واشنطن ـ رولا عيسى
تواصل اللجنة العليا للانتخابات التركية، إعادة فرز الأصوات في الانتخابات المحلية، وسط تزايد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة بشأن صفقة الصواريخ الروسية «إس - 40» التي تطمح واشنطن في منع أنقرة من إتمامها. وتستخدم واشنطن نتائج الانتخابات التركية للضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تروّج لضرورة قبولها في ظل سعي أردوغان لدعم إعادة فرز الأصوات بعد الخسارة التي منيّ بها حزبه.
ودخل على خط الدفاع التركي، السفير التركي لدى واشنطن سردار كليج في تغريدة نشرها عبر «تويتر»، ردا على التصريحات التي صدرت عن نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، روبرت بلادينو، بشأن الانتخابات المحلية في تركيا وطالب فيها بقبول نتائج الانتخابات، إن «الطعون وإعادة فرز الأصوات جزء أصيل من الانتخابات الديمقراطية، ويحق للأحزاب السياسية الاعتراض على نتائج الانتخابات، وهذا أمر معمول به منذ عشرات السنين في جميع الديمقراطيات بما فيها الولايات المتحدة، وليس تركيا وحدها. وإن الانتخابات الأميركية شهدت عامي 2016 و2018 حالات إعادة فرز للأصوات، بعد تقدم أحزاب سياسية بطعون».
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، فيما يتعلق بالانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا، يوم الأحد الماضي، إنها لن تؤثر على العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وإن الانتخابات المحلية ليس لها علاقة بالعلاقات بين تركيا والدول الأخرى... ونرغب في أن تكون علاقاتنا جيدة مع جميع الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا:
أردوغان يواصل الحرب الكلامية مع نتنياهو ويرد على هجوم جديد
وعلى صعيد أعمال إعادة الفرز التي جرت في بعض دوائر مدينة إسطنبول، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، علي إحسان ياووز، إن أعمال الفرز في إسطنبول قادت إلى تصحيح 11 ألفا و109 أصوات لصالح حزبه، بعد إعادة فرز 530 صندوقا منذ الأول من أبريل (نيسان) الحالي (صبيحة يوم الانتخابات).
وأضاف ياووز، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الحزب في إسطنبول أمس للتعليق على التطورات الخاصة بإعادة فرز الأصوات بناء على طعون تقدم بها الحزب إلى اللجنة العليا للانتخابات، أنه «اتضح أيضا أن هناك 1641 صوتا لصالح حزب العدالة والتنمية، في مجموع 5857 صندوقا، في إطار إعادة فرز الأصوات الباطلة... وجرى كذلك تسجيل 64 صوتا لصالح الحزب في 121 من الصناديق التي أعيد فرز الأصوات فيها بشكل كامل».
وتابع: «تم تصحيح كل هذه الأصوات، وهناك أصوات أخرى سنعمل من أجل تصحيحها»، مشيرا إلى أن الحزب اكتشف في جدول للنتائج كمية كبيرة من الأصوات لم يتم إدخالها إلى النظام الانتخابي.
كانت اللجنة العليا للانتخابات، أعلنت الاثنين الماضي، تفوق مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، على مرشح العدالة والتنمية رئيس البرلمان رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم بإجمالي نحو 29 ألف صوت.
من جانبه، قال يلدريم إن سكان إسطنبول أعطوا قرارهم في الانتخابات المحلية، واللجنة العليا للانتخابات ستعلنه. وخاطب منافسه، الفائز حتى الآن بالانتخابات، أكرم إمام أوغلو، قائلا إن التصرف بشكل وصفه بـ«غير المسؤول»، قبل البت بالاعتراضات من شأنه أن يثير التوتر في المجتمع ويضر البلد والشعب.
وأشار يلدريم، في مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية عقب اجتماع تقييمي في إسطنبول مع الرئيس رجب طيب إردوغان، إلى أن تلقي التهاني والاتصالات من رؤساء بلديات أجانب ومحاولة ممارسة ضغط دولي وطلب الحصول على رسائل دعم من الدول الأجنبية يغضب الشعب التركي. وأضاف: «وأقولها بوضوح لا يحق لأحد إغضاب الشعب التركي».
وقال يلدريم الذي كان استبق انتهاء عمليات الفرز ليل الأحد الماضي بإعلان فوزه برئاسة بلدية إسطنبول، اعتمادا على نتائج غير دقيقة بثتها وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية، ثم عاد واعترف بالخطأ في اليوم التالي، إن من يتلقى وثيقة الرئاسة هو من سيكون رئيسا لبلدية إسطنبول: «والآن أسأل: هل يوجد لدى السيد إمام أوغلو وثيقة؟ لا يوجد، إذن فلا معنى لكتابة عبارة رئيس بلدية إسطنبول الكبرى بجانب اسمه، والتباهي بذلك».
وتابع أن الانتخابات انتهت لكن مرحلة الاعتراضات لا تزال متواصلة، معتبرا أن ذلك ليس أمرا جديدا، وأن الشعب قد يفكر بشكل مختلف ويكون منافسا لبعضه في السياسة الداخلية، «لكن لتختف جميع الخلافات فيما بيننا ونقف يدا واحدة ضد الراغبين في خلق أجواء ببلدنا كما يحدث في فنزويلا». وأكد أن لديه مهمة حيال 15 مليون مواطن في إسطنبول تتمثل بالتأكد من أن كل صوت ذهب لمرشحه سواء كان له أو لمنافسه.
وأضاف أنه سيكون أول المهنئين لمنافسه إمام أوغلو في حال انتهاء المرحلة الحالية، وتسلمه لوثيقة رئاسة البلدية، وأنه ينتظر التصرف ذاته من منافسه في حال حصل العكس
قد يهمك أيضًأ: