لندن - كاتيا حداد
سخرت روسيا من المناورات العسكرية البريطانية، التي أجُريت نهاية الأسبوع الماضي في سهل "سالزبوري" في المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى محاكاة الدبابات الروسية وهي تحاصر حدود إحدى دول البلطيق. وتضمن التدريب محاكاة واقعية لدبابات روسية وهي تتقدم نحو إحدى دول حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في خطوة من خطوات "العدوان السافر" الذي يقوم بها نظام فلاديمير بوتين كما جاء في إعلان بريطاني".
وبموجب معاهدة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، تلتزم بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بالدفاع عن أحد أعضاء الحلف، كما كان الحال مع قوات الحلفاء عندما اجتاح هتلر بولندا في العام 1939. إلا أن الفرق في هذه المرة هو أن كلا القوتين تمتلكان أسلحة نووية.
ووصفت السفارة الروسية في بريطانيا، المناورات بأنها "غريبة وخيالية"، وأضافت أن الدبابات البولندية المدمجة من طراز T-72، ما هي إلى تقليد سيء للدبابات الحقيقية.
وقد نشرت صحيفة "ذا ميل أون صنداي" البريطانية، صورًا حصرية لإحدى أكثر المناورات العسكرية واقعية في أي وقت مضى. وتعرُض الصور عملية حية على سهل "سالزبوري" تهدف إلى محاكاة قوات الرئيس بوتين وهي تغزو أستونيا، وفقًا لمصادر الجيش.
وتمثل المشاركة للقوات المقرر نشرها في مطلع العام المقبل لدعم قوات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق. وجاءت كل التفاصيل لتحاكي -إلى أقرب حد ممكن-ما سيقوم به الجنود البريطانيون إذا دخل بوتين إلى استونيا. وارتدى جنود "العدو" زيًا ازرق مميزًا يشبه ملابس الشرطة العسكرية الروسية، وكان الجنود مجهزين ببنادق كلاشنكوف AK-47 نصف آلية تُصنعها القوات الروسية، فيما شنت القوات الروسية هجومًا بدبابات T-72، التي تم تطوريها مؤخرًا بحوالي 20 يورو لكل دبابة. هذا بالإضافة إلى الدبابات البولندية المدمجة من نفس الطراز، والتي تمثل ثلاثة نماذج دبابات سوفيتية مقدمة من أحد متاحف الدبابات.
وعلى الجهة الأخرى، ردَّت القوات البريطانية بقصف صاروخي من مروحيات "الأباتشي" ورشقات نارية من مدفعية المدرعات. ودخلت الدبابات منافسة مع بعضها في ساحة المعركة، في حين قام سلاح الجو الملكي البريطاني بعمليات قصف وهمية باستخدام طائرات التورنادو".
وأكدت وزارة الدفاع أنه من المتوقع إرسال بعض القوات إلى استونيا. حيث سيكون 400 جندي بريطاني في مدى مجموعة من آلاف من القوات الروسية والصواريخ ذات القدرات النووية في "كالينينغراد" على بحر البلطيق.
وتستخدم وزارة الدفاع البريطانية وكالة تجنيد للعثور على مدنيين للعب دور قوات العدو في هذه العملية. وقال مصدر عسكري: "إن الفكرة من محاكاة عناصر الغزو الروسي لشرق أوكرانيا في عام 2014، والتي شملت الاستيلاء السريع على الأراضي مما أدى إلى ضمِّ شبه جزيرة القرم."