المحافظين بشأن عدم إحراز تقدم في الأولويات المحلية، وقال روبرت هالفون، رئيس لجنة اختيار التعليم، لراديو بي بي سي "عندما وصلت رئيسة الوزراء إلى داونينغ ستريت، قالت كلمة لا تصدق عن معالجة الظلم الاجتماعي، وهي بحاجة إلى العودة إليها، لنقلل من صنع السياسة البطيئة ونزيد من صنع السياسة السريعة"، ونشرت هايدي الين، وهي عضو في مجلس المحافظين الموالي لأوروبا، صورة لصحيفة صانداي، تقول" إن الحرس القديم لا ينفك ولا يفهم لماذا نحتاج إلى التغيير، قائلا إن أعضاء مثلي ليسوا "محافظين مناسبين"، يا الله نحن بحاجة إلى قبضة وقيادة، ونحن نتخلى عن هذا البلد".